سوريا والعراق في صلب الصراع الاقليمي الدولي .... فهل من صحوة عربيه لإنقاذ الوضع العربي

بقلم: علي ابوحبله

ما يواجهه العراق من صراع مذهبي طائفي وسيطرة داعش على الموصل وبعض المناطق في العراق وسوريا يدخل المنطقه برمتها لأتون الصراع المحوري الاقليمي والدولي ، تدرك امريكا وحلفائها خطورة المستجدات على الساحة العراقيه وحجم الاخطار التي ستنعكس على المنطقه برمتها ، امريكا التي احتلت العراق وسعت من خلال احتلالها العراق الى التشجيع على التعددية الاثنيه والعرقية والطائفية حيث خلقت مكونات متعددة ومتناحرة دينيا وعرقيا ولغويا وثقافيا ودفعت بالعراق ليعيش الصراع بين طوائفه المختلفة من خلال نظام فيدرالي يقسم العراق لثلاث اقاليم وان هذه الاقاليم تعيش صراعا فيما بينها وهي تعيش صراع نفوذ ومصالح واستحواذ لهذه المكونات بين دول الاقليم ، توجهات مسعود البر زاني تؤكد الرغبة لانفصال اقليم كردستان عن الحكومة المركزيه في العراق وإعلان اقامة دولة كردستان المستقلة بعد ان ضم كركوك لإقليم كردستان وتمت سيطرة قوات البشمركه عليها تحت ادعاءات حمايتها من سيطرة داعش التي احتلت الموصل ، رغم ان خيار الفيدراليه اقره الدستور العراقي إلا ان هناك اشكاليات تواجه الحكومة المركزيه في بغداد وان هناك ازمه حقيقيه يعيشها العراق نتيجة الصراع الذي تعيشه المنطقه ، وان صراع المحاور في المنطقه يدفع بتأجيج الصراع في سوريا والعراق ، ان الصراع بين السعوديه وإيران ينعكس على ما يشهده العراق من صراع طائفي يتهدد المنطقه برمتها ، وان محور امريكا الغرب والسعودية وتركيا وقطر حيث المصالح المشتركه التي تتعارض مع المحور الايراني السوري حزب الله المدعوم من روسيا والصين ، لقد فشل المحور الامريكي الغربي من اسقاط الدوله السوريه بفعل تماسك الشعب السوري والجيش العربي السوري الذي افشل مؤامرة تقسيم سوريا ، وان ما يشهده العراق يعد انزلاق خطير يتهدد المنطقه بتمدد قوى التطرف ليمتد ليشمل المنطقه برمتها ،

ان الخطر الذي يتهدد روسيا والصين ودول جنوب شرق اسيا مما تشهده المنطقه من صراعات دينيه ، دفع روسيا للتصريح عبر مسئوليها عن رفض روسيا لما يجري في العراق وان روسيا لن تقف مكتوفي الايدي امام مستجدات الاحداث في العراق وستدعم الامن والاستقرار في العراق وستقدم المساعدات العسكريه اللازمة للحكومة العراقيه للتصدي لخطر ما يتهدد العراق والمنطقة ، الصراع في المنطقه هو صراع محاور اقليميه ودوليه يدفع ثمنه المواطن العربي وان هذا الصراع يعد استنزاف للطاقات العربية وللإمكانيات العربية والقدرات العربيه التي تهدف لتدمير كل مقومات النهوض العربي التي تؤدي لاقتسام المصالح والنفوذ في العالم العربي من قبل المتصارعين الاقليميين والدوليين ، ان خطر ما يتهدد العراق هو باختلاف ابنائه وبعدم وجود حوار حقيقي يقود لتحقيق الوحدة العراقيه التي تحفظ للعراق وحدته الجغرافيه والوطنية ، وان سياسة الجذب واللعب على وتر الطائفيه ومحاولة دول الاقليم للاستحواذ على هذه الطائفة او تلك ضمن محاولات استغلال ذلك ضمن مسعى كل دوله من دول المحور لتحقيق اهدافها ومصالحها على حساب العراق وسوريا والمنطقة ،

الصراع الدولي بين روسيا وأمريكا هو صراع نفوذ واقتسام مصالح وان امريكا وحلفائها يسعون لترسيخ وجودهما في المنطقه من خلال اثارة الاضطرابات والنعرات الطائفيه والمذهبية وتغذيتها وان ما يجري في العراق هو صراع مصالح يدفع ثمنه الشعب العراقي وقد تؤدي الى تقسيم العراق ، ان دعم المتطرفين الاسلاميين من مختلف الجنسيات ودفعهم لأتون الصراع في العراق وسوريا ، تنعكس اثاره ونتائجه لتشمل دول الجوار العراقي ودول الاقليم والعالم بجامعه ، ادركت امريكا وحلفائها خطورة الاحداث التي تعصف بالمنطقة ، وان الدول الداعمة للإرهاب بدات تفقد السيطرة على المجموعات الارهابيه التي تدعمها وأصبحت تشكل خطرا على مشغليها ، وان السعوديه قد ابلغت وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإقناع السنه في العراق للمشاركة في حكومة الوفاق العراقيه المنوي تشكيلها ، تيقنت جميع المحاور الاقليميه المتصارعة في العراق وسوريا من خطر يتهدد الامن والسلم العالمي وانه لا بد من الوصول لاتفاق يضمن امن وسلامة المنطقه وان ذلك لا يتم إلا عبر الحوار والتوصل لتفاهمات تقود لاقتسام مصالح النفوذ في المنطقه ، والسؤال الذي يطرح نفسه اين العالم العربي من هذه التغيرات ومن حقيقة الصراع على المصالح والنفوذ على العالم العربي ، فهل من صحوة عربيه تقود لتوحيد الموقف العربي والرؤى العربية للحفاظ على المصالح الوطنيه العربيه تحفظ وحدة البلدان العربيه وتحقق الامن القومي العربي والمصالح القوميه العربية وإنهاء الصراعات الداخليه العربية ، على القيادات العربية ان تصحوا من غفوتها وتنقذ العالم العربي مما علق به من ارهاب يضرب في عمق ألامه العربية وهو بلا شك سيطال الجميع ، وعلى النظام العربي ان يعيد حساباته ويتوقف عن انخراطه بالمشروع الامريكي الصهيوني الذي يستهدف الجميع بلا استثناء ، وان مصر والسعودية مطالبه اليوم بفتح حوار بناء مع ايران والوصول الى تفاهمات لحفظ الامن والاستقرار في المنطقه لحماية المنطقه من الانزلاق الخطير للحرب المذهبيه الطائفيه ، والعمل لانقاذ ما يمكن انقاذه