حول انتخابات الرئاسة السورية

بقلم: شاكر فريد حسن

انتهت الانتخابات الرئاسية السورية وأصبحت من ورائنا ، وأختار الشعب السوري الأبي بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية لسبع سنوات قادمة ، وفق الدستور السوري الجديد الذي تم إقراره في العام 2012 . وقد كشفت هذه الانتخابات بشكل جلي وواضح حقيقة الموقف الشعبي السوري من المؤامرة الكونية الدنيئة الدنسة على سورية ، شعباً ووطناً وأرضاً ونظاماً وتراثاً وعمقاً حضارياً ودوراً مقاوماً وممانعاً ، بعد سنوات قاسية وصعبة ومرحلة خطيرة ومصيرية ، لعب فيها الإعلام وماكنته الشرسة تضليلاً وحرباً نفسية ودوراً فعالاً في بث الفرقة والبلبلة بين جموع الشعب السوري الشرفاء الحالمين بالتغيير والطامحين بالإصلاح الحقيقي .

وجاءت الضربة القاضية بالاستحقاق الدستوري والعرس الوطني الديمقراطي والتصويت الجارف لأسد الشام ، وما أربك إعلام المتآمرين على سورية وشعبها ونظامها ، ليست كثافة التصويت داخل سورية ، الذي باستطاعة الأعداء التشكيك فيه باعتباره حصيلة ضغوطات داخلية من قبل النظام ، وإنما كثافة التصويت في الخارج ، لا سيما في لبنان حيث تتواجد أعداد هائلة من السوريين الذي اضطروا للنزوح ومغادرة أرض الوطن الأم . وعليه يمكن القول ، إن الانتخابات هي بمثابة استفتاء شعبي لا يحتمل التأويل على موقف شعب سورية العظيم والحي إزاء المؤامرة على سورية وأرضها ومستقبلها ، كونها قلعة نضالية ضد قوى الرجعية العربية ومؤامرات الاستعمار والقوى الداعمة لإسرائيل وغطرستها على العالم العربي ، وكانت تجسيداً وتعبيراً حقيقياً عن حلمه وطموحه الإنساني المشروع في الاستقرار وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحضارية وتحقيق الإصلاحات الداخلية ، بعد هذه السنوات من المعاناة والمكابدة والخراب والدمار وسقوط آلاف الضحايا وإراقة الدماء على أيدي عصابات الشر والقتل والإرهاب السلفية الظلامية .

كذلك أظهرت الانتخابات الرئاسية السورية أن لا بديل عن الدولة الوطنية السورية ، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك فشل المؤامرة على سورية ، وذلك بفضل صمود وتماسك الجيش العربي السوري وحنكة ورباطة جأش القيادة السورية ودعم الشعب السوري والتفافه حول قيادته الشرعية والتاريخية ، صاحبة المواقف الوطنية والعروبية المشرفة .

لقد شنوا حرباً ضروساً وشرسة على سورية وبشّارها وضخوا الأموال والدولارات ، وحشدوا عصابات الإرهاب وأطلقوا العنان لها ، ومدوها بالسلاح ، وأرسلوها أى سورية للقتال إلى جانب "المعارضة "، وجندوا الإعلام لشن حرب إشاعات وفتن ، وكل ذلك بهدف ضرب وإسقاط النظام الوطني التقدمي في سورية ، ولكن ذلك لم يجد نفعاً في كسر صمود وإرادة السوريين ، الذي حققوا الانتصار تلو الانتصار على قوى البغي والعدوان والظلام الإرهابية ، وظل الأسد في عرينه ولم يسقط ولن يسقط أبداً ، رغم أنف الأعداء والشامتين والمتآمرين ، من أصحاب اللحى الكثة ، والمتأسلمين المتشددين ، الذين لم يخجلوا من أنفسهم وقاموا بتنظيم اجتماع شعبي تحت عنوان "ليسقط رؤساء الدم "في سوريا ومصر ، بعد انتخابهم ديمقراطياً وبنسبة كبيرة جداً .

إن سورية اليوم أقوى من أي وقت مضى ، وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها، وخاصة الانتصار الكبير بنجاح انتخابات الرئاسة على هذا النحو التاريخي المشرف ، وان التحول في الوضع السوري والانطلاق بثبات نحو المستقبل المأمول وإجراء الإصلاح والتغيير ومنح الحريات الديمقراطية ، وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي، سياسياً واجتماعياً ، هو أقوى سلاح للرد على المتآمرين وعلى "المعارضة " الكاذبة والعميلة التي لا تملك أي رصيد شعبي، وأن قيام سورية الديمقراطية ، سورية الغد ، سورية المقاومة ، هو أمل كل السوريين وجميع الأحرار الذين وقفوا إلى جانب سورية طوال الفترة السابقة ضد مؤامرة التجزئة والتقسيم والتدمير ، لجرها إلى الحظيرة الأمريكية، وستغدو سورية منارة ملهمة لشعوب المنطقة العربية ، التي تعيش حالة مخاض وتمرد وعصيان سياسي واجتماعي.