ما تعاني منه المنطقة العربية من فوضى واضطرابات يعود للسياسة الامريكيه في المنطقه بعد احتلالها للعراق ، ضمن مخططها للشرق الاوسط الجديد الذي هدفه خلق حاله من الفوضى والاحتراب والاقتتال تؤدي الى تقسيم العالم العربي ، خدمة لامن اسرائيل وسعيا لتثبيت وترسيخ الكيان الاسرائيلي وهيمنته على المنطقه بفعل التحالف الاستراتيجي الامريكي الاسرائيلي ، احتلال امريكا للعراق وممارسة سياسة العزل السياسي والإقصاء للسنه كان الهدف منه ضرب وحدة الشعب العراقي ، وان احد اهم مسببات القرار الامريكي بعد احتلال العراق حل الجيش العراقي الذي كان يشكل صمام امان لوحدة العراقيين ، مجموعة القرارات التي صدرت في ظل الاحتلال الامريكي بدعم من حلفاء امريكا في المنطقه اغرق العراق في اضطرابات داخليه خدمت اهداف وتطلعات الاحتلال الامريكي في المنطقه لإضعاف العراق وتقسيمه الى فدراليات والاستمرار في سياسة الاقصاء والعزل بما يسمح لدول المحور في التدخل في الشؤون الداخليه للعراق ، ما زال العراق يخضع للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة مما يجعل الباب مفتوحا للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخليه للعراق عكس الوضع في سوريا حيث اصطدم المخطط الامريكي بقوة وصلابة وتماسك الجيش العربي السوري وقوة وتماسك القياده السياسيه السوريه ،
وان صمود سوريا دفع لهذا التغير الدولي والإقليمي بدعم روسيا والصين لسوريا ووقوفهما في وجه المخطط الامريكي للشرق الاوسط الجديد ، خسارة امريكا لموقفها وموقف حلفائها من سوريا دفع بحالة التصعيد الذي يشهده العراق ، تصريحات الرئيس الامريكي حول العراق تدل على حالة التخبط في السياسة الامريكيه تجاه مستجدات الاحداث في المنطقه وحالة الغليان التي تعيشها الانظمة العربية وغيرها ممن يسير في فلك السياسة الامريكيه التي قبلت وانخرطت في المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد وهدفه اشعال نيران الفتن والحرب الطائفيه ، الرئيس الامريكي الذي يدرك مخاطر التدخل العسكري على بلاده صرح بالقول ان ادارته لن تقدم على أي تدخل عسكري امريكي في العراق بدون توافقات بين الساسة العراقيين على حل ازمة بلادهم ، علما ان هناك ما يقارب اكثر من ثلاثة عشر الف جندي امريكي ما زالوا مرابطين في العراق وان هناك مستشارين امنيين في العراق وان المخابرات الامريكيه ما زالت تعمل في العراق ، الرئيس الامريكي يدرك مخاطر السياسة الامريكيه التي انتهجتها بلاده في العراق وخطورة محاولات زرع الفتنه المذهبيه في العراق وانعكاسها على كل دول المنطقه التي تطال حلفاء امريكا ووجودها ومصالحها في المنطقه ، في المؤتمر الصحفي للرئيس الامريكي اوباما الذي عقده في البيت الابيض دعا فيه القادة والزعماء السياسيين في العراق الى حل المشاكل السياسيه في بلدهم وعليهم كما قال فعل ذلك ولا يمكن ان نتدخل فيها لكن قد نساعدهم على ذلك ، مضيفا سنتشاور مع الكونغرس ونطلع الامريكيين على أي قرار بشان العراق ،
وذكر في هذا الصدد "نحن على اتصال مستمر مع القادة العراقيين وعليهم التوحد في مواجهة الارهاب".وقال "لن نقوم بأي عمل نيابة عن العراقيين وأي عمل عسكري امريكي لن يحل المشاكل هناك وأي دولة خارجية لن تحل مشاكل العراق وتحقق ألاستقرار مضيفا "خلال الايام المقبلة سيكون لدينا تصور افضل عن الاوضاع في العراق لكن الاحداث فيه تتسارع وسنراقب خلال الايام المقبلة الموقف بعناية في العراق وقد يكون هناك اقتتال طائفي اذا تعرض تنظيم داعش الذي وصفه في الارهابي لدور العبادة والمقدسات الدينية هنآك مردفا "سنعمل للحيلولة دون ذلك".هذه المواقف للرئيس الامريكي في ازدواجية المعايير الذي تنتهجه الاداره الامريكيه لم يعد غريبا ، خاصة وان امريكا هي من تدعم الارهاب في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وهي تقف عاجزة عن تحقيق اهدافها ومطامعها في المنطقه وان مشروعها للشرق الاوسط الجديد تحطم على صخرة الصمود للشعب السوري ، ومما قاله اوباما في مؤتمره الصحفي انه لا يجب ان نتوقع شيئا يحصل بالنسبة للاستقرار الامني في العراق بين ليلة وضحاها مبينا لن نسمح لأنفسنا ان ننجر الى موقف بعد تضحيات كبيره قدمناها مقابل ان نرى العراقيون يواصلون خلافاتهم ويريدون منا التدخل في حلها ،الرئيس الامريكي بأقواله وتصريحاته يؤكد ان امريكا تدفع بتازيم الوضع الداخلي في العراق ويدفع لإشعال الفتنه المذهبيه الطائفيه بفعل التدخلات الامريكيه واحتلال امريكا للعراق ، الرئيس الامريكي ترك خيارات بلاده مفتوحة امام كل الاحتمالات ووفق كل الظروف وبحسب المعطيات على الارض وقال في حال تعرض امننا القومي للخطر سنتحرك وهذا يعكس ان امريكا مرتاحة للذي يجري في المنطقه وإنها تدعم الارهاب وتسلح المجموعات الارهابيه وتدفع بهم لأتون الصراع الذي تشهده المنطقه ، دعوة اوباما بان هناك حاجه لمقاربه اقليميه للمشاركة والتدريب مع دول شريكه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، الرئيس الامريكي اوباما بتصريحاته ومواقفه يجسد سياسة الاحتواء والدفع بالصراع الذي تشهده المنطقه ضمن السياسة الناعمة الامريكيه بحيث يقتتل الاخوه سواء في العراق او سوريا او لبنان او فلسطين ويدفع لإدخال الصراعات الاقليميه ضمن سياسة التحريض المذهبي والطائفي ليعم العنف والاقتتال المنطقه برمتها لتمرير اهداف امريكا والصهيونية العالميه لتقسيم المنطقه لدويلات وممالك طائفيه ، ان حقيقة ما يجري في العراق هو محاوله امريكيه مع دول الجوار المتحالفة مع امريكا لإعادة تقسيم الادوار في العراق وفق المصلحه الامريكيه الصهيونيه ووفق مع ما يخدم حلفاء امريكا في المنطقه ، هناك قلق امريكي كما هو قلق سعودي من بقاء المالكي رئيسا للوزراء ، وهذا ما عبر عنه اعضاء في الكونغرس الامريكي علنا انه يتعين على المالكي الاستقالة وقد صرح مسئولون امريكيون لسي ان ان ان ادارة اوباما باتت مقتنعة بان المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاجه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي مع ان المالكي يعد من المقربين للسياسة الامريكيه في المنطقه لكن وفق التغير في المعادلات والتوازنات الاقليميه وإرضاء امريكا للسعودية وتركيا وحلفائها في المنطقه تضحي بسياستها ومواقفها من احد المقربين للسياسة الامريكيه ويعود ذلك الى موقفه من ألازمه السوريه ، هناك محاوله امريكيه للتوصل لعملية انتقال سياسي تفضي بالعراق الى حكومة تكون اقرب لتنفيذ السياسات الامريكيه وهي تحاول ذلك بغطاء يجمع بين السنه والأكراد والشيعة ،
ان انعكاس احداث العراق ينعكس على الصراع بين المحافظين الجدد وسياسة الديمقراطيين ، ديك شيني شن هجوما لاذعا على سياسة باراك اوباما فيما يتعلق بالملفين الإيراني والعراقي قائلاً: "نادراً ما نجد الرئيس الأمريكي مخطئاً لهذه الدرجة في العديد من ألأمور وعلى حساب الكثير."وقال تشيني في مقال رأي كتبه وابنته ليز لصحيفة وول ستريت جورنال: "العراق في خطر الوقوع بيد جماعات إرهابية إسلامية متطرقة والسيد باراك أوباما يتحدث عن التغير ألمناخي الإرهابيون سيطروا على أراض وموارد أكثر من أي وقت مضى بالتأريخ وأوباما يلعب الغولف."وتابع قائلاً: "يبدو أن أوباما غير مدرك أو أن هذه الحقائق لا تهمه.. حقائق أن تواجد القاعدة يضفي تهديداً واضحاً وخطراً على الولايات المتحدة الأمريكية." وأصاف "آن الأوان للرئيس وحلفائه لمواجهة بعض الحقائق ألقاسية الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال في حالة حرب، وسحب القوات من أرض المعركة في الوقت الذي يبقى فيه الأعداء يقاتلون، لا يعني نهاية الحرب."وأشار نائب الرئيس الأمريكي السابق إلى أن "الضعف والانسحاب هما استفزاز وانسحاب أمريكا من العالم هو أمر كإرثي، ويضع أمننا في حالة خطر هذه التصريحات وغيرها تعبر عن حقيقة التخبط التي تعيشها الولايات المتحدة الامريكية وحقيقة السياسة الامريكيه التي تقوم على الارهاب ودعم الارهابيين الذين هم ايادي امريكا في المنطقه تحركهم وفق مصالحها ومصالح حلفائها ، اوباما في وصفه لما يجري في العراق بأنه خلاف سياسي وهو يؤكد موقفه ألازدواجي وان اهتمام الولايات المتحدة في جميع ما يتعرض له العراق ينحصر فقط في قضية النفط ،
اذ حذر اوباما تنظيم داعش السيطرة على مصافي النفط المهمة في العراق ، وهذا ما يؤكد ان الولايات المتحدة الامريكيه وهي تدفع بالصراع المذهبي الطائفي يهمها بالدرجة الاولى مصالحها الخاصة في العراق ، وزيرة الخارجية الامريكيه السابقه هيلا ري كلينتون وصفت ، بان الحكومة الامريكية لا تريد أن تخوض حربا، لأنها ستحارب من أجل حكومة لا تعمل ولا تمثل كل العراقيين ومستبدة”، في إشارة إلى حكومة المالكي بحسب تعبيرها. امريكا وهي امام خيارات عده تدفع باتجاه تبني الاجنحه التي تصفها بالمعتدلة فيما تطلق عليهم لقب ثوار في كلا من العراق وسوريا وتدفعهم للناي بأنفسهم عن ما تطلق عليهم الجماعات الارهابيه ، وهي تهدف من مخططها للإيقاع بين التنظيمات المسلحه في العراق وسوريا ضمن مخطط تدمير لكل من سوريا والعراق وتقسيم العراق وسوريا لدويلات طائفيه تخدم مصالح امريكا في المنطقه وتؤمن وجود اسرائيل وهيمنتها على المنطقه ، ان غياب اية خطه عربيه موحده تحفظ للعرب وجودهم وتحافظ على استقلالهم ووحدانية الدول العربية هو تدمير للمقومات العربيه ، وان غياب الامن القومي العربي وفقدان النظام العربي لاستراتجيه تقود لمواجهة مخطط خطر ما يتهدد العراق وسوريا ولبنان وقبول البعض من النظام العربي الانخراط بمخطط الفتنه سيقود حتما الى التدمير لكل الكيانات العربية ، ما يتعرض له العراق وسوريا خطر يتهدد ألامه العربية ولا بد من يقظه عربيه تقود لإخراج ألامه العربيه من مأزقها وتوحيد جهدها لأجل الخروج من هذا المأزق الذي يقود لإشعال الحرب المذهبيه الطائفيه وهذا ما تدفع الى تحقيقه سياسة الرئيس الامريكي اوباما بالتحالف مع الصهيونيه العالميه