عيد الفصح اليهودي..طقوس غريبة وإمتناع عن أكل الخبز لأيام

يحتفل الإسرائيليون اليوم الثلاثاء بأول أيام عيد الفصح اليهودي، وهو أحد وأهم الأعياد الرئيسية في إسرائيل، ويستمر العيد لمدة 7 أيام تبدأ من اليوم الموافق 15 إبريل وينتهي مساء الاثنين المقبل، ويعتبر العيد أحد الشعائر الدينية اليهودية لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر ولتحرّرهم من العبودية، كما يدعون.
ويَحذر بحسب العادات والتقاليد في اليوم الأول والأخير من العيد القيام بأي عمل، أما الأيام الخمسة التي بينهما فيوصى بها بالاستراحة دون حظر كامل على العمل، كما تمتنع كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والغير حكومة عن العمل، إضافة إلى احتجاب الصحف الإسرائيلية عن الصدور في اليومين الأول والأخير من العيد.
ومن أهم التقاليد الدينية لدى اليهود في هذا العيد هو الامتناع عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من العجين المختمر، وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر المخبوز بشكل خاص بمناسبة العيد، ويسمى هذا الفطير بـ"ماتْساه" أو "القراقيش"، ويعود الخبز الفطير إلى أيام الخروج حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج من مصر ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم الى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.
كما يعد من أهم التقاليد في هذا العيد هي "ليلة عشاء العيد" وفيها يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافق بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية، وتطرح في هذه الليلة أسئلة عن العيد وأجوبة يغنيها جميع أفراد العائلة، ويسرد خلال هذه الليلة قصة خروج اليهود من مصر.
ويتعيّن على الذكور الأبكار الذين تتجاوز أعمارهم 13 عامًا الصيام قبل حلول عيد الفصح بيوم تذكارًا لحقيقة إنقاذ الأبكار اليهود في الوقت الذي قُتل فيه الأبكار المصريون في الضربة العاشرة، وبإمكان الأبكار استبدال هذه الفريضة بالمشاركة في مأدبة احتفالية خاصة تُقام في صباح يوم عيد الفصح.
وتشهد الفترة التي تسبق عيد الفصح استعدادات حثيثة تتمثل بعدة طقوس مميّزة. وأهم هذه الطقوس يتعلق بإزالة الحميتس (الطعام المختمر)، يعني الطعام الذي يحتوي على الحنطة والشوفان والشعير والجاودار أو الحنطة الكتسية.
وبسبب الامتناع عن الطعام المختمر، يتناول اليهود الخبز الفطير غير المختمر – ماتسا خلال العيد. ويتناول العديد من اليهود مأكولات من "دقيق الفطير" المطحون. ويعود الخبز الفطير إلى أيام الخروج حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج من مصر ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم الى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.
مساء اليوم ال14 من نيسان إبريل، بعد أداء صلاة العشاء الاحتفالية، تلتئم العائلات في مأدبة احتفالية خاصة تُعرَف ب"ليل هسيدر" (اي ليلة النظام)، تذكارًا للخروج من مصر. وتفصل تقاليد السيدر في سفر يُعرف باسم "هاغادا"، مما يعني حرفيًا "حكاية" تروي قصة الخروج من مصر. ويوضع على مائدة السيدر صحن فيه عدة مأكولات خاصة بالعيد: البيضة المسلوقة رمزًا للضحايا التي تم ذبحها في الهيكل؛ قطعة من لحم الساق المشوي، تذكارًا بلحم الفصح الذي تم أكله في عهد هيكل سليمان؛ خليط خاص من التفاح المقطع والجوز والخمر والقرفة المعروف باسم "حاروسيت" وهو رمز للملاط الذي استخدمه بنو إسرائيل العباد في مصر في صنع اللَبِن؛ البقدونس والخس رمزًا للربيع؛ ونوع من العشب المُر رمزًا لصعوبة العبودية والمياه المالحة تذكارًا لدموع العباد من بني إسرائيل في مصر. ويتم أيضًا وضع 3 قطع من الخبز الفطير (ماتسا) التي تشكل رمزًا لتقسيم الشعب اليهودي إلى كهنة ولاويين وبقية بني إسرائيل.
وخلال مأدبة السيدر، تتم تلاوة الضربات العشر. وكلما يُذكر اسم ضربة، يقوم كل مشارك في المأدبة بغرس إصبعه، في كأس خمر ويرش قطرة منه. ورغم قمع اليهود في مصر يتوجب علينا أن نتذكر أنه لا يجوز الابتهاج بمعاناة المصريين. ولذلك لا يمكن لكؤوسنا أن تكون مليئة بالخمر.

وخلال أيام العيد سيتم أداء صلوات احتفالية بما في ذلك صلاة تبتهل بالندى خلال موسمي الربيع والصيف ومزامير خاصة بالعيد في الكنس.

المصدر: القدس المحتلة – ترجمة وكالة قدس نت للأنباء -