التناقض في المواقف والتعامل بمكيالين.. تتطلب رفض العودة للمفاوضات العبثية

بقلم: علي ابوحبله

حين تدعي أمريكا أنها تؤمن بحل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب دولة فلسطين وإسرائيل بسلام وامن ، وحين يدعي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المغتصب للأراضي الفلسطينية المتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية ، انه يؤيد فكرة إقامة ألدوله الفلسطينية ، وفي نفس الوقت يصر على الاستيطان ومصادرة الأراضي والاستمرار بحملات الاعتقال السياسي ويصر على الاعتراف بيهودية ألدوله ، ما يؤكد أن نتنياهو يسير بمخطط التهويد الذي يهدف لتقويض أي جهود تتطلبها مقومات إنشاء وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران ، إسرائيل تهدف من وراء استمرارية المفاوضات لتكون غطاء لمخططها ألتهويدي ولاستمرارية احتلالها لكل فلسطين ، وأمريكا هي الداعم والمساند للموقف الإسرائيلي عبر رعايتها للمفاوضات التي لم تفضي سوى إلى المزيد من تجسيد للعنصرية والتطرف الإسرائيلي ، إن حقيقة التناقض والتباين في المواقف الامريكيه والاسرائيليه هو الموقف من ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 ، حين يقوم الرئيس محمود عباس بالتوقيع على اتفاق الانضمام لمؤسسات الأمم المتحدة تقوم الدنيا وتقعد من قبل أمريكا وإسرائيل ، جون كيري يضغط ويطالب الرئيس محمود عباس بالعدول عن فكرة الانضمام لمؤسسات الأمم المتحدة ، رئيس حكومة نتنياهو ووزرائه يهددون ويتوعدون الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني بعقوبات وحصار اقتصادي ويتلفظون بألفاظ تخرج عن سياق آداب التعامل السياسي والدبلوماسي ، التناقض بين التصريحات اللفظية بتأييد إقامة ألدوله الفلسطينية والمواقف التي تؤكد عدم جدية الاداره الامريكيه حول رؤيا الدولتين والتصريحات الاسرائيليه حول ألدوله الفلسطينية ، حكومة نتنياهو بمخططها الاستيطاني ولتهويدي تهدف للقضاء على أي أمل لإقامة ألدوله الفلسطينية ، أمام هذا الواقع الذي عليه المخطط الإسرائيلي وما تهدف حكومة نتنياهو لتحقيقه ما الجدوى من استمرار المفاوضات وما الهدف الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه من المفاوضات وإصرارها على تمديد المفاوضات ، ورفضها لتحديد سقف زمني للمفاوضات ورفضها لتحديد مرجعية للمفاوضات ، حكومة نتنياهو ترغب في إطالة أمد المفاوضات كغطاء لتنفيذ مخططها الاستيطاني ولتهويدي ، وتهدف إلى كسب المزيد من الوقت لاستكمال تهويد القدس ، وهي بهذا تتحلل من أية التزامات من قبل المجتمع الدولي ، وهي تتمسك باتفاق أوسلو وفق ما يحقق أهدافها ومخططها.

اتفاق أوسلو قد انتهى من زمن لعدم الالتزام الإسرائيلي بنصوصه وعدم التزام حكومات إسرائيل بمراحل التنفيذ ، لم يعد أوسلو ببنوده صالحا للتفاوض لانعدام صلاحية بنوده التي مضى عليها تقادم الزمن ولم تعد ما تتضمنه من مواد لتصبح ماده للتفاوض فقد انقضى وانتهى أمره ، إن استمرار التفاوض في ظل الفهم الأمريكي والإسرائيلي للمفاوضات أصبح مضره للفلسطينيين أكثر منه منفعة وان إسرائيل لا تريد التفاوض إلا من اجل التفاوض وان أمريكا متناقضة بتصريحاتها وأفعالها وأنها تتعامل بمكيالين ، لم يعد أمام الفلسطينيين من خيار إلا رفض التفاوض بالشروط الاسرائيليه ولم تعد أمريكا الوسيط النزيه لانعدام الثقة أصلا بأمريكا لممالئتها إسرائيل.

أمريكا منذ رعايتها للمسيرة السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تدعم مواقف إسرائيل وتدعم الاستيطان وهذه هي جريمة بحق الشعب الفلسطيني ، ليس بمقدور الوسيط الأمريكي من تحقيق أي تقدم في مسيرة السلام وهي تتعامل بمكيالين تجاه دعمها للمصالح الاسرائيليه وتنكرها لعهودها مع الفلسطينيين ، ليس من مصلحة الفلسطينيين العودة إلى طاولة المفاوضات وأصبح الأمر يتطلب موقف فلسطيني لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني مخطط تهويد ما تبقى من فلسطين ، وأصبح لا بد من مواجهة التناقض في المواقف الامريكيه الاسرائيليه والوقوف في وجه سياسة التعامل بمكيالين ، حكومة نتنياهو تعي مخاطر المرحلة وتعي أن رفض الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات تعرية إسرائيل أمام الرأي العام الدولي ، فهل يصمد الموقف الفلسطيني أمام الضغوط الامريكيه والاسرائيليه ويقبل بالمواجهة مع الاحتلال بالطرق والوسائل المشروعة والتي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية والتي تعطي المحتل حق مشروعية مقاومة الاحتلال " إن التغيرات الاقليميه والدولية تتطلب كشف حقيقة إسرائيل وما ترغب بتحقيقه وهو التنكر لكافة الحقوق الوطنية الفلسطينية عبر الاستمرار بالمفاوضات العبثية التي تعتبرها غطاء لاستكمال مشروعها الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الوجود الفلسطيني على ارض وطنه فلسطين.