علي الدوام يكثر الحديث عن أزمة مالية تعانيها السلطة الفلسطينية ، ويزداد الحديث والشكوى من الأزمة المالية حينما يتعلق الأمر بغزة ، كأن غزة جزء غريب عن الوطن ، وكأن غزة مطلوب منها فقط دفع الثمن والتضحيات فقط ،
فالخصومات والأزمات تطال غزة فقط ، فعن أي أزمة مالية يتحدثون ؟؟؟
سبع سنوات وغزة محرومة من أي وظائف والخريجين تكدسوا علي قارعة الطرق بلا مستقبل ولا أمل ، والعمال وهم الطبقة الأكبر في مجتمعنا بلا أي اهتمام ولا دعم ومساندة ،
ومؤخرا تم إلغاء علاوات القيادة والريادة عن منتسبي الأجهزة الأمنية بغزة المنضبطين وليس كما يحلو للبعض اتهامهم بمصطلح المستنكفين ، خصم العلاوات ظالم وتحت حجج واهية وبلا أي وجه قانوني ، ولو نظرنا إلي ما جنته خزينة السلطة من أموال طائلة من غزة وآلامها وعلي حساب الموظفين والعمال والمحتاجين والمواطنين ، لكانت أرقام مالية كبيرة ،
فمنذ سبع سنوات الانقسام وقرار السيد الرئيس وحكومته بمنع الموظفين من الدوام مع الجهة المنقلبة ، ووعودات للموظفين بالحفاظ علي كامل حقوقهم ، وتم معاقبة من استمر بالدوام وقطع راتبه واتهامه ، من وقتها ، والسلطة وفرت كثير من المصروفات وملأت خزينتها بها ،
فأموال الخصم من رواتب تفريغ 2005 ، وأموال الطعام الذي كان يأتي للعسكريين في مواقعهم تم توفيره وهو بمبالغ باهظة ، وأموال الزى والملابس العسكرية التي كان يستلمها العسكريين ، وأموال البنزين والسولار التي كانت تُستهلك للمهمات ، وأموال تصليح الجيبات والسيارات العسكرية ، وأموال إيجار المقرات والمكاتب ، وأموال النشرات والصحف والمطبوعات والقرطاسية ، وأموال المساعدات والبطالات والمنح ، كل هذه الأموال الطائلة ومصروفات كثيرة ، تم توفيرها وتكديسها بخزينة السلطة ،
وتأخير نشرة الترقيات والاستحقاقات العسكرية للمحافظات الجنوبية ( قطاع غزة ) لمدة سنوات وعدم اعتمادها ماليا ، وإلغاء تسويات الوضع ، والشهادات الجامعية ، وأشياء كثيرة من مصروفات المحافظات الجنوبية تم إيقافها ، فأين ذهبت كل هذه الأموال ؟؟؟
تراكم استحقاقات ومطالب واحتياجات غزة ، بسبب إهمالها واللامبالاة التي يتعامل بها المسئولين في قضايا غزة وحقوقها ، وبدلا من إعادة الحقوق وإنصاف المظلومين المضطهدين علي مدار سنوات الانقسام ، مازالت حكومة التوافق تختلق الأزمات المتتالية لغزة لتزداد المعاناة والألم ،
فأين قيادة حركة فتح بغزة مما يجري ؟؟؟ وأين أعضاء التشريعي ؟؟؟ وأين أصوات الهتيفة والمصفقين لفخامته ؟؟؟ فحينما تصبح لقمة العيش وقوت أطفالكم في دائرة الاستهداف فلا مجال للنفاق والتصفيق ، فصمتم طويلا علي كل التجاوزات والخطايا ، ووقفتم بلا حراك أمام دمنا المراق النازف وآلامنا وتجاهلتم صرخات استغاثاتنا ، وكنا ومازلنا صامدين صابرين علي الجراح ، انتظارا لصحوة ضمائركم وإعادة الحقوق لأهلها ، فتفاجأنا باستمرار المجزرة ضد المنضبطين بقراراتكم والملتزمين بشرعيتكم ، فالي أين تأخذون الوطن ؟؟؟ فلا وطن بدون غزة ، ولا مشروع وطني بدون فتح ، فلا تزيدوا غزة جراحا وألما ، ولا تذبحوا فتح ، فهي حصنكم وملاذكم وكرامتكم ، وغزة لن تنسي جرحها ولن تغفر لجلاديها ، وفتح حتما ستنهض من بين ركام غزة كطائر الفينيق ، فكفاكم واحذروا غضب الفتح ، ولا تستهينوا بعاصفة غزة القادمة ، فغزة الجريحة التي دفعت ثمن الانقلاب وضريبة تهاونكم وتخاذلكم مرفوض أن تدفع ثمن وفاقكم الكاذب ونفاقكم ، فغزة ما عادت تحتمل طعنات يا قادة ، اتقوا الله في غزة ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل