الشباب والمصالحة

العمال والمصالحة كان هذا عنوانا لمقالي بالأمس في ذكرى يوم العمال العالمي والذي خصصته للحديث عن معاناة عمالنا الصامدين في يوم عيدهم الوطني واليوم أكتب الشباب والمصالحة ليس عنوانا لهذا المقال وحسب إنما هو عنوان لهذه المرحلة ولا أقول ذلك لأني من فئة الشباب بل لأن من يقرأ تركيبة مجتمعنا الفلسطيني يعلم بأنه مجتمع فتي حيث يظهر التوزيع العمري للسكان في فلسطين أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي حيث أن الهرم السكاني هرم ذو قاعدة عريضة ورأس مدبب؛ ما يعني أنه ولسنوات قادمة سيبقى المجتمع فتياً،ومما لا شك فيه أن قضايا الشباب تحتل موقعاً مركزياً على قائمة أولويات الساسة و صناع القرار في جميع أنحاء العالم مما يعكس اعترافاً بخصوصية القضايا المتعلقة بالشباب، ويعبّر عن مدى تشابك قضاياهم مع مجمل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها أي مجتمع من المجتمعات ، وإذا تأملنا قليلا في بعض الأرقام والإحصائيات التي توضح الواقع المرير الذي يعيشه الشباب الفلسطيني فإننا سندرك الحاجة الملحة لتحسين واقع الشباب بكافة الطرق والوسائل المتاحة ويجعلنا نعصف أذهاننا ليل نهار للتفكير في حلول إبداعية لمشاكل الشباب بحيث نعتمد في تلك الحلول على ذاتنا ولا ضير أن نستفيد من خبرات غيرنا في هذا الجانب ، ولا يفوتني هنا أن أشير إلى بعض الأرقام التي أشارت إليها بعض الإحصائيات كالتي تقول أن أكثر من ثلث الشباب في فلسطين يعانون من البطالة خلال الربع الأول من عام 2013 وأن نصف الشباب الخرجين يعانون من البطالة حيث بلغ معدل البطالة بين الخريجين الشباب 52.5% خلال الربع الأول من عام 2013وقد سجل الخريجون من تخصص العلوم الاجتماعية والسلوكية أعلى معدل بطالة إذ بلغ 64.7%، بينما سجل الخريجون من تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 24.1% ، وأجد نفسي ومن منطلق الأمانة والموضوعية أن أذكر أن الخطاب حول الشباب يتسم بالجمع بين التفاؤل والتخوف ، التفاؤل إزاء المستقبل وإمكانيات التغيير الإيجابية التي قد يحدثها الشباب؛ والتخوف من عبء المسؤولية تجاه مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

إن الشباب عماد أي مجتمع يريد أن ينهض وأن يرتقي مراقي المجد والسؤدد وهنا لا يُنظر للشباب عموماً باعتبارهم صناع المستقبل فحسب، بل تعد هذه الفئة مكونا اجتماعيًا مؤثرًا في الحاضر والمستقبل معا، وفي خضم الحديث عن المصالحة والحراك المتعلق بها يجب على صانعي القرار أن يتيحوا الفرصة الكافية أمام الشباب كي يمارسوا دورهم في كافة قضايا الوطن المفصلية والمصيرية وهذا حق طبيعي لأكثر فئات المجتمع حيوية وتأثيرا في كافة شؤون الوطن ، كما أنه من حق الشباب أيضا أن يشاركوا بفاعلية في كافة الدوائر والمؤسسات الرسمية وأن يكون لهم من بينهم ومن نفس فئتهم من يمثلهم في تلك المؤسسات ودوائر صنع القرار تمثيلا حقيقيا لا صوريا حتى يشعر الشباب بأن هناك احترام لأهمية دورهم في المجتمع ، ذلك الدور الذي يجب أن يكون دورا قياديا ورياديا للنهوض بالمجتمع والوصول به إلى مصاف المجتمعات الرائدة .

بقلم : رمضان شابط