بداية لا بد من توجيه التحية لكل السواعد المقاومة والمقاتلة في قطاع غزة بغض النظر عن إنتماءاتها السياسية والحزبية،فالجميع مستهدف وواجب الجميع التصدي والرد،والإحتلال يشن عدواناً همجياً بربرياً على شعبنا في قطاع غزة حصيلته ما يقارب مئتي شهيد وأكثر من ألف ومائتي جريح،أغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين،وهذا العدوان يفترض أن يوحد كل ألوان طيفنا السياسي على اختلاف مشاربه السياسية ومنابته الفكرية،وخصوصاً في الخطاب والعمل الإعلامي،وكذلك في الميدان والسياسة،وفي هذا الإطار لا بد من أسجل تقدير العالي لقائد حركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح الذي في خطاباته ورسائله ومقابلاته يغلب الوطني على الفئوي والحزبي،ورغم الدور البارز الذي تلعبه حركة الجهاد الإسلامي في المجابهة والتصدي للعدوان الصهيوني على القطاع،لم يتحدث عن هذا الدور وكم صاروخاً أو قذيفة أطلقت الجهاد الإسلامي على مدن الداخل الفلسطيني المحتلة،وكذلك اكد على ان العدوان،هو عدوان على الشعب الفلسطيني،وليس على فصيل بحد ذاته او عينه،وفي المقابل نجد بأن الحرب على قطاع غزة لم توحدنا في المجال السياسي،من حيث الأولوية لتوحيد كل جهودنا وطاقاتنا كشعب فلسطيني وكحكومة "وفاق" وطني من اجل وقف العدوان والحرب الهمجية على قطاع غزة،ومن اجل فضح وتعرية ما يرتكبه الإحتلال من جرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا الفلسطيني،وكان لافتاً على هذا الصعيد قصور سفاراتنا وممثلياتنا في الخارج وكذلك الدور الباهت لوزارة الخارجية وأيضاً اداء السلطة لم يكن كما يجب،بل بعض التصريحات للعديد من المسؤولين الفلسطينيين حول العدوان على قطاع غزة،كانت على يمين تصريحات العديد من قادة الدول الأجنبية وكأنهم وسطاء وليسوا جزءاً من الشعب الفلسطيني،ولعل موقف مندوب السلطة الفلسطينية في هيئة الأمم المتحدة،بحاجة الى مسائلة جادة،ومن ثم العمل على إقصائه اذا ما ثبت صحة التصريحات المنسوبة إليه،فنحن لسنا بحاجة لمثل هذه الشخوص التي تخلق قهراً عند المواطن الفلسطيني،وتشعره بأن من يجب ان يكون مندوب فلسطين لا يتحدث باسم فلسطين،او الشخوص امثال جمال نزال الناطق باسم حركة فتح في اوروبا والتي فعلت خيراً اللجنة المركزية بوقفه عن العمل وتجميده،وكذلك أحد المحسوبين على حركة حماس ويغرد باسمها ويدير مركز ابحاث او اعلام في لندن ابراهيم حمامي والذي لا يجيد سوى عبارات التخوين والتكفير ويرى بأن حركته وحركة الإخوان المسلمين مالكتا الحقيقة المطلقة وما دونهما رجس من عمل الشيطان،فحماس تفعل خيراً إن تخلصت منه،وبالمقابل وجدنا أن هناك تسابقاً على الكسب الذاتي على حساب دماء وتضحيات شعبنا الفلسطيني،وأي قرار بالموافقة على الهدنة او التهدئة،يجب ان يكون قراراً جماعياً ولا ينفرد به طرف دون آخر،ولذلك كان الخطاب الإعلامي غير موحداً،بل كان في العديد من الأحيان مفرقاً ومنفراً وليس موحداً وجامعاً على المستويين السياسي والميداني،وبما يشعرك بأنه لا وجود لحكومة وفاق وطني او إنهاء للإنقسام،إلا في تصريحات المجاملة والدجل والنفاق،ولكن عمليات التحريض والطعن والتشكيك والقدح،إستمرت على أشدها،بل ربما كانت أقصى من قبل مرحلة العدوان على قطاع غزة.
وفي المتابعة والتغطية والموضوعية الإعلامية،تجد بأن فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس الأكثر فئوية،وهي تختزل مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده في حركة حماس،فالشعب حماس وحماس هي الشعب الفلسطيني،ولا تجد فيها أي مقابلات او لقاءات خارج إطار من يصفقون ويهللون ويمتدحون حماس،وكذلك هو تلفزيون فلسطين والذي تغطيته للعدوان على قطاع غزة لم تكن بالمستوى المطلوب،وفي الوقت الذي كانت فيه القنوات الفضائية غير الفلسطينية تبث وتتابع أخبار العدوان على غزة،لم يكن الخبر او أنباء العدوان قد وصلت لتلفزيون فلسطين،وفي إطار التغطية والمقابلات واللقاءات تجد في الغالب نفس الوجوه مكرره.
في حين تجد بأن هناك تغطية ومتابعات إعلامية تتسم بقدر عال من الموضوعية من قبل فضائيتي فلسطين اليوم والميادين،فهي مفتوحة لكل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،وتنقل الأخبار لكل فصائل العمل الوطني والإسلامي وتجري المقابلات واللقاءات مع مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،وتتيح لها حرية التعبير عن رأيها ووجهة نظرها.
وفي إطار صحافتنا المقروءة تجد بأن جريدة القدس اكثر موضوعية في التغطية والنقل للعدوان على قطاع غزة.
إن عمليات الخصخصة للمقاومة والإعلام في إطار الحرب والعدوان على قطاع غزة وغيرها من شأنها ان تحلق الضرر بقضيتنا وبمقاومتنا،ونحن لا نقول بأنه ليس من حق الفصائل ان تعبر عن مواقفها ورؤيتها السياسية،ولكن كل المواقف يجب ان تصب في خدمة القضية والهدف العام،وبما يعزز وحدة ولحمة شعبنا،وليس التفرقة والإنقسام.
وانه يجب ان لا تجري عملية إستثمار خاص لتضحيات والآلام شعبنا ومعانياته،فمن شأن ذلك ان يزيد من حالة الإحباط وفقدان الثقة في صفوف شعبنا،بدلاً من تعزيزها،فما يتحقق في المقاومة والميدان،يجب ان يكون خادماً للسياسة وأية عملية تفاوضية مع العدو،وما يقوم به البعض من تقزيم وتشكيك بخيار ونهج المقاومة،من شأن ذلك فقط تعميق حالة الإنقسام،وتقديم خدمة مجانية للإحتلال،لكي يزيد من حدة قمعه وإذلاله لشعبنا الفلسطيني.
في العدوان والحرب الهمجية على شعبنا،علينا ان نؤجل كل خلافاتنا ونترفع عن المهاترات والمناكفات،وان نرتقي جميعاً الى مستوى المسؤولية والتحدي،فالعدوان على شعب بأكمله وليس فصيل بعينه او بحد ذاته،وأي خسارة او هزيمة للمقاومة في غزة،هي خسارة وهزيمة للشعب الفلسطيني،ولعلنا نذكر جيداً بعدما شاركت جيوش العربان مع التحالف الأطلسي في العدوان وغزو العراق،تحت ما يسمى بحلف حفر الباطن،فبعد الحرب وإنعقاد مؤتمر مدريد،قال وزير الخارجية الأمريكي أنذاك بيكر لوزير الخارجية السوري الذي طالبه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنسحاب اسرائيل من الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة،لقد هزمتم في الحرب والمهزوم لا يفرض شروطه.
ونحن علينا أن نعي بأن هزيمة المقاومة في غزة،ستجعل امريكا واسرائيل يفرضون علينا المزيد من الشروط،فهل نعي ذلك؟؟؟.
القدس المحتلة- فلسطين
15/7/2014
0524533879
[email protected]