زيارة البابا فرانسيس السادس تكريس لقدسية فلسطين واعتراف بالدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس

بقلم: علي ابوحبله

ان زيارة البابا فرنسيس السادس الى فلسطين هو اعتراف من قبل قداسة البابا بقدسية الاراضي الفلسطينيه ، وقد اثارت الزيارة حفيظة قادة الاحتلال الاسرائيلي وهم حاولوا تغيير عناوين الزياره لكنهم فشلوا في ذلك ، لان حقيقة وواقع تلك الزياره تنبع اساسا من الوعي السياسي والفهم لدى الكنيسه الكاثولوكيه للحقوق التاريخيه الموروثه للشعب الفلسطيني في فلسطين المقدسه ، الكنيسه الكاثولوكيه وقفت مع الحق الفلسطيني وشجبت الاحتلال الاسرائيلي والظلم الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وهي ضد العنصريه الاسرائيليه البغيضه التي يكرسها الاحتلال الاسرائيلي بسياسته البغيضه ، وان من مظاهر تلك الزياره ودلالتها هو ا ن الزياره مسارها من الاردن الى فلسطين مباشرة وهو بهذا يعكس موقف البابا فرنسيس السادس والكنيسه من نيل الاعتراف الدولي في فلسطين بعد قرار الجمعيه العامه للامم المتحده في 29/11/2012 وفي مسار الزياره تاكيد لموقف الفاتيكان وسلطته الدينيه والمعنويه لحق الشعب العربي الفلسطيني بدولته المستقله وعاصمتها القدس في السياده والدوله المستقله وهذه رساله اراد قداسة البابا ايصالها للاسرائيليين بانتقاله من الاردن الى دولة فلسطين بدون الحصول على اذن من سلطات الاحتلال ، وقد استقبل قداسة البابا من قبل سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبالا يليق بالمكانة التي يحظى بها قداسته لدى المسيحيين في العالم وقد عبر الرئيس محمود عباس بكلمته الترحيبيه بقداسة البابا مثنيا على مواقفه ، وان توقف قداسة البابا امام جدار الفصل العنصري وصلى صلاة السلام منددا ومستنكرا لهذا الجدار المقام على اراضي الدوله الفلسطينيه وهو جدار لا يكتسب الشرعيه وعد بموجب قرار محكمة لاهاي الدوليه مخالف لاتفاقات جنيف ومقام على الاراضي الفلسطينيه المحتله واوصت محكمة العدل العليا الدوليه بازالته ، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوصفه للجدار العنصري انه جدار الفصل وجدار ينم عن العقليه التي تباعد عن السلام وتعمل للفصل بين الشعوب وتضع العراقيل امام السلام الحقيقي ، زيارة قداسة البابا الى ارض فلسطين وزيارته لكنيسة المهد في بيت لحم هي تجسيد للعلاقه التي تربط المسلمين بالمسيحيين وهي دلاله على عمق التاخي بين الاديان واحترام المعتقدات الدينيه للاخرين وهي موجهة للاسرائيليين الذين يكرسون الانقسام ويعتدون على حرية الاديان ويهدمون المساجد ويدنسون حرمة الكنائس ، وهذا يعيدنا لكيفية احترام المسلمين للاماكن المقدسه وتعيدنا لموقف عمر بن الخطاب الخليفة المسلم العادل حين دعاه صفرنيوس للصلاة في كنيسة القيامه حين حان وقت الصلاه اذ ما كان في عمر بن الخطاب ليستجيب لدعوة البطريرك اثناء تفقده لكنيسة القيامه وما كان لعمر بن الخطاب ان يصلي في كنيسة القيامه فياتي المسلمون من بعد عمر بن الخطاب ويقولون هنا صلى عمر رضي الله عنه ويبنون مقام الكنيسة مسجدا وابتعد سيدنا عمر عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى وجاءوا المسلمون من بعده وبنوا مكان ذلك المكان مسجدا وهذه دلالة احترام المسلمين لاماكن العباده لغير المسلمين وفيها قال سيدنا عمر لكم مالنا وعليكم ما علينا ، وكان ذلك في الخامس عشر هجري وهو عام العهده العمريه وهو عهدا مكتوبا ببيت المقدس وجاء فيها كتب الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء "القدس" عندما فتحها المسلمون عام 638م، كتاباً أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، واشترط ألا يسكن أحد من اليهود معهم في المدينة، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين، ولشدة العلاقه بين المسلمين والمسيحيين وبموجب العهده العمريه هناك مسلم يفتح باب كنيسة القيامه في القدس يوميا ويقوم الفلسطيني المسلم وجيه يعقوب نسيبه كل يوم ومنذ ثلاثين عاما بفتح واغلاق باب كنيسة القيامه التي تحتفظ عائلة جودة المسلمة أيضاً بمفتاحه وتتولى أمانته. ولفتح هذا الباب، الذي يعود إلى 199 سنة وبالتحديد إلى 1808 ويبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، يتسلق وجيه نسيبة سلّماً.وداخل كنيسة القيامة، عند البوابة في الجهة اليسرى المقابلة لدرجات الجلجلة مقعد خشبي قديم يرتاح عليه نسيبة خلال النهار. وفي يوم عيد الفصح، بدا وجيه نسيبة ببزته الأنيقة مرهقاً بينما كان يقوم بإغلاق الباب من داخل الكنيسة حتى يتسنى للبطريرك ميشال صباح ومن معه بالقيام بالدورة حول المغتسل.وتقطع تراتيل المصلين من البطريرك والمطارنة وحراس القبر المقدس والسفراء الأجانب، ضجيج السياح بينما تقترب دقات القواسة ببزاتهم الكحلية المطرزة بخيوط ذهبية وطرابيشهم الحمر. وتدريجياً تعلو تهاليل وسط روائح البخور.ومع انتهاء قداس البطريرك ومن معه يعلو صوت الأورغن بينما يفتح وجيه جودة بوابة القيامة التي يتدافع فيها الناس من الداخل والخارج. وفي خميس الأسرار، يتوجه عبد جودة ووجيه نسيبة إلى بطريركية اللاتين لمرافقة مسيرة اللاتين الصباحية إلى كنيسة القيامة. وفي الطريق يحمل أحد الخوارنة مفتاح القيامة وعند الباب يسلمه إلى ممثل عائلة جودة الذي يقوم بدوره بتسليمه إلى وجيه نسيبه لفتح الباب.هكذا هو التسامح الديني وهكذا يتعايش اصحاب الديانات برسالة المحبه التي جاء بها الرسل وهكذا نريدها حيث تاتي زيارة قداسة البابا فرنسيس تكريس للاخاء والمحبه ، وزيارة قداسة البابا فرنسيس لمخيم الدهيشه للاجئين الفلسطينيين واستقباله لاطفال وعائلات من مخيم عايده ما يدلل على تكريس قداسته اسوة بما سبقوه على معاناة اللاجئين الفلسطينيين المستمره وعلى دعواتهم لعودتهم لبيوتهم التي طردوا منها وحقهم في استعادة كافة حقوقهم في الارض المقدسه ، زيارة قداسة البابا هي تكريس لعظمة وقدسية فلسطين ورفض للاحتلال والاستيطان والممارسات القمعيه بحق الشعب الفلسطيني وان في الزياره ومعانيها ومضامينها ما اعتبرته سلطات الاحتلال الاسرائيلي استفزازا لمشاعر المتطرفين والمتعصبين في الكيان العنصري الاسرائيلي ، واستنكارا لسلوكيات وسياسات المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وان في الزياره دعم لحقوق الوطنيه الفلسطينيه ودعم لتحقيق استقلالية وسيادة الدوله الفلسطينيه .الشعب الفلسطيني استقبل قداسة البابا فرنسيس بالحفاوة التي يستحقها، باعتباره امتداداً لصلوات ورسالة السيد المسيح الفلسطيني الأول، وباعتباره صديقاً حميماً متفهماً لمعاناة رعيته من المسيحيين الفلسطينيين الذين يناضلون من أجل الحياة والكرامة والمساواة والاستقلال مثلهم مثل رفاقهم وأشقائهم أبناء شعبهم من المسلمين الفلسطينيين، وأسوة بكل مسيحيي الأرض المتمسكين بالسلام . والعدل بين الشعوب والمؤمنين حقا بقدسية فلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني التاريخيه بارض فلسطين وبحقه بممارسة كافة حقوقه الوطنيه فوق التراب الفلسطيني وفاء للعهده العمريه والوعد الذي قطعه البطريرك صفرينيوس على وثيقة العهده العمريه حيث يتخوف اليهود المتعصبين من وحدة المسلمين والمسيحيين ويبدون تذمرهم من زيارة قداسة البابا فرنسيس للارض المقدسه التي تعد زيارته تكريس لقدسية فلسطين