في هذه المرحله المفصليه التي تعيشها المنطقه وفي ظل الهجمه الشرسه من بعض الكيانات الوظيفيه بالمنطقه و بدعم من مشغليهم بالغرب,, على قوى المقاومه بالمنطقه فاليوم بات واضحآ وبدون أي تشكيك ان هناك قوى داخليه في لبنان وخارجيه تسعى لضرب حزب الله وبمساعده اقليميه -دوليه ومحاولة الوصول الى قرار اقليمي- دولي يسعى لضرب منظومة الحزب واستغلال الوضع اللبناني الداخلي وما يحمله من أزمات متراكمه وأشكاليات سهلة الحل أن وجد قرار وطني حر بلنان - ولكن لكثرة وتعدد المراجعيات الاقليميه والدوليه نرئ اليوم هذه الاشكاليات تتحول تدريجيآ الى ازمات قد تعصف بلبنان بأي وقت وفي نفس المحورتتدعي هذه القوى الداخليه اللبنانيه والخارجيه اقليميآ ودوليآ ان مشاركة الحزب بأحداث سوريا هو سبب بعدم استقرار الوضع الداخلي اللبناني ,, ومما لا شك فيه أن الحزب كان يدرك حجم الانتقادات والتهم التي سوف تنهال عليه من كل حدآ وصوب عندما اتخذ قراره بالتدخل المباشر بالازمه السوريه، وكانت له حساباته السياسية والديمغرافيه والجغرافيه والامن الذاتي اللبناني والمبأدئ الاخلاقيه ,, التي يؤمن بها ويراها أكبر من كل الانتقادات التي وجهت إليه بسبب هذا الولوج المباشر بالملف السوري لانه استشعر كما استشعر غيره حجم المؤامره الكبرى التي تستهدف بجملة ما تستهدف كل قوى المقاومه بالمنطقه ومحورها بشكل خاص وهي سوريا العروبيه ،، فاليوم ’’وبعد الكم الهائل من الانتصارات التي حققها الجيش العروبي السوري وبدعم من قوى المقاومه الوطنيه العروبيه ومنها" حزب الله"هذا كله أثار هستيريا وجنون الكثير من قوى التيار الاخر المعادي للدوله السوريه وقوى المقاومه الاخرى بالمنطقه , وقررو بلحظة يأس ان يصبو جام غضبهم على الحزب , وبهذا وجد حزب الله نفسه من جديد ضمن معادله "مركبة الاهداف والعناوين "فهو اليوم مستهدف داخليآ وخارجيآ-فداخليآ رأينا قبل فتره الحمله الشرسه التي قادتها قوى "14اذار"وبالتحديد تيار المستقبل على حزب الله وكيف وجهت له اصابع الاتهام بأنه يجر لبنان الى دائرة النار الاقليميه وكيف أن الحزب هو السبب وراء عمليات التفجير وسلسلة التفجيرات التي عصفت بلبنان بالفتره الاخيره –والسؤال هنا ؟؟؟ هل هؤلاء يتناسون عمدآ وقصدآ انهم هم اول من من تدخل بسوريا منذ بداية الازمه وملف المدعو "بعقاب صقر "المحسوب على تيار المستقبل ودعمه وتسليحه للارهاب من تركيا وتسهيل دخوله الى سوريا مازالت ذاكرة الكثيرين تحتفظ به ولن تنساه .والحزب نفسه يعي حقيقة المؤامره الداخليه هذه ومحاولة هذه القوى بتوريط الحزب في واقع معين يرسمونه هم بهدف عملية استنزاف تمتد لفترات ومراحل متعدده ومن خلالها وفق خطتهم انهم يستطيعون هم ان يضعفو قدرات الحزب وهذا بمجمله وفق خطتهم الدراما تيكيه سوف يقود الحزب الى طريق يصل من خلالها الى وضع يتم من خلاله حصر الحزب "بدائرة ضغط كبرى " بحيث يتم العمل بعد عملية الاستنزاف هذه على تطويقه لاحقا ليكون جزء من منظومة الحل وملفات التسويات"المذله" الكبرى بلبنان بالمرحله المقبله ,وطبعآ عندما نتحدث عن لبنان من الطبيعي هنا
ان نذكر الاقليم لان الكثير من هذه القوى المعاديه لقوى المقاومه في لبنان لديها مراجعياتها ,, فا اقليميآاذا تحدثنا عن اكبر داعم سياسي ولوجستي لقوى (14) اذار فأول من يظهر على الساحه السياسيه والمرجعيه لهذه القوى هي السعوديه ،فقد اعتبر"ال سعود" أن الحزب بتدخله بسوريا افسد عليهم نشوة الانتصار وفق ما يقولون "واهمين" ولهذا قرر"ال سعود "ان عقاب الحزب على تدخله بسوريا والقضاء على اخر امال "ال سعود" بتحقيق انجاز ما على الارض السوريه هو استنزافه في الداخل اللبناني ووفق رؤيتهم ان توريط الحزب بملفات داخليه تتعلق بأمن المجتمع اللبناني والحواضن الاجتماعيه للحزب ككل هو أفضل ضربه توجه للحزب عقابآ له على مشاركته بالازمه السوريه وفق رؤيتهم,
اما المرجعيه الكبرى بالمنطقه لهذه القوى وهو "الكيان الصهيوني "
فينظر إلى انه يجب إضعاف الحزب داخليآ وتحديدآ في الحواضن الشعبيه والقواعد الشعبيه للحزب في الداخل اللبناني والاستمرار بضربه حتى يصل الى مرحلة يعلن فيها الموافقه على مسار تسويات مذل لم يكن يقبل حتي بفكرة طرحها للنقاش سابقآ ووفق رؤية الساسه والعسكر الصهاينه على أن هذه الاستراتيجيه هي الخطه الافضل للوصول إلى المواجهة الكبرى والتي ستضمن الحسم الصهيوني في أي معركه مستقبليه ستكون مع الحزب . اما دولياً فحلفاء قوى "14"اذار هم كثر فهناك الفرنسيين والامريكان وهؤلاء يعتقدون ان تدخل الحزب بسوريا ساهم الى حد ما بتقوية ساعد الدوله السوريه واعطى جرعة أمان للمجتمع السوري عندما ظن ان العالم كله تخلى عنه وتركه للارهاب يفتك به,, فكثير من الدول مثل امريكاتعتقد الان ان هذه المرحله هي المرحله الافضل و أن الفرصة مواتية اليوم لوضع الحزب "بدائرة الضغط الكبرى داخليآ واقليميآ" ،في محاوله لجعل حلفائهم قوى "14"اذار يستعيدون زمام المبادره داخليآ عبر أدوات متعددة إعلامية وسياسية وبدعم من دول اقليميه ، وليس من الغريب هذا الشي فنفس هذه الادوات ونفس هذه الكيانات الوظيفيه بالمنطقه هي من عمدت لتشويه صورة الحزب بعد انتصار تموز 2006- فحزب الله يعرف مسار هذه المؤامره الكبرى التي تستهدفه داخليآ واقليميآ ودوليآ فالحزب يعي اليوم واكثر من أي وقت مضى ان لبنان اصبح ساحه مفتوحه لكل الاحتمالات اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهايية-فالمناخ العام للقوى المعاديه له داخليآ واقليميآ ودوليآ بدأ يشير بوضوح إلى أن حزب الله بات محور دائرة( الضغط الكبرى),,ومع هذا قرر الحزب الولوج اكثر بالملف السوري وفق مبادئه السياسية والديمغرافيه والجغرافيه والامن الذاتي اللبناني والمبأدئ الاخلاقيه ,, التي يؤمن بها ويراها أكبر من كل الانتقادات التي وجهت إليه بسبب هذا الولوج بالملف السوري ,,فعلى صعيد مشاركة الحزب في الازمه السوريه فقد قدم الحزب مبررات ومعادلات الامن الذأتي والمبأدى الاخلاقيه والحسابات المستقبليه لتوسع نفوذ وقواعد الجماعات الارهابيه التي نشرت قواعدها بالقرب من الحدود اللبنانيه –السوريه بل وبعضها اصبح له قواعد داخل الجغرافيا اللبنانيه بشكل اضح لا يقبل التشكيك ,,وقد قدم الحزب كل مبرارته لهذا التدخل ووصف ماجرى ما جرى بأنه تم من أجل الدفاع عن الحدود اللبنانية وهو بذلك يدافع عن ألأمن الوطني البناني وهذا ماحصل فعلآ بعد حسم معركة" يبرود"عندما توقف شريان ومحرك ارسال السيارات المتفجره والانتحاريين من هذا الخزان والحاضنه الارهابيه الى لبنان وهذا بذات السياق لايخرج الحزب عن خط الحزب كحركة مقاومة مسلحة وطنية لبنانية، وأستطاع بذات السياق أن يبرر دفاعه عن النظام السوري بحكم العلاقة الاستراتيجية والأمنية بينهما وما يمثله هذا النظام من حماية لظهر المقاومة اللبنانية والفلسطينيه والعراقيه سابقآ بالمنطقه ، ووفق هذه المبادئ سار الحزب في الطريق الذي يرأه ينسجم مع مواقفه ومبادئه السياسيه والاخلاقيه .
فاليوم على الارض، وبعد حسم الجيش العروبي السوريو باسناد من قوى المقاومه الاخرى ومنها "حزب الله " مجموعه من الاهداف الاستراتيجيه في القلمون وريف حمص وتحديدآ على الحدود السوريه –اللبنانيه اعاد خلط الاوراق من جديد على الارض فاليوم يبدو المشهد ضبابيا. فالقوى اللبنانيه اليوم على تعدد توجهاتها ومرجعايتاها تتحدث عن واقع جديد ومفهوم جديد للحرب بعد حسم معركة " يبرود"بريف دمشق القلموني وبعدها "قلعة الحصن "بريف حمص و التي كان حسمها بمثابة القشه التي كسرت ظهر الجماعا ت الارهابيه المدعومه والمموله من بعض الكيانات الوظيفيه الطارئه على المنطقه والتي بدورها تأخذ المنطقه برمتها الى المجهول.والسؤال هنا هل يرتبط هذا المجهول تحديدآ بما يخص لبنان - بما يتردد حول سيناريو الاغتيالات، والمواجهه الداخليه اللبنانيه ..او مايتعلق باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانييه ، ام سنرئ قريبآ عمليه عسكريه صهيونيه واسعه بالداخل اللبناني ، لدفع الامور نحو واقع معين جديد في المنطقة؟
وبالنهايه المرحله صعبه والتاكيدات لما سيجري من عمليات قيصريه بالمنطقه بالمرحله المقبله هو مازال مجرد تحليلات وتكهنات لانه لم يعد يأخذ منحى عابراً كما يتحدث البعض . ففي الكواليس هناك تكهنات و تأكيدات حول تطورات دراماتيكية نترك الاجابه عليها للوقت سيجيب عليها بنفسه ..
ناشط وكاتب سياسي -الاردن.
[email protected]