على مفترق طرق في مدينة غزة بات المارة يلفت انتباههم جدارية مضيئة كتب عليها " مطعم ياسمين الشام للمأكولات الدمشقية " تخطف أنظارهم فيما رائحة) الفطائر) التي تنبعث من المكان تجذبهم على تذوق المأكولات التي يقدمها (مهند( وهو شاب سوري الأصل جاء إلى غزة هربا من الحرب الدائرة هناك .
ويبدو ان مهند كان متحمسا كثيرا لفتح المطعم بغزة رغم مرور عام واحد على وجوده ، فقد وجدها فرصة ليتعرف الفلسطينيين على المأكولات الشامية التي لا يعرفونها بسبب عدم وجود مطاعم مختصة بها ، ومن هنا كانت رغبته بافتتاح هذا المطعم، حسب ما يقول .
ويمسك الشاب السوري مهند النابلسي (29 عاما)، عجينة الخبز ويقلبها ، يصنع منها أصنافا عدة من الفطائر السورية التي قد نجد جزءا منها معروف لدي الفلسطينيين ، وإن كانت طريقة عملها تختلف ومنها :"منقوشة زعتر ، فطيرة الدمشقي، الصفيحة، فطيرة سبانخ، فطيرة الجبن، شرحات بالعجين، فطائر فلافل، معجوقة، فطائر لحمة ، بيتزا " .
ويقول مهند بلهجة سورية معرفاً بنفسه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" انا سوري كنت في الصالحية بالشام اجيت على غزة من سنة وشهرين عن طريق مصر ، بشتغل طباخ في المطاعم علمني ابي (..) حبيت اخلق فرصة عمل وبنفس الوقت اقدم شئ جديد لاهل غزة ففكرت اعمل مطعم شامي."
ومن بين المأكولات المميزة التي يقدمها الشاب السوري (المحمرة الشامية) وهي عبارة عن صلصة وشطة وطماطم وبعض البهارات وشرائح اللحمة والعجينة التي تتكون من مقادير خاصة لا يعلمها إلا مهند وحده ويعدها من أسرار مهنته.
وقد نجح الشاب السوري في اختيار موقع مناسب لمطعمه الجديد، على مفترق السرايا وسط مدينة غزة ، وهو مكان يعتبر من أكثر الأماكن الحيوية بغزة ، وعلى الرغم من صغر حجم المطعم النسبي إلا ان تصميمه معبر ويلفت الانتباه فالمطعم بكامله ، عبارة عن فرن من الحجر القديم ، فيما تحيطه مسافة صغيرة خصصت لوقوف العاملين بالمطعم والزبائن على حدا سواء .
ويضيف مهند" فكرة المطعم مستوحاة من التراث الشامي القديم حجر قديم (فرن) ، يعمل على السولار ، مشيرا إلى "ان السولار لا يضر في الأكل الذي يقدمه لزبائنه ".
ووصل إلى غزة مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا سوريا بعد أن تدهورت الأوضاع هناك بسبب الحرب التي اندلعت في ٢٦ شباط عام ٢٠١١، كما وصل معهم إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل عدد من السوريين الباحثين عن ملاذ آمن من الحرب وفرصة للعمل والحياة.
ويرفض مهند الشاب السوري الحديث عن واقع الصراع الجاري في سوريا قائلا " ما دخلني لا بسياسة ولا في صراع (..) انا اكل وشرب شغلي(..) ما إلي في الحرب بسوريا ما بدي احكي بهيك شي ، احنا بدنا نحكي بأكل ما بدنا نحكي بدم."
ويشهد المطعم الذي يعمل فيه 11 عاملا جميعهم فلسطينيين باستثناء مهند، زحاما من الزبائن في وقت أوقات الغذاء والعشاء ، فيما يبدأ العمل به من الساعة 8 صباحا وحتى ساعات متأخرة من الليل .
ويقول خضر أيوب احد الزبائن الغزيين،" الفكرة جديدة ، والاكل السوري معروف في طعمه اللزيز وبصراحة هاى تاني مرة اجي اشتري من هان ، المطعم إلو ثلاث ايام فاتح( ..) انا صرت جاي مرتين عليه وهاد بعني انو الأكل اكيد زاكي " .
على يمينه يقف الشاب محمود العكاوي ، والذي عبر ايضا بدوره عن إعجابه في المطعم وما يقدمه من مأكولات شامية سريعة يستطيع ان يتناولها المواطنين أثناء عملهم كوجبات سريعة .
فيما عبر احد العاملين الفلسطينيين في المطعم ويدعي رزق قدوحة، عن سعادته بالعمل مع الشاب السوري في هكذا محل مميز واكد ان "اقبال المواطنين على المطعم كان فوق المتوقع وهم سعداء بدرجة كبيرة ، وان اسعار الفطائر في متناول جميع المواطنين ويتراوح سعرها ما بين 2 - 10 شيكل."
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" اعدت هذا التقرير عن "مطعم ياسمين الشام للمأكولات الدمشقية"
