ضاعت الضفة الغربية على عينك يا مفاوض

بقلم: فايز أبو شمالة

ضاعت الضفة الغربية، ولم يبق لكم فيها أيها الفلسطينيون إلا 18% فقط، وهي المنطقة التي قبلتم في أوسلو أن تكون منطقة "ا"، أما منطقة "ب" والتي تبلغ مساحتها 21% من مساحة الضفة الغربية، فهي مدار التفاوض والمساومة على مدار أكثر من عشرين عاماً، بينما منطقة "ج" والتي تبلغ مساحتها 61% من مساحة الضفة الغربية، فقد انتهى أمرها، وصارت إسرائيلية بالكامل، ويسكنها 657 ألف مستوطن يهودي، ولا يتواجد فيها إلا 57 ألف عربي فقط.
على ضوء الحقائق السابقة، فإنني أنصح الشعب الفلسطيني أن يكون عاقلاً، وأن يعترف بالواقع المرير أولاً، ثم يفكر بآلية التحرك المناسب لتغيير هذا الواقع ثانياً، على الفلسطينيين أن يدركوا أن 61% من الضفة الغربية ليست أراضٍ عربية محتلة، ولا هي أراضٍ متنازع عليها، وإنما هي أرض إسرائيلية بحكم الأمر الواقع.
ما سبق من حقائق مريرة قد وردت في بيان صدر عن وزارة الخارجية الفلسطينية، بتاريخ 18/9/2014، بيان رسمي تدعو من خلاله وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم أمام المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تفريغ مناطق "ج" والأغوار من المواطنين الفلسطينيين، وتطالب الخارجية الفلسطينية عربيا وإقليميا ودوليا بتخطي تعبيرات الإدانة، والبدء بتفكير عملي يردع المسئولين الإسرائيليين عن الاستمرار في تطبيق سياسة هدم المساكن الفلسطينية في المناطق المصنفة "ج" بدعوى أنها أراضٍ إسرائيلية، في حين تسمح للمستوطنات الإسرائيلية بالبناء والتوسع العمراني!!!!
وقد دعا البيان، دول الاتحاد الأوروبي والدول الملتزمة بمبادئ القانون الدولي إلى التحرك لحماية الشعب الفلسطيني من هذا العدوان المستمر.
ومع ذلك؛ هل لاحظتم الوقاحة الفلسطينية في بيان وزارة الخارجية الفلسطينية، الوقاحة تتمثل في الطلب من المجتمع الدولي بالتحرك، وعدم مطالبة المجتمع الفلسطيني بأي حركة، وكأن الذي يجري على أرض الضفة الغربية يخص البولنديين والفرنسيين والبرتغاليين والبرازيليين، ولا يخص الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد؟.
فكيف تطالب القيادة المجتمع الدولي بالتحرك، ولا تطالب نفسها؟ لماذا لا تتحرك القيادة الفلسطينية في اتجاه وقف التنسيق الأمني على سبيل المثال؟ لماذا لا تتحرك القيادة الفلسطينية باتجاه التوقيع على اتفاقية روما؟ لماذا لا تتحرك القيادة في اتجاه الاعتراف بفشل نهج المفاوضات، والبدء في اتباع نهج المقاومة؟ لماذا لا تضع القيادة رأسها على مخدة الرواتب وتنام، وتترك الشعب الفلسطيني يتحرك، ويقارع المستوطنين بالحجارة والرصاص؟
اعترفوا بالحقيقة المرة أيها الفلسطينيون، واذرفوا دمعة على أرض مقدسة كانت لكم دوماً، وابدءوا مشاور المقاومة من جديد، وإياكم أن تغفروا لذرية من خذلكم وخانكم ذنباً.