كيري : إسرائيل تتحمل المسئولية الأكبر عن تفجر المفاوضات

اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مساء الثلاثاء، إسرائيل بإفشال المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين بسبب إصرارها على رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ومواصلة البناء في المستوطنات.

وقال كيري خلال جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي إن" إسرائيل تتحمل المسئولية الأكبر عن تفجر المفاوضات، والجانبان اتخذوا خطوات سلبية"، مشيرا إلى أن خطوة السلطة الفلسطينية للتوجه للمؤسسات الدولية جاء ردا على التدابير التي اتخذها إسرائيل.

واعتبر كيري التوقيع على الانضمام للمؤسسات الدولية ليس مفيدا ومخالفا للالتزامات السابقة  لكنه  أوضح  أن الفلسطينيين اتخذوا خطوات أكثر وضوحا، اما في إسرائيل فقد كان من المقرر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وكان  يتم التأجيل من يوم إلى آخر، ثم وافقت إسرائيل على بناء 700 وحدة استيطانية إلى أن وصلنا إلى حيث ما نحن عليه اليوم".

وأشار كيري إلى أن الخلافات تتركز حاليا على قضايا موضعية وليس جوهرية، قائلا "اعتقد أن هناك وسائل أخرى لتطوير المفاوضات وآمل أن يجد الطرفان طريقا للعودة إلى المحادثات".

وأكد كيري  أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مشددا على أن ضرورة أن يتخذ الجانبان قرارات هامة وأن يتحملا مسئوليتها.

 وأضاف "هناك حدود لمقدار الوقت، فأنا والرئيس أوباما يمكن أن ننهي الوساطة نظرا للتحديات التي تواجهنا في جميع أنحاء العالم، خاصةً إذا كان الطرفان ليسا على استعداد لإظهار أي جدية منهما".

من المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس باراك أوباما اليوم ما تواجهه مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من صعوبات، في حين تقرر عقد اجتماع ثان بين الطرفين في القدس الثلاثاء برعاية المبعوث الاميركي لعملية السلام مارتن إنديك. 

وكان كيري عاد الجمعة من جولة قادته إلى أوروبا والشرق الاوسط، مؤكدا أنه يريد أن يناقش مع أوباما مسألة الاستمرار في تخصيص هذا الحجم من الوقت والجهد السياسي في عملية تقوضها إجراءات إسرائيل والفلسطينيين.

ونفى مسؤولون كبار فكرة أن أوباما سيطلب وقف هذه الجهود مؤكدين أنه ينظر بتقدير كبير إلى جهود وزير الخارجية.

وأعلنت الرئاسة ووزارة الخارجية الأميركيتان أن كيري سيلتقي في البيت الأبيض أوباما ونائب الرئيس جو بايدن.

وأكدت وزارة الخارجية الاميركية ليل الاثنين الثلاثاء أن الجهود مستمرة لإنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان مقتضب إنه "بناء على طلب الطرفين، سهلت الولايات المتحدة هذا المساء لقاء بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين لمواصلة الجهود المكثفة الرامية لحل الخلافات".

وأضاف البيان "لا تزال هناك هوة لكن الطرفين ملتزمان تقليصها".

وتأتي اجتماعات كيري بعدما تعرضت مفاوضات السلام الهشة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأسبوع الماضي لأخطر أزمة منذ استئنافها في منتصف 2013.

وكانت المفاوضات المباشرة بين الطرفين استؤنفت برعاية واشنطن في 29 و30 تموز/يوليو 2013 إثر توقفها ثلاث سنوات، وذلك بعد جهود شاقة بذلها كيري الذي انتزع اتفاقا على استئناف المحادثات لمدة تسعة أشهر تنتهي في 29 نيسان/أبريل.

وبموجب هذا الاتفاق، وافقت السلطة الفلسطينية على تعليق أي خطوة نحو الانضمام إلى منظمات أو معاهدات دولية خلالها مقابل الإفراج عن أربع دفعات من المعتقلين الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل منذ 1993.

وتم الإفراج عن ثلاث دفعات من هؤلاء، لكن إسرائيل اشترطت للإفراج عن الدفعة الرابعة أن يتم تمديد المفاوضات إلى ما بعد 29 نيسان/أبريل. ورفض الفلسطينيون هذا الشرط المسبق وقرروا التقدم بطلب انضمام فلسطين إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية.

وأتى هذا اللقاء عقب اجتماع عقد ليل الأحد-الاثنين في القدس وشارك فيه كل من إنديك ووزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

ورفض مسؤولون إسرائيليون كشف مكان المحادثات.

المصدر: واشنطن - وكالة قدس نت للأنباء -