مدرب كرة قدم لو فشل مرتين أو مرة في تحقيق الانتصار لفريقه وحصاد الدوري أو الكأس ، فانه يخجل ويستقيل ليترك المجال لمدرب أخر يعيد ترتيب الفريق كي يصل للنجاح ،
ولو فشل مدرب في تحقيق فوز لفريق الناشئين فيتم إقالته أو استقالته واستبداله بأخر ، ولا يتم ترقيته لتدريب الفريق الأول لأنه فشل بتدريب الناشئين ، هذا قانون الرياضة والأندية والفرق الرياضية لا تُبقي علي مدرب فشل ولو حقق سابقا مئات الانجازات ، فحينما يتراجع في تحقيق الفوز يتم التراجع عن استمراره في قيادة الفريق ،
أما في حركة فتح تنظيمنا الذي نعشق ونتمنى لها التقدم والنصر ولو كان الثمن من دمنا ، فالمعادلة تختلف ، فمن يفشل في انتخابات منطقة يتم ترقيته ليكن عضو إقليم ، ومن يفشل في انتخابات الإقليم يتم ترفعيه لمرتبة أعلي ، يعني كأنه الخارق الحارق الذي لا يستطيع التنظيم التواجد إلا بهذا الفاشل ،
فمن فشل بانتخابات المركزية يتم تكليفه وتعيينه في المجلس الثوري ، ومن فشل بانتخابات بلدية أو تشريعية في منطقته تجده فجأة عضو مركزية ،
نفس الأسماء تتكرر في المرتب التنظيمية ، تكرارا للفشل كأنها سياسة متبعة وممنهجة للبقاء علي الفاشل منعا لأي تقدم أو ارتقاء في التنظيم ،
فقادة حركة فتح المؤسسين ، انطلقوا بأعظم ثورة ، وأسسوا أعظم حركة تحرر علي مدار التاريخ ، حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " وهم في جيل الشباب ، ولحتي الآن مازال بعض هؤلاء تجاوز السبعين عام والثمانين وما زالوا علي رأس الحركة ، ويتقلدون أعلي المناصب ، ويعتقد هؤلاء أن التاريخ توقف عندهم ، فأين تدافع الأجيال ، وأين التطوير في الحركة ؟؟؟
ومتى سيأخذ الشباب دورهم الطليعي في بناء الحركة واستنهاضها ؟؟؟
للأسف نفس الأسماء منذ ما يزيد عن عشرون عام تتنقل بين المراتب التنظيمية بلا تغيير ، كأن الله لم يخلق غيرهم ، وكأنهم مرتبطون بالمناصب بعقد طابو واحتكار ملكا خاصا لهم ، يفشلون ويعودون بفشل جديد ، فإلي متى ، ألا تخجلون ؟؟؟ ألا تهمكم مصلحة الحركة التي أخذتم منها كل الامتيازات ، ولم تعطوها سوي العبء وتهميش دورها الريادي وتحويلها من حركة تحرر إلي شركة مكاسب وامتيازات لكم وللمصفقين من حولكم الارزقية ،
فمتى تعود فتح إلي أهلها المخلصين ، ويتم تحريرها من هؤلاء اللصوص الذين سرقوها ، فقوة فتح قوة للمشروع الوطني ، واستنهاض فتح استنهاض للقضية والوطن ، ووحدة فتح وقوتها وإعادتها إلي ريادتها هو الانتصار للوطن والوفاء لعهد الشهداء وآلاف التضحيات ، وضخ دماء جديدة داخل أُطر الحركة هو السبيل لاستنهاضها وتجديد العطاء والديمومة ،
فيكفي استخفاف بالعقول ، وتكرار الفشل والفاشلين ، ففتح أمانة وطنية كبيرة ، تحتاج للأوفياء أن يحملوها ويحموها ، فتح بحاجة لمن يحملها ويعبر بها إلي بر الأمان ، وليس بحاجة لمن تحمله ويكن عبئا عليها ،
فيا عشاق المناصب والمسميات كفاكم تهاون واستخفاف ، فالوطن يضيع وانتم مصابون بداء اللا مبالاة ، فأعيدوا فتح للأوفياء علَهم يصلحوا ما أفسدتموه قبل فوات الأوان ، ففتح هي الوطن ، ولا مشروع وطني إلا بفتح ، ولا انتصار وحرية إلا بحركة فتح موحدة وقوية قادرة علي التحديات ، فشيء من الخجل ، ففتح اكبر منكم ، فتح بحجم الوطن وتحتاج عطاء ووفاء بحجم الوطن ،
والله الموفق والمستعان