إنضمت رئيس لجنة الداخلية في الكنيست المتطرفة "ميري ريغيب" الى حملة التحريض السافرة التي تشن على العرب المقدسيين،والتي بدأها الصحفي اليميني المتطرف "نداف شرغاي" في مقالة له نشرها في جريدة "اسرائيل هيوم" بتاريخ 4/9/2014 يقول فيها بأن هناك إنتفاضة صامتة في مدينة القدس،والقصد هنا في القدس العربية،وبأن المستوطنين لا يستطيعون التحرك بحرية فيها،حيث أعمال الإنتفاضة هناك من بعد جريمة خطف وتعذيب وحرق الفتى الشهيد أبو خضير حياً تتصاعد وتتواصل في كل بلدات وحواري وشوارع وأزقة مدينة القدس،وفي إطار حقده وبث سمومه على العرب المقدسيين يقول في فقرة من مقالته التحريضية تلك"تفخر الشرطة بعدد ضخم من المعتقلين يزيد على 600،وبنحو من 250 لائحة اتهام، لكن من الحقائق أن ذلك لم يحرز ردعا. فالمطلوب قدر اكبر من الابداع من الشرطة ايضا لا من الجيش الإسرائيلي فقط، ويجب عليهم تحسين الاستخبارات واغراق المدينة برجال شرطة وجنود آخرين والوصول إلى رؤساء المشاغبين".
نداف وريغيف وغيرهم من غلاة المتطرفين في حكومة نتنياهو المتطرفة من "بينت "زعيم البيت اليهودي الى ليبرمان زعيم "اسرائيل بيتنا" وغيرهم من المتطرفين امثال عضوي الكنيست موشه فيجلن واوري اريئيل والحاخام يهودا غليك...يريدون إستباحة القدس العربية من خلال عمليات القتل كما حصل في حوادث الشهداء المحاميد الأربعة محمد أبو خضير ومحمد الأعرج ومحمد جعابيص ومحمد سنقرط،وكذلك ما يقومون به من تغول وتوحش إستيطاني،من خلال إقامة المزيد من البؤر والبيوت الإستيطانية في قلب مدينة القدس،والتي كان آخرها مصادقة لجنة البناء والتنظيم على إقامة مبنى إستيطاني "أور تسيمح" في منطقة الشيخ جراح مكون من (12) طابق،لكي يستخدم ككنيس ومدرسة تلمودية وتوراتية،وهدم منازل المقدسيين،وتفريغ البلدة القديمة من سكانها من خلال الضرائب الباهظة المسماة ب"الأرنونا" المسقفات،والتي وصلت الى عشرات الآلاف الشواقل على التجار المقدسيين،والتي إضطرت اكثر من (300) تاجر لإغلاق محلاتهم التجارية،ونقل جزء منهم مركز حياته الى خارج مدينة القدس،وكذلك إلإقتحامات المتكررة واليومية والجماعية من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى،ومنع المصلين وطلاب العلم والمرابطين من الدخول إلى المسجد القصى في الفترة الصباحية،وكذلك منع من هم دون سن (50) من الصلاة في المسجد الأقصى،وكذلك الإعتقالات التي طالت اكثر من (700) مقدسي منذ إستشهاد الفتى أبو خضير،قسم كبير منهم من الأطفال والقصر،وقد تعرض جميعهم للترويع والتعذيب أثناء الإعتقال،جزء منهم حكم عليه بالسجن الفعلي،وجزء آخر افرج عنه بكفالات وغرامات مالية باهظة،إما حبس بيتي لمدة تصل الى ستة شهور لحين المحكمة،أو إبعاد ونفي عن البيت لمدة تزيد عن شهرين،ناهيك عن القيود المشددة جداً على البناء،والغرامات الباهظة على ما يسمى بالبناء غير المرخص،بالإضافة لهدم عشرات المنازل والبيوت المقدسية على خلفية ذلك،رغم دفعهم لغرامات مالية باهظة،يضاف لذلك الفرق الكبير في الخدمات المقدمة لسكان المدينة في جوانب الصحة والتعليم والبنية التحتية والمواصلات والحدائق العامة والمتنزهات وغيرها.
هذا غيض من فيض مما يمارسه الإحتلال من إجراءات وممارسات قمعية بحق شعبنا واهلنا في مدينة القدس،ويريدون منهم أن يستقبلوا الإحتلال بالورد والرياحين،او يشكروه على "نعمه"وإحتلاله"،او ان يضربهم ويلطمهم على خدهم الأيسر ليديروا له خدهم الأيمن،فمحظور عليهم ان يرفعوا صوتهم او يحتجوا او يقاوموا مثل هذه الإجراءات والممارسات القمعية والعنصرية،وعمليات الطرد القسري والتطهير العرقي بحقهم،المستهدفة إبعادهم وتهجيرهم عن أرضهم ومدينتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها وسيموتون فيها.
هذا التحريض السافر بحق العرب المقدسيين،يندرج في إطار تضيق الخناق عليهم،ومحاربتهم في كل مناحي وشؤون حياتهم اليومي إقتصادية ،اجتماعية،ثقافية ،تراثية ودينية وغيرها،لكي تصبح حياتهم في القدس جحيماً لا يطاق،وقد يضطرهم ذلك لترك المدينة.
إن "نداف شرغاي" و"ميري ريغيف" وغيرهم من العنصريين المتطرفين عليهم أن يعوا ويدركوا تماماً بأن مدينة القدس محتلة وفق القانون الدولي،وسكانها العرب ما يريدونه،ليس شرعنة وتابيد لإحتلالهم،بل ما يريدونه هو رحيل الإحتلال عن مدينتهم،لكي ينعموا بالحرية والعيش بأمان،بدل مسلسل القتل بحق أبنائهم،والإعتقالات والمداهمات التي لا تتوقف والتي تروع أطفالهم ونساءهم.
بدل من دعوة حكومتكم لكي تصعد من إجراءات قمعها لشعبنا واهلنا في القدس،إدعوها لكي ترفع يدها عن سكانها العرب المقدسيين،لكي تمنحهم حقوقهم وتوقف جرائم المستوطنين بحقهم،والتي لم تقم حكومتكم بأية إجراءات عملية أو إعتقالات او محاكمات بحقهم على خلفية إعتداءاتهم المتكررة على المواطنين العرب في القدس من خطف وتعذيب وقتل وتدمير ممتلكات وحرق سيارات وخط شعارات ورسومات مسيئة على جدران وأبواب المقابر ودور العبادة.
إدعوا حكومتكم لكي تحاكم قتلة الشهداء الفتيان أبو خضير وسنقرط،والذين قتلوا بدم بارد،بدل من ان تحاول حكومتكم إختلاق الأعذار لكي تطلق سراح قتلة الشهيد أبا خضير،تارة بالإدعاء بأن اثنين من القتلة قاصرين،والثالث البالغ منهم مختل نفسيا،أما بالنسبة لقتلة الفتى سنقرط ،نفي المسؤولية عن التسبب في قتلة لجيش الإحتلال وشرطته،رغم إثبات التشريح لجثته قتلهم له من خلال رصاص معدني مغلف أطلقوه عليه.
المقدسيون مهما صعد يا "نداف" جيشكم وشرطتكم ومخابراتكم وكل اجهزتكم من قمعها وتغولها وتوحشها ضدهم،فهم لن يتركوا او يهجروا مدينتهم،فهذه المدينة ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم،وهم مصممون على البقاء والعيش فيها،يدافعون عن وجودهم وبقائهم وعن ارضهم ومقدساتهم،وهم ليسوا بالدخلاء أو الغرباء فيها.