عشرات الألآف من قطعان المستوطنين في ذكرى ما يسمى بتوحيد القدس،والذي إستكمل إحتلال القسم الشرقي منها في حرب الخامس من حزيران/1967،مارسوا كل الوان وأشكال عربدتهم وزعرنتهم وشذوذهم في مدينة القدس،حيث استباحوا واغتصبوا شوارعها وحاراتها وأزقتها،واقتحموا اقصاها،وهم يرقصون على شعارات "الموت للعرب ومحمد مات مات خلف بنات"...وشبان وفتيات مقدسيون/ات مسكونين بحب القدس والإنتماء لها، بكل قوتهم حاولوا ان يداروا افخاد مدينتهم،لكي يمنعوا اغتصابها...ولكن استبسالهم ودفاعهم عن المدينة لم يفلح أمام قوة الطغيان في منع اغتصابها وتدنيس اقصاها...فالمغتصب متوحش ويملك قوة كبيرة متفوقة عدداً وعدة ومدججة بكل انواع الأسلحة،ورغم كل ذلك كان يبدو على جنوده ومستوطنيه الخوف والإرتباك أمام إصرار وتحدي هؤلاء الشباب والفتيات والفتيان العزل والمتسلحين فقط بالإرادة والأمل والإيمان بعدالة قضيتهم وعروبة قدسهم، للدفاع عن مدينتهم وحمايتها من الإغتصاب،،خوف يسكن هؤلاء المغتصبون،فهم يعرفون بأن هذه المدينة مهما عربدوا وطغوا وتبلطجوا، فهي ستلفظهم عاجلاً أم آجلاً،فهم دخلاء على تاريخها وحضارتها ومقدساتها وأزقتها وشوارعها وتراثها وثقافتها ولغتها،وسيكون مصيرهم كمصير من إستباحوها وأغتصبوها من الأقوام السابقة،حيث ثأرت لكرامتها ولشرفها وطردتهم،وعادت لتشرق شمس وفجر الحرية عليها من جديد،فهذا منطق التاريخ،فما دام هناك شعب حي يقاوم،ويرفض ان يرفع الراية البيضاء،ويتسلح بالإرادة والأمل فهو حتماً سينتصر ويطرد الغزاة والعابرين عن مدينته.
القدس تغتصب وتستباح واقصاها يدنس،وفي أكثر من عاصمة عربية يستمعون الى صرخات بكارتها،ويدخلون إليها كل زناة الليل،بل وصل الأمر في البعض منهم،ان يشارك علناً في إغتصابها وبوحشية اكثر من وحشية المحتل،وبما يثير الكثير من علامات الإستفهام والشك،إن كان مثل هؤلاء عرب أو مسلمين؟؟،وبكلمات الوزير اللبناني ورئيس برلمانه نبيه بري إبان الغزو الإسرائيلي للبنان في تموز/2006،عندما خاطب العرب المشاركين في المؤامرة على المقاومة وذبحها بالقول"والله إننا عرب".
القدس تغتصب علناً وجهراً والإحتلال بكل اجهزته وزعرانه ومستوطنيه وبلطجيته يرتكبون الفعل الفاضح بحقها وحق مقدساتها في وضح النهار،ولم تتحرك أي عاصمة عربية أو إسلامية لكي تقول للمغتصبين،نلغي ونوقف كل المعاهدات والإتفاقيات معكم،بل أضعف الإيمان سنطرد سفرائكم ونغلق مراكزكم الثقافية ونوقف تنيسقنا الأمني معكم،ولكن بدلاً من ذلك وجدنا من يقدم على طرد سفير دولة عربية،تتعرض هي الأخرى من أبناء جلدتها أولاً قبل غيرهم الى إغتصاب جماعي،اغتصاب جماعي مشرعن بفتاوي من علماء السلاطين،وممول مالاً وسلاحاً من مشيخات تنفق المليارات على من استقدمتهم،ومولتهم ودربتهم وجلبتهم لكي يغتصبوا دمشق عاصمة الخلافة،ولكي يجعلوا من دمشق مبغى لكل عاهرات العالم،ولم ينفقوا واحد بالألف على القدس والأقصى من تلك المليارات.
ولكن دمشق التي كانت دوماً حضناً دافئاً وقبلة لكل الثوريين والمقاومين العرب،لملمت جراحها،وهب رجالها رافعين شعارا واحداً وحيداً،لن تسقط دمشق ولن تكون غير عربية ورافعة من روافع المشروع القومي العربي،وستبقى الملاذ الآمن والحضن الدافىء لكل من يقول لا للمشاريع المشبوهة الأمريكية والأطلسية والصهيونية في المنطقة.
صمدت دمشق بقيادتها وجيشها وشعبها،امام كل جحافل المغول، صليبيين ومرتزقة ومجرمين وقتلة مستقدمين من كل أصقاع الأرض،منهم العرب والعجم والأتراك والشيشان والباكستانيين والأوروبيين والآسيويين وغيرهم،والقادمين لسوريا تحت شعارات كاذبة ومضللة "تحرير"سوريا،وكأن سوريا هي المحتلة والمغتصبة،وليس القدس وفلسطين، عطلوا الجهاد في فلسطين وشرعوه في سوريا،وحرفوا معانيه وزوروها،وأبتدعوا لهم جهاد"النكاح" في تشريع منظم للدعارة،واجازوا لهم سبي واغتصاب حرائر الشام،وبيعهن لجوعى الجنس من مشايخ الخليج.،وبشروهم بالحور العين،كلما امعنوا في السفك والقتل والبطش والتفجير والتخريب والتدمير.
دمشق صمدت ونهضت وها هي تقارب وتشارف على الإنتصار،حيث بعودة حمص لحضن الوطن،والتي اعتبرت المفجرة لما يسمى ب"الثورة"كانت النهاية لتلك " الثورة" فيها،ومن بعدها تشارف حلب للعودة للوطن،ورغم كل المحاولات من كل القوى المتآمرة على سوريا،لوقف انتصاراتها من خلال المحاولات الرامية الى إدخال البلاد في فراغ دستوري،وعدم إنجاح الإنتخابات الرئاسية السورية في الثالث من حزيران القادم،حيث عمدت فرنسا ومعها القوى الإستعمارية الأخرى الى محاولة تحويل ملف سوريا الى محكمة الجنايات الدولية،من خلال إستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي،ولكن "الفيتو" المزدوج الروسي-الصيني،أسقط تلك المحاولة،ولكن الغرب المستعمر والمجرم وأدواته من المتأسلمين الجدد وجماعة التتريك وعربان ومشيخات النفط والكاز،لم ييأسوا،بل واصلوا تآمرهم على سوريا،حيث كانت تعد العدة لإجراء مناورات ما يسمى ب"الأسد المتأهب على الأراضي الأردنية،بمشاركة عربية وأطلسية وامريكية،سبقها طرد سفير سوريا من الأردن،وكذلك حديث رئيس ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري “الجربا” عن تزويد قواته بأسلحة غربية متطورة وحديثة،تمكن من تغيير الموازين العسكرية على الأرض في ظل انتصارات سورية كاسحة يسجلها النظام السوري يومياً.
ولكن كل تلك المحاولات والتهويش والحشود،لم تفلح في منع إجراء الإنتخابات السورية،فما جرى من خلال مشاهدة حجم الجماهير السورية التي تتدفق على سفارات بلدها سوريا للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية،والتصويت لوحدة الدولة السورية ولرئيسها بشار الأسد،وتحديداً في لبنان والأردن،خير رد على كل تلك المؤامرات والمحاولات،فهذه الجماهير والحشود البشرية،خير شاهد ودليل على ان الشعب السوري،يعي حقيقة المؤامرة ويدرك أهدافها.
حتماً ستنهض دمشق وستنتصر وتنتقم لصرخات بكارتها ولكرامتها،وكذلك ستنتصر للقدس والمقدسيين،فنحن واثقون بأن الشام ستبقى وستكون كما كانت دائماً الى جانب فلسطين،ولن يغير مواقفها تنكر وجحود البعض منا،فهؤلاء فقدوا البوصلة في سبيل مصالحهم واجنداتهم ومشاريعهم.
القدس المحتلة – فلسطين
0524533879