الآن يهرب الناس من التفاعل مع الانحياز أو حسم الموقف سواء لفكرة أو لجماعة .. حالة غريبة تجتاح الشعب الفلسطيني فالغالبية جنحت نحو الوسطية ومواقف حمالة أوجه .. هل نجحت أفكار ال NGOs في تغيير قوة الجماعة إلى الفردية .. انتبهوا انتبهوا سنرى صحة الظاهرة الخطيرة لشعب محتل بعد أحداث المؤتمر السابع لفتح.
في المجتمع الفلسطيني تغيير قوة الجماعة إلى الفردية المسئول عنها حركة فتح التي تشكل التغيير في مجتمعنا .. هل بدأت هذه الظاهرة حين شكل الرئيس أول وزارة بعد الانقلاب وأبعد عنها الفتحاويين وحتى الآن العملية جارية لحكومة التوافق .. ما يحدث في فتح ليس صراعاً في فتح بل هو صراع على فتح لو دققتم عميقاً.
هذا التغيير من قوة الجماعة إلى قوة الفرد هو سبب الخلافات داخل فتح بعد غياب ياسر عرفات وهو ليس سطحيا في فكر رئيس حركة فتح محمود عباس فهو فكر مختلف تماما عن ياسر عرفات بالرغم من فردية عرفات كان يحمل قوة الجماعة الفتحاوية فكانت فتح قوية أما عباس فهو يؤمن من الأصل بتميزه بالبعد عن قوة الجماعة ولذلك جعل الفردية في فتح كلها ولم يحملهم كقوة جماعية وهذا ما يحدث في فتح والمجتمع الفلسطيني سويا .. ارتفاع شعبية فتح لا تشير لقوة الجماعة ذاتها بل تشير لتوجه المجتمع نحو بديل كبير الحجم لحماس التي ضعفت في غياب بدائل أخرى
الصراع على فتح النكهة والطعم والرائحة التي تفرزها مكوناتها كما أي فاكهة لا يهم لونها وليس دائما كان ما يميز فتح هو حجمها وعلمها بل قائدها ورؤيته وعناصر مكوناتها وفعلهم وقدرتهم وسلوكهم ونضالهم وقربهم من أهدافهم التي بدأوا بها وانطلقوا من أجلها فكان ياسر عرفات لا يبتعد عن ذلك بغض النظر عن الظروف التي تشكلت بعد وصوله لفلسطين واتفاقه مع الاسرائيليين ولم يبتعد عن لغة البندقية وهو يحاول صنع السلام ورغم عدم اليقين من صحة دعمه للانتفاضة إلا أن دماءه كانت فتحاوية النشأة والسلوك ودفع حياته وهو قرب فتحاويته ولم يبتعد عنها أما عباس ففكر آخر وكلنا نقول لو كان عرفات موجودا لما حدث الانقلاب الحمساوي ولكن لا نقول السر الحقيقي لذلك فالسر هو أن ياسر عرفات فتحاوي حتى النخاع ببندقيته .. أليس كذلك؟؟ وهو السر الحقيقي ايضاً في الصراع على فتح وليس الصراع في فتح .. دعونا ننتظر هل ينتصر من أراد فتح بطعمها ونكهتها ورائحتها لينهي الصراع في فتح ؟؟