الصراع الاقليمي الذي تشهده المنطقه لا يخدم القضية الفلسطينيه ، وان محاولات البعض لاستغلال القضية الفلسطينيه لخدمة مصالح اقليميه هو ضمن سياسة الاستحواذ والهيمنة في الاستفراد في القضية الفلسطينيه لما تشكله القضية الفلسطينيه من اهمية اقليميه ودوليه ، هناك صراع محاور اقليميه وتجاذب اقليمي وهذا ينعكس سلبا على القضية الفلسطينيه ، العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزه واستمرار العدوان الذي مضى عليه ما يقارب 47 يوما يدفع شعبنا الفلسطيني ثمن التجاذب الاقليمي والصراع الاقليمي الذي تعيشه المنطقه ضمن محاولات الاستحواذ والاستفراد بالملف الفلسطيني ، هناك ثلاث محاور اقليميه في المنطقه تتمثل في محور الممانعة والمقاومة ويتمثل في ايران وسوريا وقوى المقاومه ، والمحور التركي القطري ، ومحور مصر السعوديه وبعض دول الخليج العربي ، وان الصراع بين هذه المحاور لجهة محاولات الاستقطاب لبعض القوى في المنطقه حيث يعد المحور القطري التركي الداعم للحركات الاسلاميه وبخاصة لجهة الاخوان المسلمين وتيارات اسلاميه تحت مسميات عده ، يقف المحور التركي القطري في مناكفة المحور المصري السعودي ، دخلت القضية الفلسطينيه منعطف الصراع الاقليمي المحوري ضمن المسعى التركي القطري للدخول على خط الوساطة تحت مسمى وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه ، وذلك في مواجهة المبادرة المصريه للتهدئة ، وسارعت تركيا وقطر للمبادرة لعقد مؤتمر دولي مصغر في باريس لأجل سحب البساط من تحت ارجل المصريين والسعوديين لأجل افشال المبادرة المصريه وسحب الملف الفلسطيني من ايدي المصريين ، وسارعت ايران لدعمها للمبادرة المصريه وضغطت من اجل التعامل مع المبادرة المصريه للحيلولة دون المس بسلاح المقاومه وكل ذلك ضمن عملية الصراع المحوري في الاستحواذ على ملفات اقليميه تتعلق بالصراع الاقليمي ، ترتبط تركيا وقطر بعلاقات تحالف مع امريكا وإسرائيل ، وان تركيا وقطر لهما دور في الصراع على سوريا ، وان الدور التركي هو الدور الحاضن والداعم للمجموعات الارهابيه ضد سوريا ، وان مصر التي تربطها معاهدة سلام مع اسرائيل تشوب علاقاتها بعض المنغصات مع الولايات المتحدة بفعل ما تعتبره امريكا انقلاب على حكم حركة الاخوان المسلمين بعد ثورة الثلاثين من يناير 2013، علاقات تركيا في مصر يشوبها شوائب كثيرة تصل لحد القطيعه ، ابدت تركيا مواقف ضد اسرائيل في عدوانها على غزه وأعلنت عن انها ستسير قافلة مساعدات الى غزه بحماية الاسطول التركي ثم اعلنت عن استعدادها لتسيير سفينة محوله بطوربينات لإنتاج الكهرباء لتزويد قطاع غزه بالكهرباء نتيجة قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي ضرب محطة التوليد الكهربائي في قطاع غزه لتزويد القطاع بالكهرباء وبقي كل ذلك تصريحات ليس إلا وهي تصريحات كانت من باب المناكفه والمزا وده على الموقف المصري من اغلاق معبر رفح ، ان السياسة التركية تسعى لتحقيق مصالحها وحلفائها في المنطقه وهي تهدف للاستحواذ على مصالح سياسيه واقتصاديه في المنطقه ، ان تركيا اردغان توظف الاسلام كأداة وظيفية لا كعقيدة ايمانيه تسعى حقيقة لتطبيق الشريعة الاسلاميه وان الاسلام هو غطاء سياسي للسياسة الاردغانيه ، ان السياسة الاردغانيه في معاداتها للعرب انما تهدف من وراء تآمرها على سوريا تفكيك الدوله السوريه ويهدف الى تفكيك قوى المقاومه خدمة لأهداف امريكا وإسرائيل والتي تقود في النهاية لتجسيد دور لتركيا في المنطقه واقتسام مصالح النفوذ مع اسرائيل ، ان التحالف الاستراتيجي بين تركيا وكل من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكيه ليؤكد حقيقة التآمر على سوريا وزيف الادعاء بالإمساك بالورقة الفلسطينيه لصالح القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني ، لم نلمس موقف تركي جاد لثني اسرائيل عن تهويد القدس ومحاولات تهويد المسجد الاقصى ، لم نلمس تغير للدور التركي في حلف شمال الاطلسي منذ ان انضمت اليه تركيا عام 1952 ، لا بل ان تركيا اردغان وظفت وجودها عضوا في الحلف الاطلسي للتأليب على سوريا ودعت اعضاء حلف الاطلسي للاجتماع عقب سقوط الطائرة التركية لأجل تدخل حلف الاطلسي ضد سوريا وتم نصب صواريخ الباتريوت على الحدود السوريه التركية ، ان سياسة حزب العدالة والتنمية التركي لم يخرج تركيا من ولائها للغرب ولم يغير في السياسة الخارجية التركية بل ان تركيا منغمسة في التورط في المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد وهي تؤدي دورها المرسوم في المنطقه وفق المخطط المرسوم لدور اردغان الذي يترأس حزب العدالة والتنمية الاسلامي ، لا يمكن فصل السياسة التركية الخارجية عن دورها المرسوم لها في حلف شمال الاطلسي وهذا ما يؤكد ان تركيا تحاول الاستحواذ على الملف الفلسطيني لغايات تهدف لخدمة المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقه ، يقول عبد الحميد بالجى، الكاتب الإسلامى التركى فى صحيفة زمان ألتركية حالت دون أن يتحول الأطلسى إلى تحالف صليبي تركيا بمشاركتها مثلا فى حرب أفغانستان لم تكن ترشد الأطلسيين إلى حساسيات المجتمع الإسلامى ليتفادوا إثارة النعرات.. بل على العكس كانت الغطاء الذى يمرر تجاوزات الأطلسيين هناك.كم من مرة ارتكب جنود الأطلسي عمليات قتل للمدنيين واغتصاب للفتيات وتدنيس للمقدسات وانتهاك الحرمات والأخلاق ألم يكن هذا كله وتركيا جزء من الوجود الأطلسى فى أفغانستان وماذا فعلت حكومة حزب العدالة والتنمية لكى تحول دون هذه ألانتهاكات وأى موقف اتخذته استنكارا على الأقل؟إن السياسة التركية انقلبت على نفسها فى السنة الأخيرة 180 درجة -يقول الخبراء العالمون بالشأن التركي وباتت إيران وروسيا العدوين ألأولين هكذا يكتب العلمانى مراد يتكين مثلا فى صحيفة «راديكال»، قائلا إن «انتقال إدارة الرادارات فى ملاطية من يد الولايات المتحدة إلى يد الأطلسى سيقوى وضع تركيا فى مواجهة إيران وروسيا ويرى أن الغرب ينتظر من تركيا أن تستعيد علاقاتها الطبيعية مع إسرائيل وقبرص أليونانية وحتى أرمينيا.وفى المحصلة -يقول محمد نور الدين فى مقالة كلما ازداد دور تركيا داخل حلف شمال الأطلسى تبعية ابتعدت أكثر عن حساسيات الشارع فى العالم الإسلامى وقلّت مصداقيتها طبعا إلا لدى إسلاميينا وبعض نخبتنا ألتابعة شديدة ألسطحية الذين يركزون على القشرة الخارجية (لتركيا أردوغان) ولا يبحثون عن اللب والجوهر.تركيا بتحالفاتها مع اسرائيل وتبعية سياستها لأمريكا تفتقد للاستقلالية في قرارها وموقفها تركيا بلد يتبع السياسة الامريكيه ، يوجد في تركيا ستة وعشرين قاعدة عسكريه بالإضافة الى مراكز الرصد والإنذار المبكّر ومراكز الاتصالات اللاسلكية وقواعد التجسس وجمع ألمعلومات وكذلك التسهيلات البحرية فى أهم الموانى التركية. ولقد عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية بحيث أصبحت تمتلك أكبر قوة برية تقليدية (غير نووية) بعد ألمانيا الغربية السابقة فى حلف الناتو. ، بموجب الاتفاقات والمعاهدات بين امريكا وتركيا يسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الأقطار العربية والدول المجاورة وأفريقيا كما يمنحها عديدا من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الأطلسى ويجعلها قادرة على تركيز وسائط الرصد والإنذار المبكر ومحطات التجسس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار وبخاصة سوريا حيث تشكل تركيا قاعدة التآمر المتقدمه على سوريا ، ، تركيا هذه هى أول بلد إسلامى فى العالم تعترف بإسرائيل (28 مارس 1949 ) تحتفظ اليوم بعلاقات استراتجيه مع الكيان الاسرائيلي ، لعبت تركيا دور في معاداتها للعرب فلقد انضمت إلى حلف بغداد المعادى لمصر عبد الناصر عام 1955 وأيدت العدوان الثلاثى على مصر عام .1956 والتدخل الأمريكى فى لبنان ونشر قوتها على الحدود العراقية للتدخل فى إسقاط ثورة 14 يوليو 1958 إضافة إلى تلويحها المستمر بقطع المياه عنه أو تخفيض حصة سوريا والعراق من المياه وإنشاء السدود والخزانات لإلحاق الضرر بالزراعة فى العراق وسوريا. وانتهاكها المستمر لحرمة الأراضى العراقية منذ عام 1991 ولحد الآن بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستانى التركى (P.K.K) مستغلة الأوضاع الشاذة فى شمالى العراق، وتتعاون بقوة مع أمريكا والكيان الصهيونى فى مجال التصنيع العسكرى للصواريخ وشبكات الليزر التكتيكية المضادة للصواريخ والتى تحمل اسم «نويتلوس» وهى شبكة تم نشرها فى أواخر عام 1997 وثمة اتفاقات عديدة بين تركيا والكيان الصهيونى على إنتاج صاروخ بوياى (جو أرض) الذى تنتجه تركيا لصالح الكيان الصهيونى، فى 1958، وقّع دافيد بن جوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون ضدّ التطرف ونفوذ الاتحاد السوفييتى فى الشرق الأوسط. وفى 1986 عينت الحكومة التركية سفيرا كقائم بالأعمال فى تل أبيب. وفى 1991، تبادلت الحكومتان السفراء وفى فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكرى. وقد وقع رئيس الأركان التركى جفيق بير على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، منها «تدريب عروس البحر»، وهى تدريبات بحرية بدأت فى يناير 1998، ثم تدريبات مع القوات الجوية، كما يوجد عدة آلاف من المستشارين العسكريين الإسرائيليين فى القوات المسلحة التركية..هناك 60 معاهدة سارية المفعول للتعاون المشترك في قضايا الأمن والعسكر. والمعاهدات المذكورة تتعلق بعدة صفقات أسلحة وخدمات تبيعها إسرائيل إلى تركيا، بموجب الاتفاقات والتحالف التركي الاسرائيلي هناك تدريبات مشتركة بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والجيش التركي ، على القتال، جوا وبحرا وبرا، وتدريبات مشتركة على الإنقاذ وتزويد الجيش التركي بأجهزة اتصال ذات تقنية إلكترونية حديثة، تبادل المعلومات في مجال الأمن وغيرها. هناك علاقات تحالف استراتيجي بين البلدين وتجمعهما مصالح مشتركة ، ان تركيا تتخذ من القضيه الفلسطينيه ذريعه ضمن محاولات تحقيق الاهداف الاستراتجيه التي تجمع تركيا في اسرائيل وفي محاولة استغلال القضيه الفلسطينيه لمصالح تركيه ، كما ان تركيا تعمل على احتواء قوى المقاومه لتجريدها من قوتها العسكريه ضمن محاولات خدمة اسرائيل ، وان مؤتمر باريس الذي عقد بحضور تركيا وقطر هو لهدف تجريد قوى المقاومه من السلاح وان اسرائيل حاولت ذلك ، ان خطورة التجاذب الاقليمي ينعكس سلبا على القضيه الفلسطينيه وان هذا التجاذب يخدم اهداف اسرائيل في العدوان ويخدم السياسه الامريكيه التي تتلاعب بالقضيه الفلسطينيه من خلال صراع المحاور ، وهذا ما يدعونا للقول ان الفلسطينيين بحاجة لدعم الجميع الذي عليهم دعم الموقف الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي وانهاء الاحتلال بعيدا عن صراع المحاور والتجاذب الاقليمي الذي يدخل القضيه الفلسطينيه لنفق مظلم وان التحالف التركي الاسرائيلي لا يخدم القضيه الفلسطينيه بقدر ما يخدم التحالف التركي الاسرائيلي