العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه واستباحة الاراضي الفلسطينيه في الضفة الغربيه هو دليل في امعان اسرائيل على الاستهتار في الموقف العربي ، باعتبار ان اسرائيل غير مكترثة في القوانين والاتفاقات الدوليه وغير عابئة للالتزام بالقرارات الدوليه ، يعد عدوان اسرائيل على غزه الثالث في سلسلة الاعتداءات الاسرائيليه بعد قرار ارئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل السابق فك الارتباط عن قطاع غزه بالانسحاب الاحادي الجانب وإخضاع اهالي قطاع غزه لحصار محكم ، اسرائيل تدرك ان يدها مطلقه في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني ، وهي على يقين على عدم ملاحقتها عبر مجلس الامن او امام المحافل الدوليه نتيجة الضغوط التي تمارسها امريكا للحيلولة دون ملاحقة اسرائيل عن جرائمها المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني في ظل الصمت العربي الخاضع للاملاءات والضغوط الامريكيه ، تقرير غولدستون ادان اسرائيل بارتكاب مجازر في عدوان 2008 على قطاع غزه الذي ذهب ضحيته اكثر من 1500 شهيد فلسطيني ومئات الجرحى وطويت صفحة تقرير غولدستون بفعل الضغوط الممارسه على النظام العربي ، الهستيريا الاسرائيليه تزداد يوما عن يوم ضد الشعب الفلسطيني بكافة اشكالها وهي تستهدف الفلسطينيين في ارضهم وممتلكاتهم وفي الاعتقالات والاغتيالات وفي الحصار والتجويع دونما مساءلة من قبل المجتمع الدولي ، لعبت مصر في عدوان 2008 وعدوان 2012 دور الوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين للتوصل للتهدئة ، لكن الدور المصري بحسب التصريحات للمسئولين المصريين ان مصر لن تتدخل بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل للتهدئة بينهما ووقف العدوان على غزه ، الموقف المصري رافقته تصريحات عن مسئولين في الحكومة المصريه عن امكانية استيراد الغاز من اسرائيل علما ان هناك اتفاقية مصريه اسرائيليه تقضي بتزويد اسرائيل بالغاز لعشرات السنين المقبله وهناك تصريحات توحي بان مصر ترتبط بتحالف استراتيجي مع اسرائيل هذه التصريحات وغيرها المترافقة مع عدوان اسرائيل على قطاع غزه ، تضع القياده المصريه في احراج خاصة وان قطاع غزه يشكل عمق استراتيجي للأمن القومي المصري ، حقيقة ان هناك اصوات نشاز في مصر تؤيد العدوان الاسرائيلي على قطاع نكاية بحركة حماس وتنادي بضرب حركة حماس في قطاع غزه وان ذلك ظهر بالتصريحات عبر صفحات الفيسبوك من قبل نائبة رئيس تحرير الاهرام عزه سامي وغيرها من الاعلاميين المصريين وان بعض القنوات الاعلاميه تهلل لهذا العدوان ، بحقيقة الامر الواقع ان القياده المصريه لا يمكن ان تكون بمعزل عن ما يحدث في قطاع غزه وهي دوليا تعد مسئوله عن القطاع وأمنه استنادا لقرارات الشرعيه الدوليه ولقراري مجلس الامن 242 و338 حيث احتل في 67 وهو يخضع للوصاية المصريه ، ان الفلسطينيين يعتبرون امن مصر القومي جزء لا يتجزأ من الامن القومي الفلسطيني ، وان عدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني يجب ان لا ينعكس بما تشهده الساحة المصريه من خلافات داخليه ويجب على الجهات المسؤوله في مصر ان تدرك ان اولوية الصراع مع اسرائيل حتى لو ارتبطت مصر مع اسرائيل باتفاقية كامب ديفيد لان اطماع اسرائيل لا تنتهي الى حدود وهي اطماع توسعيه ، ان حكومة نتنياهو ناصراها وعدوانها على قطاع غزه تهدف الى احراج القياده المصريه وهي تود اختبار قوتها وفاعليتها الاقليميه والدولية ، ان حقيقة الموقف السوري الرسمي والشعبي برفضه للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزه ووقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني بالرغم مما تتعرض له سوريا من اخطار وعدوان الا ان موقفها لا يتغير من اولوية الصراع مع اسرائيل وبدعمها لقوى المقاومه رغم اختلافها مع حركة حماس ورغم موقف حركة حماس من احداث سوريا ، العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه هو استهداف للامه العربية التي تعاني من التمزق والخلافات فيما بينها وتعاني من الاقتتال والإرهاب بفعل المخطط الامريكي الصهيوني الذي يستهدف تمزيق وحدة العرب وتقسيم الدول العربية وإبعادها عن اولوية قضاياها الوطنيه والاقليميه والدولية وإشغالها بالصراعات الداخليه والفتنه المذهبيه الطائفيه والعرقية ضمن المسعى الامريكي لتامين امن اسرائيل ، ان جريمة اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وقيام المستوطنين بخطف وقتل وحرق جثة الفتى الفلسطيني محمد ابوخضير هذه الجريمة البشعة ان مرت دون عقاب ومساءلة ومحاكمة المسئولين الاسرائيليين امام محكمة الجنايات الدوليه فان جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ستستمر ، ان ألامه العربية مطالبه بالتحرك في مختلف الساحات والميادين لدعم الموقف الفلسطيني ومساندته وذلك من اجل اشعار امريكا والكيان الاسرائيلي الغاصب للأرض والحقوق الوطنيه الفلسطينيه بان ألامه العربية ما زالت ترى ان اولوية صراعها مع اسرائيل وليس صراعها باقتتالها بعضها ببعض ، على القياده المصريه ان تأخذ موقعها القومي وان تعيد حضورها العربي بالوقوف لجانب الفلسطينيين لوقف العدوان الاسرائيلي ، لان هذا العدوان القصد منه احراج القياده المصريه امام شعبها وأمام العرب جميعا ، وان الرد المصري على العدوان الاسرائيلي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينيه هو بالموقف المصري الملتزم بالقضايا القوميه العربية ، ان الجامعه العربية والتي خبرها الفلسطينيون والعرب عاجزة عن اخذ دورها في حماية المصالح العربية وفي الدفاع عن القضية الفلسطينيه وحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الاسرائيلي واستمرارية الاحتلال الاسرائيلي وهي عجزت عن رفع الحصار عن قطاع غزه وهي من عملت على تشريع احتلال العراق وتدخل حلف الناتو في ليبيا وهي من دفعت وشرعنت للتدخل في سوريا وليس بمقدورها القيام بدورها لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه، لتبادر القياده المصريه لتعيد لمصر موقعها الاقليمي وتعيد للجامعة العربيه اهميتها وقدرتها على حماية المصالح العربية والدفاع عن القضية الفلسطينيه ، عدوان اسرائيل على قطاع غزه غير مبرر ، وان تدخل حكومة نتنياهو بالشان الفلسطيني والاشتراطات الاسرائيليه على القياده الفلسطينيه لحل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني وإنهاء المصالحه مع حماس امر مرفوض فلسطينيا لان الشعب الفلسطيني موحد جميعه في مواجهة العدوان الاسرائيلي وهو يقف في وجه هذا العدوان ، الذي يتطلب من جميع الانظمه العربية ان تعيد حساباتها وإستراتجيتها وعلاقاتها مع اسرائيل التي تستهدف ألامه العربية وتستهدف الصمود الفلسطيني وتسعى لتكريس مفهوم يهودية الدوله والتي تعد خطرا داهما على الامن القومي العربي.