عندما كان الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي،رغم كل ما كان يقال بحقه من ديكتاتور ومتفرد بالحكم وطاغية وغيرها،إلا انني أظن اليوم ان الليبيين بعدما جاءتهم مافيات ومليشيات وعصابات ما يسمى"بالثورات العربية" التي تستبيح البلاد وكرامة وحقوق وامن العباد،فإنهم يترحمون على أيام ذلك العقيد،وهذا العقيد في أكثر من قمة عربية قال بشكل واضح بأن بيانها الختامي معد سلفاً،وامريكا هي من يشرف على إعداده،حيث كانت وزير الخارجية الأمريكي ي/تلتقي بوزراء الخارجية العرب قبيل القمة وي/تسلمهم نص البيان الختامي ويهزون رؤوسهم بالمصادقة فقط.
والجامعة العربية"العبرية" بعد ما يسمى ب"ثورات الربيع العربي" لم تكتفي بأن تبول على نفسها،بل وصلت بها الأمور حد التبرز والتغوط مؤخراً،فهذه الجامعة التي فقدت دورها وعروبتها ولم يبق منها سوى الأسم،في بداية الأزمة السورية سطت على قرارتها دول ومشيخات عربان النفط والغاز،وبالذات قطر التي أوكلت لها امريكا الملف السوري،حيث عبر النفط والغاز والمال والتهديد والوعيد،أجبرت الجامعة العربية"العبرية" بالسطو على مقعد سوريا في الجامعة لصالح ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري"مجموعة عصابات ومرتزقة وماجورين" وكذلك فرضت عقوبات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية وغيرها على سوريا،وحاولت مشيخة قطر الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي للتدخل في سوريا تحت البند السابع،الذي رفضته روسيا والصين.
وبعد الفشل القطري في الملف السوري وتحقيق اية انجازات على الأرض بفضل صلابة النظام والتفاف الشعب والجيش حوله اوكلت المهمة الى الوهابيين في السعودية بقيادة بندر بن سلطان،والذي لم تكن حظوظه بأفضل من حظ قطر والحالمين بعودة امبراطوريتهم على حساب الجغرافيا والدم العربي من العثمانيين الجدد،ولكن رغم ذلك وجدنا بان مشيخات النفط وفي المقدمة منها السعودية وقطر،حاولت مرة أخرى بأن تطرح تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية لما يسمى ب"الجربا" ممثل "الإئتلاف الوطني السوري" ولكن الجزائر والعراق وعدد آخر من الدول العربية رفضت ذلك،وقد حاولت السعودية إعادة الكرة من خلال دعوة الجامعة العربية لنفس الغرض والغاية ولكن المشروع فشل ايضاً.
واليوم تاتي الحقائق والوقائع لتثبت الدور التآمري والخياني للجامعة العربية"العبرية" على قضايا العرب ومصالحهم،وعلى كل من ينادي بالصمود والمقاومة في العالم العربي،وبالدليل القاطع والملموس،فوزير العدل الإسرائيلي "تسيفي ليفني" في لقاء مع القناة العاشرة الإسرائيلية كشفت المستور،وبينت حقيقة العربان والمشايخ العرب ومدى خستهم ونذالتهم وتآمرهم،حيث تقول بأنها ستحاصر الرئيس ابو مازن في المقاطعة كما حوصر الرئيس الراحل ابا عمار،حتى يرضخ ويستجيب لمطالب اسرائيل بالاعتراف بيهودية الدولة،وتضيف بأن اسرائيل لن تطلق سراح" المخربين" القتلة الملطخة ايديهم بالدماء،على اعتبار ان ايديها وأيدي كل قادة دولتها سياسيين وعسكريين وامنيين، ليست كل أجسادهم من قمتها وحتى اخمص أقدامها ملطخة وموغلة في الدم الفلسطيني والعربي،و"الشيخة ليفني" تضيف بأن اسرائيل اعتذرت للأردن عن قتل القاضي زعيتر والأردن قبل الإعتذار ولم يطلق سراح الجندي الدقامسة،وانها زارت الدول العربية خلال (50) يوم (11) مرة،وطرحت امام العرب والمسلمين بان "أورشليم" عاصمة دولة الكيان المحتل ولم يعترض أي منهم،وكذلك طلبت منهم عدم تحويل اموال لعباس فكونوا اولاداً مطعين وطيبين،وختمت بالقول عندما إحتجينا على قرار تحول مليار دولار ل"اورشليم" استجابوا ولم يرسلوا شيئاً.
بعد كل هذا الوضوح أظن على رأي شاعرنا الكبير مظفر النواب"لا يحتاج دم بهذا الوضوح الى معجم طبقي لكي نفهمه" وكذلك بعد كل ما قالته "الشيخه ليفني" اظن لم تبق عورة عربية مستورة،لمن يدعون بالعلن لدعم ومساندة الفلسطينيين وسراً يقودون كل المؤامرات ومشاريع تصفية قضيتهم،وبالذات مشيخات النفط والكاز الخليجية،وليفني بعد ما وصلت اليه اوضاع العربي وما يسمى بالجامعة العربية،أرى أن ترشح لرئاسة الجامعة العربية" العبرية" فعلى الأقل هي لا تخفي لا هويتها ولا موقفها ولا أهدافها،وبالمقابل أرى بانه على الرئيسين السوري الأسد وابو مازن التنازل عن مقعديهما في الجامعة العربية،فليس من الشرف ان يكونوا اعضاء في مثل هذه الجامعة المتعبرنة،الرئيس عباس يتنازل عن مقعد فلسطين لنتنياهو،والذي يصرح بأن زعماء الخليج قالوا له انتم لستم اعداءنا وستخرج علاقاتنا الى العلن قريباً،وبالتالي يصبح نتنياهو عضوا في تلك الجامعة"بيت الأخوة" ويخرج منها هو والرئيس الأسد،فهذه جامعة ليس فقط تبول على نفسها،بل وصلت الأمور حد التغوط والتبرز،وليس من الشرف لأي عربي حر شريف ان يكون عضواً في هكذا جامعة،جامعة ليس لها علاقة بالعروبة من قريب او بعيد،جامعة تقود المؤامرات وتستصدر"الفرمانات" ضد كل ما له علاقة بمصالح العرب وخدمة قضاياهم.
نحن لسنا بالبعيدين عن المرحلة التي ستتولى فيها "الشيخة ليفني" أمين عام جامعة الدول العربية،فمشروع المؤامرة على المشروع القومي العربي تقوده قوى عربية وإقليمية،تتضح اهدافها يوماً بعد يوم،وما كشفه سماحة الشيخ حسن نصر الله في مقابلته مع السفير اللبنانية،عن عروض قدمت للرئيس السوري السوري بشار الأسد بقطع علاقاته مع ايران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية،مقابل الدخول في عملية سلام جدية مع اسرائيل تعيد له الجولان المحتل،تكشف حقيقة الأهداف الخبيثة لكل المتآمرين العرب وداعمي ما يسمى ب"الثورات و"الثوار،.إنها مؤامرات تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية اولاً وتدمير كل روافع وحوامل المشروع القومي العربي من العراق مرورا بسوريا وانتهاءا ًبمصر.
نحن وصلنا الى مرحلة الإستنقاع،الإنهيار الشمولي من جامعة كانت تقول لا صلح ولا مفاوضات ولا إعتراف بإسرائيل الى حالة تتولى فيها اسرائيل رئاسة الجامعة.