نشهد بداية يا فخامة الرئيس بأنك قد تحملت عبئا ثقيلاً في وقت عصيب، وأمانة يصعب حملها وتحملها، ومسئولية وطن غال محتل , وثورة امتلأت بالثقوب ,ليس لتكالب الأمم عليها وتآمرهم على قيادتها فقط , بل وممن كانوا في صفوفنا عددا علينا لا عدة معنا , تخريب لصفوفنا وانقلابا علينا،لا إصلاح لثورتنا أو تحقيق لأهدافنا, تدمير لسلطتنا لا بناءا لها نحو دولتنا.
ونعلم أيضا , بل ونشهد بأنك حاربت في مقدمتنا وكنت رمزا ساطعا من رموز ثورتنا وقائدا ما زال يشهر سيف الحق أمام صور الفساد والفوضى والتسيب والانفلات الأمني والنفسي والأخلاقي والقيمي رغما عن بعض من هم حولك الذين يحرفون الحقائق ويحجبونها عنك أو يزيِّنون لك تجاهلها أو العمل عكس توجهاتها, ومن هنا كانت صرخة من موظفي غزة لك وكلنا ثقة بأنك ستسمع تلك الصرخة وما تحمل معها من الم لأننا ندرك بأنك أفضل من سيبقى بالعدل ذكره.
كما تعلم سيادة الرئيس بان جنودك الأوفياء من أبناء الأجهزة الأمنية والشرطية في قطاع غزة قد دفعوا ثمنا غاليا من أعمارهم ومستقبلهم، منذ الساعات الأولى لالتزامهم بتوجيهاتك بكل وطنية ومسؤولية بكل قراراتكم المنبثقة عن إفرازات سيطرة حركة حماس على قطاع غزة ,حيث تحمل الموظف الغزي كل تبعات ذلك من أمنه الشخصي والأسري أيضا، ليس دفاعاً عن شرعيتكم الثورية والدستورية أمام ما قامت به حركة حماس من إجراءات وما أصدرته حكومتها من قرارات فقط, بل من كل ما طاله من استقطاعات ووقف العلاوات والترقيات والبعثات والدورات والمهمات وتسجيل المواليد ومميزات الشهادات الجامعية , حيث تعرض هذا الموظف وما زال لظلم جائر وكان من بين ذلك ما صدر مؤخرا من قرار بوقف علاوة القيادة عنه تحت مبرر أنه ليس على رأس عمله فمن لهؤلاء الموظفين يا فخامة الرئيس ؟, ومن يسمع صرختهم غيرك؟
إن الموظف الغزي الذي تحمل تبعات التزامه بقراركم الحكيم بعدم الاقتتال والرد على القتل بالقتل وعدم التدمير ردا على التدمير , كما تحمل تبعات التزامه بقراركم بالاستنكاف عن وظيفته بكل ما يحمل هذا القرار من الم بكل جوانبه وما سبب له من عذابات نفسية, بل وفي كثير من الأحيان الجسدية يستحق كل مكافأة منا لا عقاب له, ولكننا ندرك يا سيادة الرئيس بأنك خير من ينصف الموظف الغزي بوقف قرار خصم علاوة القيادة عنه فأفضل الملوك من بقى بالعدل ذكره، واستملى من أتى بعده فضائله.