" محاربة الإرهاب " مصطلح استعماري للسيطرة علي العالم

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

ما زالت دول الغرب الاستعماري البغيض ، الطامع بثروات ومقدرات امتنا العربية ، يمارس سياسته الاستعمارية المجرمة ضد شعوبنا ووطننا العربي ،

فبعد أن تم فرض حصار ظالم علي جمهورية العراق العربية وتشكيل تحالف دولي يقوده رأس الشر في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن ثم شن حرب عدوانية ظالمة ضد العراق وشعبها وارتكاب أبشع المجازر نتج عنه احتلال أمريكي للعراق وتأجيج الصراعات الطائفية وقتل مئات الآلاف من العراقيين وتدمير العراق بلا رحمة أو إنسانية ، وكل هذا بحجة اتهام العراق بحيازة وامتلاك أسلحة نووية ، وثبت بطلان هذا الاتهام وبهتانه ، والهدف كان هو السيطرة علي ثروات العراق وإضعاف القوة العربية بتدمير جيش العراق الأصيل ، وكل هذا خدمة لعيون دولة الاحتلال الصهيوني ،

وتم إسقاط نظام الرئيس صدام حسين في العراق ، ومن حينها لم ينعم العراق بأمن وأمان وانتشرت الطائفية البغيضة والتطرف والميليشيات الدموية ،
فسقط نظام البعث العراقي من الحكم ، لكنه لم ينتهي ولم يتم اجتثاثه بل ازداد قوة ومازال يقاتل الاحتلال الأمريكي البريطاني ومليشيات العار الخائنة ،

وبحجة ومبرر محاربة الإرهاب واستغلال أحداث أيلول سبتمبر تم شن حرب غاشمة علي أفغانستان لملاحقة تنظيم القاعدة وطالبان والقضاء عليهم ، وتم إسقاط حكم طالبان في أفغانستان ، وسيطرة الغرب وعملاؤهم علي حكم أفغانستان ،
تم إسقاط حكم طالبان وتشريد القاعدة ، لكن لم تنهي طالبان ولا القاعدة وانتشرت فكريا في بقاع الأرض ، وازداد التطرف أكثر وأكثر ،

والآن تُعاد المؤامرة وتتكرر الجريمة وتحشد قوي الشر الغربية وتُشكل تحالف دولي لنفس الهدف وتحت نفس الحجج والمبررات ، لممارسة إرهابها والقتل والتدمير ضد الوطن العربي ، والسيطرة علي ثروات الشعوب ،
والمبرر الجديد لهذا التحالف الغربي الاستعماري برئاسة الشيطان الأمريكي ، هو ما يُسمي تنظيم الدولة " داعش " وبنفس المصطلح محاربة الإرهاب ، وتركز قوي تحالف الغرب استهدافها للعراق وسوريا في محاربتها لداعش كما تدعي ، ففي كل مرة تصنع الإدارة الأمريكية بيدها وبدعمها إرهابيين يمارسون أبشع أساليب القتل والإجرام والتفجيرات في الوطن العربي لإضعافه ، لتسهيل السيطرة عليه ، وخلق المبرر الواهم لضرب عواصم عربية وخوض حرب جديدة تحت مسمي محاربة الإرهاب ،

والحقيقة أنها تمرير لمؤامرة استعمارية كبيرة للنيل والسيطرة علي الأمة العربية ، محاربة الإرهاب مصطلح استعماري للسيطرة علي العالم ،

فهل باستطاعة القادة والجيوش العربية وقف هذه المؤامرة والتصدي لها ؟؟؟
وهل يعي دعاة التطرف والتعصب هذه المؤامرة والتوقف عن محاربة شعوبهم وأنظمتهم والتوقف عن الأفعال الإجرامية المسيئة للإسلام ، والتي تُرتكب باسم الإسلام زورا وبهتانا ، وتكريس هذا الجهد وهذه القدرات لمحاربة المؤامرة وإسقاطها ، ففلسطين وبيت المقدس أولي القبلتين وثالث الحرمين محتل مدنس من الصهاينة ، وتحرير قدسكم أحق بالجهاد لأجله ، وتوجيه البوصلة إلي فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ، فمجارية وجهاد المحتل الصهيوني هو حق شرعي واجب وليس إرهابا ، فمتي ستتوجه بوصلتكم إلي قبلتكم الأولي لتحريرها ؟؟؟ لا تكونوا خنجرا مسموما في ظهر أمتكم ، لا تكونوا مبررا للاستعمار للنيل من وطنكم ، لا تكونوا أداة في يد الاستعمار يستغلها كيفما شاء ، فالطريق إلي فلسطين وحريتها والجهاد لأجلها واضح والوصول إلي فلسطين لا يحتاج هذا الجهد الكبير منكم في وصولكم عبر الحدود إلي دول عربية لتحاربوا شعوبكم وأمتكم ،

فمؤامرة السيطرة علي امتنا العربية هدف قديم وصراع تاريخي وأُمنية للغرب يسخرون لها كل إمكانياتهم وعملاءهم ،
وبدأ التنفيذ في ظل هوان امتنا العربية والإسلامية منذ أن تم فرض الحصار علي العراق ، وتوالت أحداث المؤامرة بميليشيات طائفية متعاونة مع أهداف العدو ،
فهل يفهم "الظلاميون" أنهم لا يملكون أن يُدخلوا أحدًا النار ، ولا يملكون أن يدخلوا أنفسهم الجنة ، ألم يفهموا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ "
كان الله بعون امتنا العربية والإسلامية ونصرهم الله علي مؤامرات الاستعمار وحلفاؤه ،
والله الموفق والمستعان
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "