تتجدد النكبة الفلسطينية كل عام بما تحمل الظروف من المآسي والآلام والقهر للشعب الفلسطيني، فمنذ بدايات التهجير الصهيونية لفلسطينيين وإعلان دولة الاحتلال الصهيونية سيطرتها على الاراضي الفلسطينية برعاية الانتداب البريطاني الذي وعد اليهود بما لا يملك بوطن قومي لمن لا يستحق على الارض الفلسطينية، فتجذرت المأساة الإنسانية الفلسطينية بما تبعها من تشريد لأعداد كبيره من الشعب الفلسطيني المدني والاعزل لخارج أراضيه ودياره في عام 1948، العام الذي عمل الاحتلال بكل طاقاته قدراته لطمس الهوية الفلسطينية وقد استمرت محاولاته البائسة لتغيير معالم الحضارة والواقع الفلسطيني حتى اليوم.
فكانت البداية بطرد المواطنين الفلسطينيين من بيتهم وأرضهم، واحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية الدموية، بتشريد وتهجير ما يزيد عن 750 ألف فلسطيني خارج الاراضي الفلسطينية إلى الدول العربية المجاورة والضفة الغربية وقطاع غزة، فبدأت رحلة العذاب بالسكن في الخيام ومخيمات اللجوء، ليصبح في العلم مسمى ومصطلح لاجئين، تبعه تأسيس هيئة دولية في الامم المتحدة لرعايتهم، لا لإعادة حقوقهم وإنصافهم.
فصمت العالم وعجز في تلك الايام أن يحرك ساكناً أبان النكبة، فارتكبت العصابات الصهيونية العشرات من المجازر والمذابح بحق العزل، ومارست أعمال النهب والسرقة والقتل ضد الفلسطينيين، وهدمت أكثر من 500 قرية ودمرت المدن الفلسطينية وغيرت معالمها لصالح السكان الجدد من اليهود الغاشمين، وكله في محاولة لتدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية في محاولة لخلق مشهد يهودي أوربي جديد في المنطقة.
من هنا بدأ الفلسطينيون لتسجيل هذا اليوم في التاريخ ليحمل مصطلح النكبة 15/5/1948، واليوم يمر ستة وستون عاماً وما زال يتاجر بالنكبة، وتتجدد كل عام بشكل جديد، فمن الفقر، والجوع، والتشريد، والانقسام، الي القتل والتجريف والتهجير من جديد، أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال بالياته العسكرية واستخدامه أعتى أساليب الحرب ضد المدنيين بالترسانة العسكرية القاتلة، أمام ومرأى العالم والصمت الدولي؛ ولكن برغم ذلك ما زال شعبنا الفلسطيني قابض على حقوقه، وثابت بالمطالبة بها شامخاً كالجبال صامداً في وجه كل المؤامرات، وحتماً هكذا شعب سينتصر ويحرر الوطن ويقيم دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس برغم كل الظروف، فمن تحدي الصعاب والمؤامرات وحافظ على الهوية، وخّرج المثقفين والثوار والمناضلين، سيحقق النصر بإذن الله، ويعيد الحقوق لأصحابها رغم كل الظروف والتحديات.