هستيريا إسرائيلية سببها اختفاء ثلاثة مستوطنين ضد الشعب الفلسطيني المحتل

بقلم: علي ابوحبله

بالرغم من الغموض الذي ما زال يكتنف فقدان ثلاثة مستوطنين ، حيث لم تعلن أي جهة لغاية الان مسؤوليتها عن عملية الاختطاف ، عملية الاختطاف لم تحدد طبيعتها وأهدافها بعد ، وهي تحمل تفسيرات وتأويلات عده ، حكومة نتنياهو لم تنتظر نتائج التحقيق ولم تتحقق عن اسباب اختفاء المستوطنين الثلاثة ، لم تنتظر شروط الخاطفين ان كان هناك عملية خطف كما تدعي قوات الاحتلال الاسرائيلي ، لاشك ان الجهات الاسرائيليه المعنية لديها فرضيات عده عن اسباب الاختفاء للمستوطنين وهناك تفسيرات وتأويلات حول طبيعة العمليه لدى الجهات الاسرائيليه المعنية ، لم تنتظر حكومة نتنياهو نتائج التحقيق او التوصل لحقيقة وأسباب هذا الاختفاء حتى بادرت بصب جام غضبها بقرارات تعسفيه تستهدف الشعب الفلسطيني ، وشرعت بعملية اعتقال واسعة ضد ابناء الشعب الفلسطيني من نواب ومحررين وغيرهم ممن لا علاقة لهم من بعيد او قريب في عملية الاختطاف.

وحملت السلطة الوطنية الفلسطينيه المسؤولية عن عملية اختفاء المستوطنين الثلاثة ، كما شرعت بعملية خنق اقتصادي ضمن سياسة العقاب الجماعي فأغلقت المعابر على قطاع غزه وفرضت طوق امني على الضفة الغربيه ، حكومة نتنياهو تختلق الذرائع لتنفيذ مخططها التهويدي والاستيطاني في الاراضي الفلسطينيه المحتله ومعاقبة الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ، لم تدرك حكومة نتنياهو انها حكومة احتلال وان الاستيطان في الاراضي الفلسطينيه ووجود المستوطنين مخالف للقواعد القانونيه والاتفاقات الدوليه وان ما تقوم به حكومة الاحتلال الاسرائيلي يعد خرق لاتفاقية جنيف ومعاهدة لاهاي ، هستيريا ما تقدم عليه قطعان المستوطنين من ارهاب يستهدف الفلسطينيين وإلحاق الدمار والأذى بالشعب الفلسطيني وخاصة من قطعان المستوطنين الذين يطلق عليهم شبان التلال ، حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية ما تقوم به العصابات اليمينيه المتعصبة والمتطرفة.

وان السياسة الاسرائيليه تستند الى ممارسة كل انواع سياسة الفصل العنصري بمخالفة صريحة لكافة قرارات الامم المتحدة ، قضية اختفاء المستوطنين الاسرائيليين توظفها حكومة الاحتلال الصهيوني للتغطية على جرائمها بحق الاسرى الفلسطينيين وخاصة المضربين عن الطعام ، وهي تستغلها لأغراضها التي تهدف للتغطية على مخططها العدواني ضد القدس والمقدسيين والمسجد الاقصى ، ان حكومة نتنياهو تتخبط في كيفية الصاق التهم في الشعب الفلسطيني وهي تحاول وبشتى وسائلها لتحميل المسؤولية للسلطه الوطنيه الفلسطينيه والفصائل الوطنيه الفلسطينيه والقوى الاسلاميه ضمن حمله اعلاميه تترافق مع عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين لالصاق تهمة الارهاب بالشعب الفلسطيني امام الرأي العام الدولي ، ان تكنولوجيا المعلومات الذي تملكه حكومة الكيان الاسرائيلي لن تعجزها عن التوصل لكيفية اختفاء ثلاثة مستوطنين تدعي الحكومة الاسرائيليه اختطافهم وان مرور اكثر من 72 ساعه على عملية الاختفاء هو اما دليل عجز حكومة نتنياهو في التوصل للمعلومات عن كيفية الاختفاء او ان حكومة نتنياهو تريد توظيف الحدث لتحقيق اهدافها وغاياتها وتستغل اكبر مده زمنيه من الوقت لتنفيذ اهدافها بعد تحقيق المصالحه الفلسطينيه وانهاء الانقسام وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطينيه.

هذا الغموض في عملية الاختفاء للمستوطنين الثلاثة يحمل العديد من التفسيرات والتأويلات التي جميعها تستغلها اسرائيل لتنفيذ حملتها الهستيريه ضد الشعب الفلسطيني ، ان ما تقوم به حكومة نتنياهو ردا على عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين تدعي حكومة نتنياهو باختطافهم هو من الاعمال التي تعد جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني وان الامين العام للأمم المتحدة يتحمل المسؤولية وذلك بالعمل من اجل وقف الحمله الهستيريه التي تستهدف الشعب الفلسطيني وان على الدول الكبرى تحمل مسؤوليتها لان ما تقوم به حكومة نتنياهو من اعمال اعتقال وتدمير واجتياح وحصار اقتصادي يعد تعدي صارخ على حقوق الانسان وتعرض اسرائيل بأعمالها وجرائمها الامن والسلم الاقليمي للخطر مما يتطلب وقف الحمله الهستيريه الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني.