طلاب التوجيهي في الضفة وغزة هم أموات.. أم أحياء في مادة الأحياء ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

لست باحثا تربويا أو من أهل الاختصاص بإعداد الامتحانات أو.. واضعي المناهج لكني ككاتب استشعر بمرارة الأحداث العالمية والمحلية التي تدور حولنا كما تدور الالكترونات حول نواة الذرة ومن الويلات والمرارات التي داهمتني كالإعصار منذ أيام قلائل هو حدث خطير يمس العملية التعليمية والتربوية برمتها ،ويمس مستقبل أبناءنا الطلبة ليس فقط سواء أكانوا في بلادنا فلسطين بالضفة الغربية أو بقطاع غزة ،ولكن في بلاد العرب أوطاني ككل .. مساكين هم طلبة القسم العلمي بالثانوية العامة لأنهم دائما يسقطون ضحايا لحقول تجارب بغيضة ،فكم من مذابح تعرضوا لها تارة بأسئلة في مادة الرياضيات، وتارة أخرى في مادة الفيزياء أو الكيمياء واليوم هم صاروا في عداد الأموات لما تعرضوا لمجزرة جديدة في مادة الأحياء هذا العام 2014 ..!! وإلا ماذا نسمي عدم تمكن الطلاب بالقسم العلمي على إجابة سؤال الوراثة الناقص المعطيات ولو كان العالم مندل في أيامنا أو غيره من العلماء المختصين لرفع دعوى قضائية طارئة لمحاكمة الذين يسيئؤن لمفهوم الهندسة الوراثية الهندسة الوراثية والتي هي(بالإنجليزية: Genetic engineering) وتسمى أيضا بالتعديل الوراثي وهي تلاعب إنساني مباشر بالمادة الوراثية للكائن الحي بطريقة لا تحدث في الظروف الطبيعية لكن هذا المفهوم قد تحول وتبدل تماما بمنهج الأحياء لطلاب التوجيهي هذا العام إلى مفهوم آخر جديد فصارت الهندسة الوراثية عند الذين يعدون سؤال الوراثة بمعنى التلاعب الإنساني المباشر بعقول الطلاب وقدراتهم وإمكانياتهم وسواء أكانوا في الظروف الطبيعية أو غيرها للحد من دخولهم كليات الطب أو كليات القمة ..!! وهكذا تستمر المؤامرات الشنيعة والقبيحة والتي تحاك دوما نحوهم وليت الأمور تقاس بالتعقيدات في هذه المادة أو تلك فحسب ،أو يجترع مرارة كأسها الطلاب أنفسهم بل هي.. تنغصيات مصطفة ومتراصة وسط الحصار الخانق ، ووسط التهديدات الاحتلالية المتواصلة، ووسط إغلاق المعابر والحدود ..ولما نتساءل عن السبب أوالخبر ولما ُتدمر عقول الشباب في بلداننا العربية عامة ،وفي بلادنا فلسطين خاصة لوجدنا من السفهاء من يطل علينا بوجهه القبيح ليعلق قائلا بفلسفة معتوهة و ومشوهه فيقول للحد من دخول كليات القمة كالطب أو الأسنان أو كلية الهندسة رغم أن هذه الخطوة تم اجتيازها بكل خباثة ولؤم ودهاء فالطلاب الذين يدخلون كلية الطب في بلادنا هم عدد أصابع اليد إذا لما التعقيد والتنغيص ولما الابتزاز العقلي والنفسي ونشر حالة من الهلع والخوف والانتحار والهستيريا في صفوف طلاب التوجيهي أولئك المساكين الذي تعبوا وكافحوا وسهروا الليالي طوال العام الدراسي لكنهم لا يعودون من تحصيلهم الدراسي عادة إلا كما يعود الذين ينهبون ويسلبون لمن تعرضوا لقطاع الطرق أو اللصوص أو القراصنة جيوبهم خاوية كما ضمائر الذين يتلاعبون بعقول أبناءنا عند إعدادهم ،وتهيئتهم لغرف الإعدام بلجان الامتحانات ، ولاحول ولا قوة إلا بالله ..وكان من الأفضل لهم أن يعدوا أسئلة امتحانات تتناسب مع دخول الطلاب الكليات فمثلا السؤال الأول لمن يريد الالتحاق بكلية الطب أي من يجيب عليه يتأهل لذلك، والسؤال الثاني لمن يريد أن يدخل كلية الهندسة ..وبقية الأسئلة لمن يريد أن يدخل بقية الفروع بالكليات الأخرى لكن الذي يحدث هو على النقيض تماما من ذلك ..!!
ويقول آخر من أولئك المعقدين الذين يجب أن يخضعوا لعلاج نفسي مكثف ، والذين هم محسوبون على العملية التعليمية ولا علاقة لهم أساسا بها فيقول بتعجرف شديد..أن هناك تلالا من ملفات الخريجين والذين يصعب حصرهم.. ليست لهم أي فرص عمل ولا يمكن أن تستوعبهم تلك الفرص حال توفرها ..لذلك كان لابد من وضع خطة تعجيزية لوضع حد لتلك المشكلة المتفاقمة ولو على حساب الطلاب المقهورين .. ومراعاة للحد من تلك الملفات كان لابد من التلاعب بوضع أسئلة ناقصة المعطيات حتى لا يصل لكمال إجاباتها أحدا منهم.. كمن يسألنا لما نشرب الماء فنجيبة لنحيا ..فيسخر منا قائلا بل لكي لا نموت ..!! يعني هي سياسة التقليم المتبعة بالعملية التعليمية..أي كما يقلم المزارعون أغصان الشجر بكل نشاط وحيوية.. ولكن هناك فرقا واسعا بين من يقلم للتدمير الإنساني والمجتمعي وبين من يفعل ذلك حفاظا ووقاية من الطفيليات والأمراض طمعا في العلو و النماء والقوة ..وهنا أقول لأولئك المتشدقون بهذه السفاهة المفرطة ..أي الأفضل بالله عليكم.. أن نملك تلال متراكمة ومصطفة من الخريجين من باب إيماننا العميق أن الرزق بيد الله سبحانه والقائل في كتابه العزيز:" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " أم نصنع بأيدينا جبال من ملفات المفقودين والجهلاء في حياتنا وهم في تعداد في الحياة الدنيا أحياء يرزقون ..ولما لا يأخذ كل ذي حق حقه ..؟!!
لكن هناك تساؤل غريب قد يصفه البعض بالشذوذ وهو ..هل هناك علاقة مبينة بين صعوبة امتحانات التوجيهي هذا العام وبين مونديال كأس العالم 2014 وذلك انتقاما من الطلاب .. نظرا لعدم تمكن المسئولون عن العملية التعليمية من السهر والتمتع بمشاهدة مباريات ذاك المونديال والذي لا يتكرر إلا كل أربع سنوات مرة ..أم أن هناك علاقة ولو من بعيد أو بصورة ما أو بأخرى بين صعوبة الامتحانات ،وتحويلها من دراسة منهجية مقيدة إلى تطبيقات واسعة للنظرية النسبية وبين اختطاف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة قرب الخليل منذ فترة قريبة..إرضاءً للعم سام ومؤازرته في الشدائد والمحن ..!! وبين كل التساؤلات تلك الممكنة والمستحيلة طلابنا دائما هم الفريسة والضحية ..!!