مكافئة المستعمرين ..

بقلم: مازن صافي

إنه انقلاب حقيقي على كل مفاهيم حقوق الإنسان والقوانين الدولية، (إسرائيل) التي تحتل الأرض والإنسان العربي الفلسطيني، يتم مكافئتها بأن يستمر الاحتلال وتصبح نائب رئيس لجنة مكافحة الاستعمار، فما هو تعريف الاستعمار اليوم في الأمم المتحدة ..؟!
هل قامت (إسرائيل) بما هو مطلوب منها، بإنهاء القهر والظلم والاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، هل قامت بالموافقة على قرارات ومعاهدات ومواثيق الأمم المتحدة، والتي تخص القضية والشعب الفلسطيني، هل تم إسدال الستارة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني، والمستمرة حتى اللحظة والتي تخالف اتفاقيات جنيف بكل تفاصيلها، فأين مبادئ وقناعات السادة في الأمم المتحدة وهل سنصدق حقا أن هناك لجنة لمكافحة الاستعمار .. على الأرجح انها لجنة مكافئة المستعمرين ..؟!

عار على الأمم المتحدة وفضيحة أخلاقية وقانونية أن تخرج الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقد تم اختيار، وتسمية دولة الاستعمار ( إسرائيل) نائبا لرئيس لجنة أممية خاصة بمكافحة الاستعمار، حيث تم ترشيح (إسرائيل) لشغل هذا المنصب من قبل المجموعة الإقليمية لغرب أوروبا ودول أخرى والتي ترأسها بريطانيا وتضم في عضويتها دولا من خارج القارة الأوروبية كتركيا وإسرائيل ونيوزلندا وغيرها.

الشيء المستغرب أن هذه اللجنة تختص بمناقشة ومتابعة الأعمال الاحتلالية والانتهاكات والجرائم وتقدم تقاريرها للأمم المتحدة وبل الشيء المستهجن أنها نفسها من تطلب بالتحقيق في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، فكيف تكون (إسرائيل) المحتلة هي القاضي والجلاد وهي المراقب والمتابع .. انه استفزاز حقيقي لكل المدافعين عن المظلومين والمعتقلين والشهداء، نكاد أن نقول أن الأمم المتحدة اليوم تنتهك مواثيقها ومبادئها .؟!

هل وجود (إسرائيل) في هذه اللجنة سوف يخدم تطبيق ميثاق الأمم المتحدة وهي التي ترفض الاعتراف بكل ما يخص القضية الفلسطينية وحق شعبنا في العيش بكرامة وإنهاء الاحتلال وإزالته، وأيضا هل هذا المنصب الأممي للاحتلال سوف يساعد في رعاية مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتصبح الأمم المتحدة أكثر قدرة على نصرة قضايا العدل والسلام... كل الإجابات ترفض ذلك وبل تنذر بعواقبه ..

ان رفض الشعوب المضطهدة والمحتلة أراضيها لهذا الأمر إنما هو نابع من المكانة لهذه المنظمة الدولية الوجدان وفي الحق وفي الآمال وفي الانتصار لكافة قضايا السلم والحرية وإنهاء الاستعمار والعنصرية.
ان (إسرائيل) قوة استعمارية رفضت كل الحلول وكل المعالجات، وتمارس احتلالها وقمعها وعنجهيتها وعنصريتها ضد الوجود والإنسان الفلسطيني، ويواصل حربة وعدوانه العسكري والاقتصادي والإنساني ضد الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية ويدمر كل مقومات الحياة والتنمية .

ان مشكلتنا الفلسطينية مستمرة، والنضال الفلسطيني المقدس والمشروع لن يتوقف ويتمسك كل شعبنا وقياداته بإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى وزوال الاحتلال من فوق الأرض الفلسطينية، وكما قالها الرئيس الشهيد ياسر عرفات " الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين." .