من خلال مطالعتى لعبث نتنياهو الغير مسئول بصحبة مجموعة من المشاغبين من زعماء ائتلافه وعلى رأسهم ليبرمان وبينيت ودانون وفايغلين ويعلون وغيرهم ، أعتقد أن أولئك المعزولين عن العالم والغائبين عن الوعى بحاجة لبعض القراءات فى حال فشل المفاوضات وممارسة التضييق الأمنى و الاقتصادى على الفلسطينيين والذى سيؤدى للوصول لانهيار السلطة المعلن المقصود من القيادة الفلسطينية كورقة ضغط على الاحتلال ، أو من انهيار السلطة المقصود من الاحتلال بهدف الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بالشروط الاسرائيلية كما تدعى اسرائيل مما يؤدى لعدم قيامها بمسئولياتها أمام المواطنين وما سيخلفه هذا الأمر من حالة احباط ويأس وضيق حياة .
على تلك المجموعة أن تقرأ ما حذر منه الشاباك الاسرائيلى سابقاً " من أن انهيار السلطة سيكون له تداعيات خطيرة على اسرائيل وعلى أمن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والذين يصل عددهم إلى أكثر من 400 ألف مستوطن " .
وأنصحهم بمراجعة الخبراء الأمنيين اللذين قالوا " لا نستبعد البتة أنْ يؤدي الوضع الاقتصادي الصعب في مناطق السلطة إلى حالة من الإحباط الشديد، تؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع الانتفاضة الثالثة ، وتنبأت المصادر الأمنية بتصاعد الأعمال العنيفة من قبل الفلسطينيين ضد جيش الاحتلال وضد المستوطنين بسبب حالة الإحباط التي ستسود الشارع الفلسطيني من الناحيتين السياسية والاقتصادية " .
و على نتنياهو وائتلافه أن يقرأ للمحلل الإسرائيلي أريئيل كهانا في مقاله المنشور بموقع "نيوز وان" الإسرائيلي استناداً إلى توقعات أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى اشتعال فتيل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي ستشمل عمليات فدائية"على حد وصفه", وأكمنة لإطلاق النار على إسرائيليين وإغلاق الطرق الرئيسية وتنظيم مظاهرات حاشدة.
وأضاف كهانا أن الفرضية الاستخبارية السائدة في الجيش الإسرائيلي منذ عدة أشهر هي أن انهيار السلطة الفلسطينية يعنى تعاظم العمل وتنشيط الخلايا فى التنظيمات المسلحة فى الضفة الغربية " .
وأضاف أنه وفقاً للتكهنات الاستخبارية بالجيش الإسرائيلي إذا تحقق هذا السيناريو ستحدث عمليات تفجير فى الداخل ، وسط تجمعات سكنية بمدن إسرائيل وكذلك اقتحام المستوطنات ونصب الأكمنة على الطرق، فضلاً عن المظاهرات الحاشدة التي ستشمل كافة أنحاء الضفة الغربية،
وأنقل لنتنياهو ما حذرت منه أجهزة الأمن الاسرائيلية " قائلة " إن حكومة نتنياهو ستجد نفسها في ورطة في حال انهيار السلطة لكون الفلسطينيين سيوجهون ثورتهم ضد الإستيطان والمستوطنات.
وقال موقع قضايا مركزية الاسرائيلى ، إن الشاباك الاسرائيلي وجه انتقادات شديدة اللهجة لسياسات بنيامين نتنياهو وحكومته اتجاه الواقع الاقتصادي الفلسطيني الذي سيقود في نهاية المطاف الى انهيار او حل السلطة الفلسطينية .
ولا يفوت نتنياهو عزلة اسرائيل فى أعقاب شهادة كيرى أن من أفشل المفاوضات هى اسرائيل ومن يتحمل النتائج قيادتها رغم انسحابه من تلك التصريحات ، وليعرف نتنياهو أن 15 معاهدة دولية واتفاقية ستلاحق ضباط الاحتلال على المستوى الدولى كمجرمى حرب ، وأن مجلس حقوق الانسان الذى أدان اسرائيل 5 مرات فى أسبوع سيدينها 150 مرة يومياً فى حال تضييقه على الشعب الفلسطينى وملاحقته للأطفال فى الشوارع وتدمير بنيته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ولا يفوتنى ما أكدت عليه مصادر اعلامية غربية ان جهازي الامن الداخلي “الشاباك” والاستخبارات العسكرية في “اسرائيل وضعا امام نتنياهو رؤية مستقبلية ستشهد تدهور فى الاوضاع الى مرحلة الصفر في اراضي السلطة ، وقد يتجه فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى حل السلطة أو الاستقالة أو تقديم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية واعلان فشل خيار الحل السلمي واعادة الكرة الى ملعب اسرائيل لتحمل مسؤولياتها القانونية والانسانية والاقتصادية للشعب الفلسطيني امام العالم باعتبارها دولة احتلال .
وفى نفس السياق، دعا عاموس جلعاد مراراً إلى إحداث تغيير عميق في سياسة اسرائيل اتجاه السلطة، محذرا من أخطار انهيارها ومن تبعات مثل هذا الانهيار، مؤكدا أنها لن تقتصر على الموضوع الفلسطيني وقد تؤدي القضية لانهيار عملية السلام مع الأردن أيضا، وقال في حال تفكك وانهيار السلطة الفلسطينية ، فإن الأردن وغيرها ستواجه صعوبات في المحافظة على علاقات سلام مع اسرائيل ونسج أى نوع من العلاقات مع أى دولة عربية أخرى .
وأذكر نتنياهو بالهجوم السابق الكاسح على نتنياهو فى الموقع الإخباري الإسرائيلي «شأن مركزي» والذى قال فيه " إنه يدير سياسة غير مسؤولة ، وكشف أن قادة جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي «الشاباك» وقادة الاستخبارات العسكرية سبق وأن حذروا نتنياهو من السياسية غير المسؤولة التي ينتهجها ضد السلطة الفلسطينية مؤكدين أن هذه السياسة قد تؤدي لانهيارها
فى نهاية مطالعتى لتلك التقارير أؤكد أن ممارسة العقوبات والتضييقات على الشعب الفلسطينى لن ترهبه ولن تثنى عزيمته ، وأن أقل ما يمكن التنبؤ به فى ظل كل تلك التقارير من مصادر اسرائيلية أن انهيار السلطة بسبب التضييق يعنى انتفاضة حتمية ثالثة ، وأن الانتفاضة تعنى استهداف 400 ألف مستوطن فى قلب الضفة الغربية ، وتحويلهم إلى قناصة المقاوم الفلسطينى ليل نهار ، هذا بالاضافة إلى محاولات التنظيمات الفلسطينية لجعل كل فلسطين حالة حرب كما فى فترات سابقة ، ويعنى فتح جبهة دولية على الاحتلال لن تزيدها الا عزلة ومطاردة أمام المحاكم الدولية .