"هآرتس": العقوبات على السلطة كمن "يُطلق النار على رجله"

وصفت صحيفة "هآرتس" الخطوات العقابية التي اتخذها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية كمن "يُطلق النار على رجله".

وقالت الصحيفة في تحليل لها اليوم الخميس، إنه :"بعد تحذير نتنياهو بأن الخطوات الاحادية ستجابه بخطوات احادية مثلها وذلك في اعقاب توقيع الرئيس محمود عباس على 15 طلباً فلسطينياً من بين 63 للإنضمام الى مجموعة من المواثيق والمعاهدات الدولية، اقدم نتنياهو الاربعاء الماضي على منع تزويد قطاع غزة بالتجهيزات اللازمة لتشغيل الهاتف الخلوي لشركة الوطنية موبايل، ثم تبعها امس بتوجيه الأوامر لاركان حكومته بقطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية، وطلب من رئيس الادارة المدنية إعداد قائمة بسلسلة من الخطوات العقابية المحتملة للسلطة الفلسطينية في حال اقدمت على التوجه مجدداً للمنظمة الدولية.

واضافت "هآرتس" على الرغم من انها ليست المرة الاولى التي يستعرض فيها نتنياهو عضلاته بإتخاذ خطوات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، الا أن العقوبات هذه المرة قد تنفجر في وجهه، حيث توجد العديد من الاصوات داخل السلطة الفلسطينية تطالب الرئيس عباس بحل السلطة.

وقالت ان "عددا من المقربين للرئيس عباس اخذوا يتحدثون في الآونة الاخيرة عن احتمال إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة الى ان عباس سيندفع باتجاه التصالح مع حركة حماس في غزة، التي أعلن رئيسها عن دعمه للخطوة الجبارة التي اقدم عليها الرئيس عباس".

وعلى الرغم من خطوة عباس باتجاه التقارب من حماس قد تثبت المقولة الاسرائيلية انه لا يوجد شريك فلسطيني، حسب الصحيفة، الا ان عباس لم يعد يعير ذلك اهتماماً طالما أن المفاوضات ذاتها على شفير الهاوية، الا أن "هآرتس" ترى أن المصالحة مع حماس ليست شرطاً ان تكون بديلاً عن حل السلطة، فعلى اية حال فإن المسؤولية عن إدارة المناطق ستؤول على اسرائيل بصفتها الدولة المحتلة، وعندها فإن عقوبات نتنياهو ستذهب ادراج الرياح لاضطرار المسئولين الإسرائيليين للبحث عن أطراف في الجانب الفلسطيني من اجل إدارة المناطق التي أصبحت من مسؤوليتهم ( الإسرائيليين) .

وأضافت الصحيفة انه "من المهم الإشارة هنا إلى أن المساعدات التي تصل السلطة الفلسطينية حالياً من العديد من الدول الغربية والعربية، بالتأكيد لن يتم تحويلها في مثل هذه الحالة الى اسرائيل لكي تقوم بالوفاء بالتزاماتها تجاه الذين تحتلهم".

ورأت الصحيفة ان العقوبات التي فرضها نتنياهو على الفلسطينيين، بالإضافة الى تصريحات وزير الخارجية الأميركي بتحميل اسرائيل المسؤولية عن فشل المفاوضات، "هي بمثابة هدية من السماء سقطت بأيدي الرئيس عباس ليلعب بها على الساحة الدولية لغاية نهاية الشهر الجاري موعد إنتهاء المهلة التي تم وضعها سلفاً للتوصل الى إتفاق، مع الافتراض ان المفاوضات حتى ذلك التاريخ ستكون قد ماتت نهائياً".

وقالت "هآرتس" "وعليه فإن العقوبات الاسرائيلية لن تكون اكثر من رصاصة اطلقها يائس من الحياة، وإن كل ما فعلته هو تعريض علاقات اسرائيل مع السلطة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للخطر، فإذا كان الهدف من العقوبات ممارسة الضغط على الرئيس عباس للعودة عن تقديم الطلبات للمنظمة الدولية، فإنه لا شك سيرى عباس قريباً يوقع على ميثاق روما ايضاً".

وأضافت "اذا كان يريد (نتنياهو) من وراء هذه العقوبات الاثبات للفلسطينيين حجم قوة اسرائيل، فإن العقوبات عملياً اظهرت كم هي (اسرائيل) ضعيفة حيث اثبت الفلسطينيون لغاية الآن انهم لم يعودوا يخشون الاحتلال الاكثر قسوة في التاريخ".

المصدر: القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء -