بيان وزراء الخارجية العرب يفتقد لاستراتجيه عربيه لمواجهة التحدي والعدوان والاستيطان الإسرائيلي

بقلم: علي ابوحبله

الدعوة الفلسطينية للجامعة العربية لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أن يخرج المجتمعين باستراتجيه عربيه تقود للتصدي للسياسة الاسرائيليه المتمثلة في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومواصلة سياسة التوسع الاستيطاني وتهويد القدس والمسجد الأقصى ، وان الموقف الإسرائيلي يستدعي اعتماد استراتجيه عربيه اقلها موقف عربي يكون على مستوى التحدي الإسرائيلي يتمثل بخطة عربيه تؤدي على الأقل لتجميد العلاقات مع إسرائيل من قبل الدول العربية التي تربطها علاقات سياسيه واعتراف متبادل وقرارات عربيه ضمن استراتجيه عربيه تقود لمحاصرة إسرائيل اقتصاديا وتفعيل ألمقاطعه العربية ألاقتصاديه ضد إسرائيل ، إن خروج البيان لوزراء الخارجية العرب بصيغته بتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المأزق الخطير الذي آلت إليه المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية حيث لم يأت البيان بموقف جديد لان المفاوضات المستمرة لأكثر من عشرين عاما فشلها يعود إلى الموقف الإسرائيلي المتعنت والرافض للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي العربية المحتلة ورفض إسرائيل للانصياع لقرارات الأمم المتحدة ، تضمن البيان دعوة الولايات المتحدة إلى مواصلة مساعيها من اجل استئناف مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه وبما يلزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته والتزامات بمرجعيات عملية السلام وفقا للجدول الزمني المتفق عليه والتعبير عن التقدير للجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بخصوص عملية السلام ، حيث أن البيان دليل عجز عربي في اعتماد استراتجيه عربيه تقود إلى مواجهة السياسة الاسرائيليه ودعوة البيان أمريكا لمواصلة جهودها مع أن أمريكا وسيط غير نزيه وتتعامل بالقضايا العربية والقضية الفلسطينية في سياسة الكيل بمكيالين ، أمريكا في موقفها الداعم لإسرائيل في سياستها العدوانية والاستيطانية وبدعمها العسكري وتعهدها بأمن إسرائيل وتفوقها على العرب جميعا مما يعد موقفها موقف عدائي من ألامه العربية والقضية الفلسطينية ، النظام العربي في موقفه من القضايا العربية هو الآخر يكيل بمكيالين قرارات ألجامعه العربية وموقفها من الصراع على سوريا واتخاذها من القرارات التي جميعها تضر بالدولة السورية والشعب السوري ودعمها اللامحدود للمجموعات المسلحة وتقديم المساعدات العسكرية والمالية لهذه المجموعات في وقت تقف فيه الدول العربية موقف العاجز عن اتخاذ موقف أو قرار يقف في وجه إسرائيل ويتعارض مع السياسة الامريكيه في المنطقة ، النظام العربي عاجز أن يطلب من المجتمع الدولي للتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية حيث أن إسرائيل تمارس سياسة استيطانيه تستهدف تهويد الأراضي المحتلة بمخالفه صريحة للاتفاقات الدولية وتشكل سياستها العدوانية خطرا يتهدد الأمن القومي العربي ، إن الرد الإسرائيلي على بيان ألجامعه العربية والموقف الفلسطيني كان بنبرة التحدي للنظام العربي العاجز لان رئيس وزراء حكومة إسرائيل نتنياهو مدرك للعجز العربي ولحالة الشلل الذي عليه النظام العربي وعجزه عن اتخاذ موقف ضد إسرائيل ، إن تعليمات نتنياهو إلى كافة وزرائه قطع العلاقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية وعدم الالتقاء بنظرائهم الفلسطينيين في المجالات المدنية والاقتصادية باستثناء وزارة الجيش والاتصالات التي تتعلق بالمفاوضات ، كما أن التهديد بوقف دفع الاستحقاقات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية وتحويل الاستحقاقات لتسديد مديونية السلطة الفلسطينية لإسرائيل ضمن سياسة تهدف للحصار والخنق الاقتصادي والتضييق على الفلسطينيين مع ما يستتبع ذلك من إجراءات أخرى تعتبرها إسرائيل مهمة وهي سحب الامتيازات لبعض الفئات المتمثلة كرت في أي بي ، وان هذه الإجراءات بحسب البيان الإسرائيلي ردا على توقيع الرئيس محمود عباس على خمسة عشر اتفاقيه للانضمام لمؤسسات تابعه للأمم المتحدة الأمر الذي أثار حفيظة وغضب المسئولين الإسرائيليين ، هناك اليوم من المتطرفين الإسرائيليين ينادون بإنهاء عمل السلطة الفلسطينية وإعادة ممارسة الصلاحية الكاملة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والبعض ينادي بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل ، هذا التحدي الإسرائيلي هو نتيجة الضعف في الموقف العربي الذي يفتقد لاستراتجيه حقيقية تقود لمواجهة التحدي الإسرائيلي ، إن النظام العربي يثبت عجزه في مواجهة إسرائيل كدولة احتلال وان البعض من النظام العربي لا يجرؤ على مواجهة إسرائيل ويعتبرها حليف استراتيجي في مواجهته وحربه على سوريا وان هذا البعض منخرط بالمخطط الأمريكي الصهيوني الذي يقود لتصفية القضية الفلسطينية ، الأجدى والأجدر بالنظام العربي أن يتخذ من المواقف والإجراءات التي تقود لمساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ، وكان من المفروض أن تتوج قرارات وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالتوجه للأمم المتحدة وبضرورة الدعوة لعقد جلسه طارئة لمجلس الأمن لإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزامها بالانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة ومطالبة المجتمع الدولي في حال رفض إسرائيل للانصياع لمقررات الشرعية الدولية إخضاعها للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، أليست هذه مواقف وزراء الخارجية العرب من ألازمه السورية حيث توجهوا بمطلبهم لمجلس الأمن لدعم التدخل العسكري الخارجي ضد ألدوله السورية والشعب السوري والمطالبة بإخضاع سوريا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ،أليس من الأولى والأجدر بالموقف العربي بالتوجه لمجلس الأمن ضد سياسة إسرائيل وممارستها العدوان على الشعب الفلسطيني واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية لاكثر من ستة عقود ونيف ومخالفتها ورفضها لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد للأرض الفلسطينية وذلك بالطلب من مجلس الأمن لضرورة إخضاع إسرائيل للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، وان يعتمد وزراء الخارجية العرب استراتجيه تقود لدعم الموقف الفلسطيني للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لمساءلة ومعاقبة القادة الإسرائيليين عن جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بدلا من هذا البيان والموقف الذي يعبر حقيقة عن الضعف والعجز العربي ولا يرتقي للتحدي الإسرائيلي لافتقاده لاستراتجيه عربيه تقود لمواجهة العدوان والاستيطان الإسرائيلي ،