الرئيس الامريكي اوباما يصف المعارضه السوريه المعتدله بالفانتازيا

بقلم: علي ابوحبله

مستجدات الاحداث التي تشهدها المنطقه جعلت الرئيس الامريكي يعترف بهزيمة المشروع الامريكي الصهيوني في سوريا حين صرح لا وجود لشئ اسمه معارضه سوريه معتدلة ، ويستدل من تصريحات الرئيس الامريكي اوباما انه قد وصل لحالة اليأس بالنسبة للوضع في سوريا ، حين قال كلمات تدل على ذلك " لامست حدود اليأس " وجود معارضه معتدلة قادرة على الاطاحة بالرئيس الاسد يبدوا غير واقعي وفانتازيا ، الرئيس الامريكي لم يطلق تلك التصريحات اعتباطا بل وصل لقناعه ان الاداره الامريكيه اهدرت وقتها ومجهودها في العمل مع معارضه وهميه ، يبدوا من تصريحات الرئيس الامريكي اوباما عدم امكانية تمرير المشروع الامريكي الصهيوني لتقسيم سوريا وان جميع المحاولات في احداث تغيير في الموقف على الساحة السوريه بات غير مجدي ، وان المجموعات المسلحه غير قادرة على تغيير المعادلات على الارض ولم يعد امام ادارة اوباما والغرب الا التفاوض مع الحكومة السوريه ، خاصة وان احداث المنطقه تتجه نحو التصعيد وان هناك مخاطر جديه تهدد المصالح الامريكيه الغربيه في المنطقه.

الدول الاوروبيه تدرك انه لم يعد بالإمكان اسقاط النظام السوري وانه شرعت بفتح قنوات حوار مع الدوله السوريه ، تصريحات الرئيس الامريكي اوباما تزامنت مع اول زيارة لمسئول سوري الى اوروبا منذ عام 2011 ، حيث من المقرر ان تجتمع مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد بثينه شعبان مع العديد من المسئولين الاوروبيين وربما ممثلين عن الاداره الامريكيه للتباحث في العديد من المواضيع وأهمها في عودة العلاقات الاوروبيه مع سوريا ، هناك تغير حقيقي في السلوك الامريكي والأوروبي تجاه سوريا ، ان الدول الاوروبيه تدرك خطورة ما تشهده المنطقه من تغيرات وانعكاس الوضع برمته على اوروبا بعد العوده المعاكسه للمجموعات المسلحه التي سلحتها ودربتها ومولتها دولا عربيه بغطاء امريكي اوروبي ، تقدم داعش في العراق وجه انظار امريكا والغرب عن الاهتمام في الوضع في سوريا وان هول ما يواجهه العراق خطر محدق بشبه الجزيرة العربيه وان هذا الخطر اصبح يداهم حلفاء امريكا ومصالحها في الخليج العربي وان داعش اصبحت على حدود الاردن العراق.

امريكا والغرب يدركان الاخطار التي تحدق في مصالحهما في المنطقه ، وان الخطأ في السياسة الامريكيه والغرب في دعمها لإسرائيل ودفعهما المنطقه لحرب مذهبيه طائفيه ، وان المعارضه السوريه التي باتت تخشى على نفسها اتهمت ادارة اوباما بالعجز ، فقد انتقد الناطق باسم ألائتلاف المعارض لؤي صافي تصريحات الرئيس أوباما لتلفزيون كندي عن أن «الحديث عن معارضة معتدلة قادرة على هزيمة (الرئيس بشار) الأسد غير واقعي وخيال سياسي لا يمكن تحقيقه». وقال صافي في بيان إن تصريحات أوباما «تأتي للتغطية على عجز إدارته عن منع تدهور الوضع السياسي والإنساني في المشرق العربي، والتهرب من النقد المتزايد داخل أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الغربية والعربية ، لؤي صافي وغيره يدركان تخلي امريكا والغرب عن دعم المعارضه السوريه الممثله في قوى الائتلاف السوري وان هناك العشرات توجهوا بطلب للدولة السوريه لتسوية اوضاعهم.

وان الدوله السوريه ستقوم بالقريب العاجل لعقد مؤتمر وطني يجمع المعارضه الوطنيه على طاولة الحوار لإنهاء ما تعرضت له سوريا والانتصار لوحدة سوريا الجغرافيه والسياسية والاجتماعية لتسجل سوريا انتصارها على المؤامرة الكونيه التي تعرضت لها ، الغرب المتأهب لمخاطر حربه على سوريا تنشط اجهزته الامنيه في ملاحقة تلك المجموعات التي قاتلت في سوريا وأشارت في هذا الصدد صحيفة الاندبندنت البريطانيه الى أنّ "جهاز المخابرات البريطاني "أم أي 6" والذي يتمثل في تعقب المئات من المقاتلين العائدين من القتال في سوريا والعراف لفت الى انه "حوالي خمسمائة شخص من بريطانيا قد انضموا بالفعل لتنظيم "داعش"، مشيرة الى أنه "تم إضافة خمس من المجموعات المرتبطة بالقتال في سوريا ومن بينها "داعش" إلي الجماعات ألمحظورة ولفتت الصحيفة الى ان "الحكومة البريطانية بدأت في وقف تشجيع سفر المواطنين البريطانيين في مهام إنسانية إلى سوريا وذلك لوقف انضمام مزيد من البريطانيين إلى القتال في سوريا".الرئيس الامريكي ادرك حقيقة المعادله الداخليه التي تشهدها سوريا ونجاح الدوله السوريه بعقد تسويات مع المجموعات المسلحه وان تسوية مخيم اليرموك وان تسوية القابون التي باتت قاب قوسين او ادنى تشكل انتكاسه للسياسة الامريكيه الغربيه والعربيه وان الاتفاقات التي يتم التوصل اليها بين الجيش العربي السوري والمعارضه تشكل انتصار للدوله السوريه وهزيمة نكراء لامريكا والغرب وحلفائهم في المنطقه ».

ويؤكد أعضاء لجان المصالحة أن عمليات المصالحه تجري بتسهيلات كبيرة من جانب الجيش العربي السوري، سوريا مقبله على تطورات متسارعه ومتلاحقه ومتغيرات تسجل لصالح الدوله السوريه وهذا يشكل هزيمة منكره للمشروع الامريكي الصهيوني في سوريا وهذا ما دفع الرئيس الامريكي للادلاء بتصريحاته ووصفه للمعارضه السوريه بالفانتازيا ، بعد ان ادرك ما تتعرض له من مخاطر تتهدد المصالح الامريكيه والغربيه ، ويتهدد امن اسرائيل بفعل سياستها ضد الشعب الفلسطيني ، وان اندحار المشروع الامريكي الصهيوني هو اندحار للمخطط الصهيوني للهيمنه على مقدرات المنطقه وعلى امريكا ان تدرك ايضا ان اسرائيل واحلامها في الهيمنه والسيطره على المنطقه فانتازيا وهي اوهام في اوهام مما يتطلب ان تعيد امريكا سياستها في المنطقه وتعيد تحالفاتها مع اسرائيل ودعمها لاسرائيل الذي يتسبب بمخاطر تحدق بالمصالح الامريكيه الغربيه بالمنطقه العربيه.