أسرعت في الرحيل شاعرنا الكبير سميح القاسم في وقت نحن ما احوجنا فيه إليك...نحن نريدك ان تخط لنا بيان وقصيدة النصر ...في غزة تقدموا تقدموا هاماتكم مرفوعة...تقدموا تقدموا نحو أقصاكم نحو قدسكم ....تقدموا تقدموا نحو الرامة وحيفا والجليل.
بالأمس غيب الموت قسراً شاعرنا الكبير سميح القاسم،واحد من المع شعراء المقاومة الفلسطينية،واحد ممن تركه بصماته على مملكة الشعر ليس على المستوى الفلسطيني فقط،بل وعربياً وعالمياً...وجماهير شعبنا وأطفاله هو من وضع وخط لهم نشيد الانتفاضة ستبقى تردد اشعاره وتغنيها وتحفظها عن ظهر قلب مع كل حجر ترميه على جنود الإحتلال ومستوطنيه او تحد للمحتل الغاصب...."يموت منا الطفل والشيخ ولا نستسلم" "وتسقط الأم فوق أبنائها القتلى ولا تستسلم"....هذا هو شعبنا يا سميح انت ودرويش وزياد وراشد حسين وسالم جبران والقائمة تطول من مبدعي الشعر والقصيدة،فانت يا سميح لم تكن فقط تقاوم بالشعر والقصيدة والكلمة،بل كنت من طلائع وراد شعراء المقاومة ومن رفضوا الخدمة في جيش الإحتلال،وتشكيل اللجان العربية الدرزية لرفض الخدمة في ذلك الجيش الذي يغتصب وطنك ويقتل أبناء شعبك،تعرضت للسجن والإقامة الجبرية بسبب أشعارك ومواقفك ونضالاتك الوطنية والقومية،ولكن رغم كل ذلك بقيت تقاوم،وحتى المرض اللئيم قاومته والموت المخيف لم تهابه ولم تخافه،نام قرير العين فانت حي فينا كما هم رفاق دربك كنفاني وزياد ودرويش وابو شرار وكمال ناصر ومعين بسيسو وسالم جبران والقائمة تطول وتطول..
وبالأمس أيضاً حاول الإحتلال في عملية جبانة،وفي خرق واضح للتهدئة إغتيال وزير الدفاع الفلسطيني...وزير المقاومة أو رمزها وقائدها بإمتياز،فهي تليق به هو ليس من طلاب الوزارات او المناصب،وليس من واضعي عروض وبلاغة الحياة مفاوضات في كتب،بل المفاوضات تتحدد نتائجها في الميادين والمعارك،والمفاوضات غير المدعومة بالمقاومة والصمود، تصبح نوع من الفنتازيا والتحشيش الفكر وتصبح كذلك عبئاً على صاحبها،ناهيك عن ما تخلقه من إحباط ويأس في صفوف الجماهير التي ملت من عبثيتها،وعدم تحقيقها لأي نتيجة ايجابية لشعبنا.
ضيف القائد العام لكتائب القسام،هو من يريد ان يصنع فجر لحرية شعب مقاوم،أدرك بأن هذا العدو لا يقدم أية تنازلات بالمجان،عدو قيادته مشبعة بالعنصرية والتطرف،ومصابة بالعنجهية وغرور القوة،وهي لا تعترف بوجود شعبنا ولا حتى حقه في البقاء والوجود،تريد أن تقصيه عن أرضه،وان يبتلعه البحر،تريد ان تنحر مقاومته،تريد ان تصفي كل ما يمت للمقاومة بصلة بشر وسلاح وبنى تحتية وأجنحة عسكرية وغيرها.
ضيف لو كان ينظّر للتفاوض من اجل التفاوض،لما تعرض هو او غيره للتصفية او الإغتيال،والخطر الكامن والماثل في ضيف وغيره،انه يريد ان يبني ويزرع في وجدان وضمير وذاكرة ووعي شعبنا فكر وثقافة ونهج مقاومة،وهذا النهج والخيار ليس مطلوب لا اسرائيلياً ولا امريكياً ولا اوروربياً ولا حتى عند اغلب العربان من مشيخات النفط والكاز وغيرها.
خمسة رؤوساء سابقين للشاباك الصهيوني حاولوا إغتيالك،فهم يدركون ما تمثل وما هو وزنك ودورك في بناء وتطوير المقاومة،تلك المقاومة التي يحاول الإحتلال أن يلغيها من قاموس شعبنا،وبأن طريقها ونهجها وخيارها لن يجدي نفعاً لشعبنا،ولذلك كانت سياسة الإحتلال قائمة على الردع وإغتيال وتصفية كل مقاوم،أو إعتقاله لسنوات طويلة.
بالأمس حاولوا إغتيالك،ولكنهم فشلوا،وليستشهد في العملية زوجتك وابنك،ورغم هذه الخسارة الكبيرة لك بفقدانهم على المستوى الشخصي والأسري،ولنا كشعب فلسطيني،فانت رجل مضحي وقائد تحتسبهم شهداء للوطن والقضية كبقية الشهداء من مقاومي وجماهير أبناء شعبنا.
هذه هي القيادات الحقيقية لشعبنا تدفع ثمن القيادة دماً منهم من يدفع حياته ومنهم من يقدم أبناءه ومنهم من يقدم اسرته..ومنهم من يؤسر لسنوات طويلة خلف القضبان.....هؤلاء شعراء وكتاب ورجال فكر وإعلام، وتلك قيادات مناضلة عسكرية وسياسية وجماهيرية سيبقى شعبنا يردد ويحفظ أشعارها ومقولاتها طالما لم تغيب الشمس عن الأرض .
الكلمة والقرار فقط لمن يعمد النضال والحرية بالدم والنار،ولمن يبقى لآخر نبضة في عروقه يقاوم ويقاوم ولا يساوم،ولا اظن بأن شعباً انجب مثل هؤلاء القادة والشعراء والكتاب والمفكرين،يتخلى عنهم وعن تاريخهم ونضالاتهم وتضحياتهم،فشعبنا سيكون وفياً لمن ضحوا وناضلوا من اجله بالكلمة والطلقة والحجر والمقاطعة والفكر...الخ.
فلروحك شعارنا الكبير سميح القاسم ألف سلام،فأنت حي فينا،في ذاكرتنا،في وعينا،في كتبنا ودفاترنا ونصوصنا،وللضيف ألف سلام لروح زوجته وإبنه،وله ولكل من يحمل هموم شعبنا ومشروعنا الوطني،ويدافعون عن نهج وخيار وثقافة المقاومة ألف تحية وسلام.
القدس المحتلة –فلسطين
20/8/2014
0524533879
[email protected]