بعد ان عزف بعض السكان في قطاع غزة عن شراء لحوم الدجاج على خلفية احباط بيع كميات فاسدة لأحد المطاعم ، طمأنت وزارة الداخلية المواطنين بأن كافة المحلات والمطاعم والمذابح تحت الرقابة والمتابعة.

وقال إياد البزم المتحدث باسم الاجهزة الامنية في القطاع الذي لا زال تحت حكم حركة حماس إن" محلات بيع اللحوم والدجاج تخضع لمتابعة ورقابة مستمرة من قبل الجهات المختصة بوزارة الداخلية والوزارات ذات العلاقة".

وأضاف البرزم تعقيبا على خبر إحباط بيع دجاج ميت لأحد المطاعم بغزة  بان "مباحث التموين في الشرطة وبالتعاون مع الطب الوقائي بوزارة الصحة ووزارة الاقتصاد ووزارة الزراعة تقوم بحملات تفتيشية بشكل مستمر على مدار العام، تشمل كافة المطاعم ومحلات بيع اللحوم والمذابح في مختلف مناطق قطاع غزة، للتأكد من إجراءات السلامة واتباع كافة الشروط اللازمة".

وأشار البزم إلى أنه قبل حوالي أسبوع تم ضبط كمية من الدجاج الفاسد أثناء إحدى الحملات على محلات اللحوم، بعد فحصها من قبل فريق طبي بيطري من وزارات الصحة والزراعة والاقتصاد".

وأضاف"تبين أنه قد تم ذبح الدجاج وهو في حالة مرض شديد وعلى وشك النفوق بسبب موجة الحر التي ضربت القطاع مؤخرا، وحاول صاحب مزرعة الدجاج التقليل من خسائره بهذه الخطوة الاستباقية".

وأكد البزم أنه إثر ذلك قامت مباحث التموين بتحريز الكمية كاملة قبل التصرف بها وهي 2200 كيلو وعمل محضر ضبط واتلاف رسمي، وتم إتلافها حسب الاجراءات في مكب النفايات بحضور الجهات المختصة. مضيفا "وتم توقيف ثلاثة أشخاص على خلفية هذه القضية وإحالتهم للنيابة لاستكمال التحقيق والاجراءات القانونية."

من جانبه نفى احد العالمين بمطاعم "الشاورما" في وسط مدينة غزة، ان "تكون أي من المطاعم  قد استخدمت دجاج فاسد او أي دجاج مريض".

وقال العامل الذي رفض التحدث عن اسمه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" ،" هذا الكلام ما فيش منو واكبر دليل انظر الى الناس والزبائن ما زالت تأتي وتذهب وتأكل وتغادر دون مشكلة، وشوف بعينك كيف تشتري وتأكل دون مشاكل."

وأضاف "بعض المواطنين حولنا يشترون الشاورما من المطاعم دون أي قلق، وبدوا غير ابهين بالإشعاعات (..) وزارة الصحة ودائرة التموين اجت الى اكثر من مطعم ومحل مجمدات، وعاينت المستودعات، ورأت ان جميع اللحوم سليمة ونظيفة وليس بها أي مشكلة".

وقال "طاقم الصحة والتموين تناول طعام الغذاء داخل احد المطاعم التي فتشوها ثم غادروا ، وهذا يؤكد ان الدجاج في المخازن نظيف وسليم تماما."

من جانبه قال ابو رائد الذي يمتلك محل لبيع الدجاج الجاهز شمال غزة " هناك تجار الجميع يعرفهم يريدون الربح فقط، لا احد يتعامل معهم كثيرا، بل اننا نحذر منهم".

واضاف ابو رائد لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" نحن كأصحاب محلات، نقوم بمراجعة الصحة والتموين بصورة دورية دون أي مشكلة واصلا لو وجد في المطاعم او المحلات أي شيء فاسد لأغلقت فورا."

وختم ابو رائد قوله "مطاعم الشاورما تأتي بالدجاج وتقوم بعمله على الفور، ومن الصعب ان تقوم المحال ببيع الدجاج فاسد لان ذلك يظهر في الطعم، ولكن يبدو ان بعض الناس تحب نشر الاشعاعات فقط".

ام السعيد التي كانت تشتري بعض الشاورما من  احد المطاعم بغزة قالت " انا اشتري من كل أسبوع، ونأكل وتكون لذيذة دوما، الشعب في غزة يتكلم كثيرا عن  الإشاعات والمحلات وكل شيء يتحدثوا عنه، لم اعد اصدق أي شيء، انا اعرف هذا المكان جيدا، المرة السابقة قالوا في لحم حمير وما طلع فيه اشي"

وكانت مباحث التموين فرع محافظة غزة وبالتعاون مع دائرة الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة ضبطت الاسبوع الماضي كمية من الدجاج الفاسد في أحد مذابح الدواجن في المحافظة .

وأكد مدير مباحث التموين الرائد جهاد حمادة أنه تم عمل جولة تفتيشية على المحلات التجارية ومذابح الدواجن في المحافظة , حيث عثر في مذبح أحد التجار على " 2500 " كيلو من الدجاج الذي يظهر عليه علامات الفساد .

وأوضح حمادة أنه قام بإستدعاء أطباء مختصين من وزارة الصحة والاقتصاد الوطني ووزارة الزراعة لفحص هذه الكمية.

وخلال عملية الفحص أكد الأطباء أن كمية الدجاج فاسدة وأنها ذبحت وهي تعاني من عياء شديد وشارفت على الموت وجزء منها كان ميتاً وجزء آخر أُصيب بحمى شديدة نتيجة موجة الحر الشديدة الأخيرة.

وأشار إلى أن التاجر قام بشراء هذه الكمية بسعر رخيص جدا وهو يعرف أنها ذبحت بطريقة غير صحيحة ووضعها في الثلاجات وقام بعدها بتقطيعها وتوزيعها على بعض المطاعم .

ونوه حمادة إلى أن مباحث التموين تنظم حملة واسعة للتفتيش على المواد الغذائية واللحوم الطازجة والمجمدة وعلى المذابح للتأكد من سلامة اللحوم والدواجن وصلاحيتها للإستخدام الآدمي.

وحذر الرائد حمادة كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم الإقتصادية التي تمس بحياة المواطنين وسلامتهم .

وأكد حمادة إلى أنه تم عرض ملف القضية على النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحق التاجر .

هذا وقالت وزارة الزراعة إن سبب فساد كميات الدجاج التي تقدر بـ 2 طن يعود ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى موت عدد كبير من الدجاج.

وأوضح مدير عام الخدمات البيطرية بالوزارة زكريا الكفارنة أن القضية جرى تحويلها إلى النيابة العامة للتحقيق فيها والكشف عن المسؤول الرئيسي في القضية، وكافة المتورطين معه من أصحاب محلات "الشاورما".

وأضاف الكفارنة "بعد الاشتباه في سعر الدجاج تم إرسال وحدة البيطرة للكشف عن هذا الدجاج وما إذا كان صالحاً للاستخدام الآدمي, واكتشف أن الدجاج فاسد ولا يصلح للأكل".

وأكد أن الدجاج الحي أيضا الذي تم ذبحه لم يكن مطابقا للمواصفات، مضيفا "معظم الدجاج كان على وشك الموت وتم ذبحه وهو أمر مخالف لقوانين وزارة الزراعة، حيث أن كمية الدم من الذبيحة في هذه الحالة لا تكون كافية".

وبين الكفارنة أن سعر الدجاج عادة يتراوح من 20 إلى 25 شيكل، إلا أن هذا التاجر كان يبيع الدجاجة بعد تنظفيها بسعر 15 شيكلًا لمحلات بيع الشاورما.