أسرار وحقائق "51" يوماً من العدوان على قطاع غزة"2 "

بقلم: سامي إبراهيم فودة

إن هذا العدوان الإسرائيلي على غزة والذي استمر طيلة "51" يوماً متتالية كشف اللثام عن الوجوه اللئام وأسقط أوراق التوت الصفراء عن عورات المتشدقين بالوطنية والمتسترين بشعار المقاومة وسلاحها الطاهر وخلق حالة من الانقلاب في الوعي الجمعي الفلسطيني وكذلك في الحالة الإقليمية والدولية ووقف العالم بأسره أمام هذه الحرب وتداعياتها بالفحص والدرس والتحميص على كافة المستويات وحريراً بنا نحن الفتحاويين أن نستخلص العبر والدروس من هذه الحرب الدموية التي طالت كل شيء في مناحي الحياة,فسؤالي أين كانت حركة فتح وقياداتها في قطاع غزة وأعني هنا الهيئة القيادية العليا لحركة فتح وأقاليمها التنظيمية ومكاتبيها الحركية على المستوى التنظيمي والإعلامي والاجتماعي من العدوان الصهيوني.... الخ

فلقد تابعنا وتابعت كل الفصائل الوطنية والإسلامية والغيورين من أبناء حركة فتح ومناصريها ومحبيها من القوى والمؤسسات والأشخاص والرموز الوطنية,ونقبنا بعين المتفحصة جيداً ولم نرى مع الأسف أي موقف أو بياناً أو رأياً يرتقي فيه إلى مستوى دماء الشهداء والأطفال والنساء والشيوخ,وكأن قيادة فتح في قطاع غزة تعيش في كوكب آخر عن عالمنا,وإن مأساة شعبنا ودمائه الطاهرة الزكية التي ملأت الأرض دماءً وعبقت سماء الفضاء غباراً من منازلها المستهدفة والتي حجبت عين الشمس لا يعنيهم ولم يروا أو يشتموا رائحة المجد في صمود وثبات أبناء شعبهم المذبح من الوريد إلى الوريد ....

ألا يتطلب الأمر أيها القائد العام لحركة فتح ولجنتها المركزية والمجلس الثوري من وقفة مع الذات تتطلب فيها جرد حساب كامل وتقييم الحالة والأداء السيئ الذي يأخذ بالحركة نحو منعطف خطير نتائجه تدميرية على الحركة وأبناءها,أيها القادة ألا يتطلب الأمر تداعيات قيادة الحركة مع القيادات الميدانية إبان الحرب لتقف على الأحداث وترى ما هو السبيل لمد يد العون لآلاف النازحين ومئات الشهداء وعشرات الآلاف من والجرحى’ألا يتطلب الأمر ولو اجتماعاً واحد يتم مع قيادات الحركة الميدانية لوضع النقاط على الحروب وإبراز دور الحركة وتسليط الضوء على بعض الإبداعات التي أرهقت العدو وخدشت كبريائه....

وهنا من باب المسؤولية التاريخية الكبرى وبإسم ألاف الفتحاويين في قطاع غزة الذين كابدوا الموت على ثلاث جبهات ندعو الإخوة/ القائد العام لحركة فتح واللجنة المركزية إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق تنظيمية على مستوى رفيع والوقوف على كل ما يجري أثناء وبعد الحرب ومحاسبة كل المقصرين والذين أساءوا لفتح وشهدائها العظام وهذا ما تفعله كل التنظيمات الحريصة على ذاتها وأبناءها ومستقبلها ....

والله من وراء القصد.....

إلى اللقاء في الحلقة القادمة ....