فيما تتفاعل الجهود الخجلة في العديد من العواصم العربية والدولية كالقاهرة , والدوحة , وانقرة والبحرين ويتم دعم هذه الجهود والحركات دوليا من قبل فرنسا والولايات المتحدة والامم المتحدة وايطاليا واسبانيا, تواصل الدبابات والطائرات الاسرائيلية دك المناطق المدنية في احياء عديدة من قطاع غزة بالقذائف والصواريخ , الشجاعية من اكثر الاحياء اكتظاظا بالسكان في غزة كانت مسرح لانتقام اسرائيل التي ارتكبت فيها مجزرة طالت العديد من الاطفال و النساء والمسنين المدنيين ,نسفت البيوت بقذائف الدبابات ,دمرت الشوارع , فعلت كل ما يمكن فعله من جرائم الحرب , فيما تتصدي المقاومة الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني الى هذه الحرب التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقول عنها أنها متكافئة أو حرب متعادلة أو حتى حرب نظيفة كما يحاول أن يصورها الاحتلال الاسرائيلي أمام دول العالم ويدعي أنه يدافع عن اسرائيل, كل هذا يحدث والعالم يشاهد ويسمع ويحلل ويفسر الاجرام والارهاب الاسرائيلي ويحاول بخجل وعلى استحياء بذل جهود خافتة لوقف اطلاق النار على الارض وإعادة الهدوء الى الساحة الفلسطينية ووقف شلال الدم الذي تسفحه اسرائيل بطائراتها ودباباتها وكل ما تملك من ادوات امريكية الصنع.
لم تتمكن تلك الجهود حتى هذه اللحظة والمستمرة منذ اكثر من اسبوع من التوصل الى صيغة معينة تقبلها الاطراف لان هناك كتلتين تعملان على الارض لإيجاد صيغة لوقف الموت والدمار على الشعب الفلسطيني , هناك كتلة تقودها تركيا قطر وكتلة سبقت هذا التحرك تقودها مصر وهذا ادخلنا في حسابات اقليمية لمحاولة نزع قيادة المنطقة العربية وتولى دور مؤثر فيها دون الاكتراث للدم الفلسطيني النازف في غزة وحتى الخارطة الجديدة التي ترسمها اسرائيل بألتها الحربية , قطر تتحرك بمبادرة جديدة لا تبتعد كثيرا عن المبادرة المصرية وتحشد معها جهود انقرة الغير مقبولة على الاطلاق مصريا, ومصر تتحرك بمبادرتها التي رفضتها المقاومة لأنها لم تنسق معها منذ البداية وتحاول مع الإسرائيليين التحسين في شروطها دون امل في خروج هذه المبادرة للنور ليقف الشلال النازف والجريمة المستمرة على غزة ويعود الهدوء والامن والاستقرار ليعيش شعب غزة وكافة الفلسطينيين كباقي شعوب العالم تنمو وتتطور لكن حتى الان دون تقدم ايجابي بسبب وجود صراع عربي دولي حول هذه القضية يهدف عدم انجاح الجهود المصرية من طرف وعدم انجاح الجهود القطرية التركية من طرف اخر ليستمر الهجوم على غزة حتى تحقق اسرائيل ما تهدف الية من وراء حربها المجنونة التدميرية .
قبل ايام اعلنت اسرائيل انها تقبل بالدور المصري في فرض التهدئة دون الدور القطري بالعودة الى اتفاق التهدئة 2012 دون جدية في هذا القبول, إلا أن المقاومة الفلسطينية لن تعود الى التهدئة مقابل التهدئة بأي ثمن لأنها تكون بذلك قد خسرت المعركة ,وهنا باتت كل محاولات مصر وحراكاها وحشدها جامعة الدول العربية والامم المتحدة واسبانيا وفرنسا وايطاليا تدور دون قبول فعلى من اسرائيل ببعض شروط المقاومة وهى رفع الحصار عن غزة وتعمل على الارض و ترفض حتى الان أي حديث عن رفع الحصار عن غزة قبل تدمير سلاح المقاومة و مصادرة كافة صواريخها , قطر ايضا تحاول من طرفها ومعها تركيا وبعض الدول المركزية تحسين مبادرتها التي لم تسلم حتي اللحظة لإسرائيل أو حتى المقاومة لكن تم نشر بنودها التي تتحدث عن وقف متبادل لإطلاق النار و رفع الحصار عن غزة من خلال فتح المعابر وادخال السلع ومواد البناء الى غزة وتوقف حماس والمقاومة عملياتها العسكرية ضد اسرائيل لمدة 10 سنوات وتسمح اسرائيل بالصيد في بحر غزة لمسافة 10 كيلو متر وتفرج اسرائيل عن اسري صفقة شاليط الذي اعتقلوا خلال الحملة الاخيرة على الضفة الغربية على أن يكون الضامن لهذه التهدئة واشنطن وليس مصر الا أن واشنطن رفضت اعتماد المشروع القطري وأجرت مفاوضات مكثفة لاعتماد الورقة المصرية دون أن تري النور هذه الورقة .
الرئيس ابو مازن منذ اللحظة الاولى للعدوان أجري اتصالات مكثفة مع واشنطن وبريطانيا و الرباعية الدولية ومصر والامم المتحدة ومنذ اكثر من اسبوع وهو يدور على العواصم العربية لوقف لإيجاد صيغة تحفظ دماء الفلسطينيين وتوقف هذا العدوان دون جدوي وخاصة أن موقف المقاومة الفلسطينية من الهدنه وشروطها بدت متواضعة جدا واقل من المستوي المطلوب, و يبدو ان الرئيس ابو مازن يحاول أن ينسق مع كل الفاعلين الاقليمين والدوليين على أمل أن يصل كيري الى المنطقة ليضغط على تل ابيب لوقف هذه الحرب المجنونة الا أن كيري اجل قدومه للمنطقة للمرة الثانية وهذا يفهم على أنه ترك اسرائيل تنفذ مخططاتها عبر العملية العسكرية وتحقق جل اهدافها ,لم يحن الوقت لوقف الدم النازف في غزة والجريمة التي ترتكب بحق المدنيين منذ اكثر من اسبوعين حتي الان بعيدا عن الحسابات الاقليمية التي تعلوا فوق الدم الفلسطيني واهات الشعب الفلسطيني وعذاباته وحقوقه الادمية , قطر ولا تركيا ولا حتى مصر يستطيعوا وقف النار و وقف الجريمة على غزة واجبار اسرائيل الامتثال للحق الفلسطيني دون حسابات اقليمية, ودون العلو على المصالح الاقليمية والتحالفات المخيفة , وبالتالي لا يستطيعوا ان يتوحدوا مع الفلسطينيين في معركتهم على الاقل باعتماد مبادرة واحدة تجمع الكل العربي والدولي ليضغط على اسرائيل قبولها وقف حربها المجنونة التي يدفع ثمنها الفلسطينيين دم وارواح و اجساد اطفال ونساء ورجال مسنين ابرياء.
[email protected]