"بتسيلم" تحمل جيش الاحتلال المسؤولية عن مقتل الفتى الشوامرة

حملت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الاسرائيلية جيش الاحتلال المسؤولية عن قتل الفتى الفلسطيني يوسف الشوامرة (14 عام) أثناء عبوره قرب جدار الفصل العنصري جنوب الضفة الغربية.

واستشهد الفتى الشوامرة من سكان قرية دير العسل الفوقا جنوب-غرب الخليل في صبيحة الأربعاء الماضي بعد ان اطلق جنود الاحتلال النار عليه وهو بمعية صاحبيْه زاهي الشوامرة (13 عامًا) والمنتصر بالله الدردون (18 عامًا)، فيما اعتقل الجنود الفتييْن اللذيْن لم يصابا بالرصاص إلى التحقيق في محطة الشرطة في كريات أربع وأُطلق سراحهما لاحقًا في اليوم نفسه.

يتّضح من استقصاء "بتسيلم" أنّ الفتية الثلاثة كانوا في الموقع من أجل قطف نبتة العكوب في إطار القطاف الموسميّ الذي يجري في هذا الوقت من السنة، ويشكّل مصدر رزق هامًا للسّكان.

وقال الفَتَيان المرافقان للشهيد الشوامرة  للباحث في" بتسيلم" موسى أبو هشهش، إنه "عند نزولهما عن الطريق سمعوا ثلاث أو أربع طلقات ناريّة، وأنّ إطلاق الرصاص لم يسبقه أيّ نداء تحذيريّ. وأصيب الشوامرة بالرصاص ونجح في العودة إلى الطريق بمساعدة أحد صاحبيْه. وفي هذه المرحلة أطلّ عدة جنود من كمين نصبوه على بعد عدة عشرات الأمتار من الفتية."

وحسب تقرير صدر عن المنظمة الحقوقية الاسرائيلية " قدّم الجنود المساعدة الطبيّة الأوليّة للشوامرة المصاب واعتقلوا صاحبيْه. وبرغم أنّ القاعدة العسكرية القريبة موجودة على بعد نحو كيلومتريْن فقط من منطقة الحادث، فإنّ سيارة الإسعاف العسكريّة لم تصل إلى الموقع إلا بعد نحو نصف ساعة. ونقلت سيارة الإسعاف الشوامرة إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع حيث توفي هناك."

واوضح التقرير بانه "في الفحص الخارجي للجثة والذي أجري في مستشفى عالية في الخليل حيث نُقلت جثة الشوامرة إلى هناك، وُجد أنه أصيب برصاصة واحدة في فخذه اليسرى."

ووفقا للتقرير "جاء في البيان الإعلامي الصادر عن الناطق العسكري والذي نُشر في وسائل الإعلام، أنّ "قوّة من كتيبة 77 من سلاح المدرّعات كانت في عملية مبادَر لها، وشاهدت ثلاثة فلسطينيين مشتبهين يلحقون الضرر بالجدار الفاصل فأطلقت النار عليهم في ضمن إجراء اعتقال مشبوه. وعندما رفضوا الاستجابة لنداءات الجنود، أُطلق صوبهم الرصاص الذي أصاب فلسطينيًا واحدًا، حيث نقلته قوّة طبيّة عسكريّة إلى المستشفى، وهناك توفي متأثرًا بجراحه."

وعليه اعتبر التقرير ان "هذا البيان الذي يبرّر إطلاق الرصاص القاتل في وضح النهار صوب فتية لم يشكلوا الخطر على أحد، يعكس السخرية والاستخفاف بحياة الفتى الفلسطينيّ." مضيفا بان " قوات الأمن في المنطقة تعي أنّ فلسطينيين يعبرون الجدار في هذا الموسم في المكان المذكور تمامًا، عبر ثغرة قائمة فيه منذ سنتيْن، في طريقهم لقطف العكوب في أراضيهم الخاصة. ".

وقال التقرير "إنّ قرار نصب كمين في الموقع قوامه جنود مسلحون بالرّصاص الحيّ هو قرار خطير جدًا ويشير –على الأقلّ- إلى اعتبارات خاطئة من أساسها. أضفْ إلى ذلك أنّ نتائج استقصاء "بتسيلم" تناقض وصف الحقائق الذي أدلى به الناطق العسكريّ:" هؤلاء الفتية لم يحاولوا إلحاق الضرر بالجدار بل عبروه عبر الثغرة القائمة فيه منذ زمن بعيد، كما أنّ الجنود لم ينفذوا إجراء اعتقال مشبوه بل أطلقوا الرصاص على الشوامرة من دون إنذار."

واوضح بأنّ "أوامر إطلاق النار الخاصة بالجيش والسارية على منطقة الجدار الفاصل لا تسمح بإطلاق الرصاص الحيّ على الفلسطينيين الذين يعبرون الجدار حين يُشخّص هؤلاء بكونهم لا يشكلون الخطر على القوات. ولكن، وكما يتضح من نشر سابق في مسألة إطلاق الرصاص بمحاذاة الجدار، فإنّ هذه الأوامر مُصاغة بالشكل الذي يُعرّف منع إطلاق النار كحالة استثنائية، وهي مرفوقة بخطاب جماهيريّ وإعلاميّ يتعامل مع كلّ فلسطينيّ يعبر الجدار وكأنه مخرّب محتمل".

وقد فتحت وحدة التحقيق في الشرطة العسكرية الاسرائيلاية تحقيقًا في الحادثة، إلا أنّ المديرة العامة لـ"بتسيلم" جيسيكا مونطل شدّدت على أنّ المسؤولية عن قتل الشوامرة لا تقع على كاهل الجنود الذين قتلوه وحدهم: "المسؤولون الأساسيّون عن القتل هم الضباط المسؤولون الذين أرسلوهم إلى الكمين. على وحدة التحقيق في الشرطة العسكرية ان تنظر امكانية ان يتحمّل هؤلاء الضباط المسؤولية الجنائيّة الشخصيّة في هذه الحالة ويجب عليهم أن يُحاسبوا جراء قتل الفتى".

المصدر: القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء -