"عبير الثرى" اول مهرجان دولي للفن التشكيلي بغزة بذكرى النكبة

تحت شعار "لنرسم العودة معا"، تعكف مؤسسة (جذور للتراث) على تنظيم المهرجان الدولي الاول للفن التشكيلي "عبير الثرى"  في قطاع غزة يوم 15يونيو/حزيران المقبل، وذلك ضمن فعاليات احياء الذكرى (66) للنكبة الفلسطينية والتي تصادف 15مايو/ايار من العام الجاري.

ومن المتوقع ان يشارك في المهرجان الذي سيقام برعاية قناة (هنا القدس) الفضائية اكثر من (150) فنان تشكلي فلسطيني وعربي واسلامي ومن دول اوروبية بجانب اعمالهم ولوحاتهم الفنية والتي ستحمل دلالات فائقة تعبر عن هذه الذكرى الخالد في نفوس الفلسطينيين.

ويؤكد رئيس مؤسسة جذور للتراث الفنان التشكيلي فايز الحسني ، ان" التحضيرات تجري على قدم وساق وشارفت على الانتهاء ، لعقد هذا المهرجان الدولي الاول في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة".

ويضيف الحسني في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ان" الهدف من وراء المهرجان ، هو احياء ذكرى النكبة الفلسطينية من خلال اعمال الفنانين التشكيلين ، وفرصة للتواصل ما بين فنانين قطاع غزة المحاصرين وفنانين الاراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس و48 ، والفنانين العرب من الاردن ولبنان وسوريا واليمن ومصر والمغرب العربي ، واصدقاء اوربيين."

ويوضح الحسني بالقول" نظرا لان الظروف لم تسعف في اقامة هذا المهرجان الواسع يوم ذكرى النكبة 15 مايو/ايار ، اضطررنا لتنظيمه في شهر حزيران المقبل ، وذلك بغية بذل جهود لضمان حضور اكبر عدد ممكن من الفنانين المشاركين من الخارج."

ويقول الحسني " منذ اول يوم من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، نحن نعتبر ان كل يوم بمثابة نكبة للشعب الفلسطيني ، لان المعاناة لم تتوقف ومستمرة حتى نهاية هذا الاحتلال عن ارض فلسطين."

لم تكن مهمة التواصل سهلة بين الحسني والفنانين المتوقع حضورهم من الخارج ، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ، واغلاق معبر رفح بصورة مستمرة ، ويقول الحسني في هذا السياق " تواصلنا مع العديد من الفنانين من دول مختلفة وقد استعدوا للمشاركة ، لكن المشكلة التي نواجهها قضية حضورهم الى غزة".

ويتابع " على الرغم من هذه الاشكالية ، يمكن ان يشاركوا بأعمالهم ان لم يستطيعوا الحضور، او عمل مستنسخ لأعمالهم إن لم يستطيع بعضهم ارسال اعماله ، لكن نحن نتمنى ان يحضروا المهرجان فنيا وجسديا والمهم المشاركة بالدرجة الاولى".

وسيستمر مهرجان "عبير الثرى" لأسبوع كامل ، حيث يتخلل اليوم الاول الكلمة الافتتاحية للمهرجان ومعرض للوحات فنية ، فيما اليوم الثاني ندوة ثقافية عن الفن التشكيلي ، يليه حديث للفنانين المشاركين حول واقع الفن التشكيلي في قطاع غزة ، فيما سيشهد اليوم الرابع تنظيم كورال موسيقي ، ويتضمن اليوم الخامس عرض (مقاطع) اسكتشات مسرحية ، وفي اليوم الاخير سيتم تكريم المشاركين بالمهرجان.

ويؤكد الحسني، ان "الفن التشكيلي في قطاع غزة اخذ منحى جدا ممتاز ، فكثيرة هي النشاطات التي يتم تنظيمها بالقطاع وتتعلق في هذا الفن ، حيث برزت مجموعات عديدة على الساحة بات لها حضور ملحوظ من خلال انشطتها ، رغم جم المعاناة التي يعيشها الفنانيين الغزيين جراء الحصار ، الا انهم وضعوا لمساتهم بشكل واضح اعلاميا ، وتخطوا الحدود بأعمالهم".

وردا على سؤال حول كيفية قيام الفنان برسم لوحات تشكيلية وتجريدية تحمل دلالات عن للقضية الفلسطينية يقول الحسني " الفنان هنا يقوم بتطويع رموز تحمل دلالات عن القضية في عمله الفني ويخرج بالنهاية بلوحته الفنية".

والفن التشكيلي هو كل شيء يؤخذ من الواقع، ويصاغ بصياغة جديدة ، أي يشكل تشكيلا جديدا ، وينقسم الفن التشكيلي الى مدارس عديدة منها المدرسة الكلاسيكية والواقعية الرومانسية والوحشية والتكعيبي والتجريدية والسيريالية والمستقبلية".

ويتذكر الفلسطينيون باحياء ذكرى نكبتهم في 15 مايو/آيار من كل عام ، المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريدهم خارج ديارهم عام 1948بعد الاعلان عن قيام دول اسرائيل على أرض فلسطين التاريخية.

وعلى اثر هذه النكبة، مازال اكثر من نصف الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 12 مليون انسان يعيشون خارج بلادهم في مخيمات الشتات واللجوء بالدول العربية المجاورة لفلسطين، فيما انتشر جزء منهم في أصقاع الارض ودول شتي .

وتتزامن الذكرى (66) للنكبة هذا العام مع انسداد الافق السياسي لمفاوضات السلام بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي وبعد ايام من انتهاء موعد المفاوضات في29 ابريل/نيسان الجاري والمحاولات الجارية لتمديدها.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -