حزب الله.....جاهزون للحرب وإنها الحرب

بقلم: راسم عبيدات

واضح بأن قرار حزب الله بإستهداف الدورية الإسرائيلية أمس الثلاثاء في مزارع شبعا اللبنانية،وتبني الحزب للعملية...مؤشر جدي وقوي على ان المنطقة مقبلة على جولة من جولات الحروب المدمرة...وقرار حزب الله بتبني العملية والقيام بها....يحمل الكثير من المعاني والدلالات،وهو ليس بالرد العفوي او الإرتجالي...وربما لم يجري اتخاذه بمعزل عن ايران وسوريا..وخصوصاً بأن كل المؤشرات العملياتية والميدانية تؤشر على ان اسرائيل قد اتخذت قراراً بشن حرب مدمرة على حزب الله...ولعل اسرائيل كما ذكر موقع صحيفة "هارتس" الإسرائيلية على لسان قائد وحدة مشاة اسرائيلي....تحضر لتلك الحرب بعيداً عن الإعلام..وهي اكثر من مرة قالت بأنها لن تسمح لحزب الله بإمتلاك أسلحة كاسرة للتوازن،وكذلك اكثر من مرة نفذت إعتداءات على الأراضي السورية وهاجمت اهداف قيل انها تنقل او تحتوي على أسلحة وصواريخ تخص حزب الله كاسرة للتوازن.
اسرائيل وفي قرارها بشن الحرب على حزب الله، رات بأن ما يحصل من تطورات على جبهة سوريا - العراق..والقرار الأمريكي بتشكيل ما يسمى بالتحالف الدولي،والذي عماده هي وبريطانيا وفرنسا وعربان ومشيخات النفط والغاز وانضمام جماعة التتريك اليه لاحقاً للحرب على ما يسمى ب"داعش" صنيعتهم ومنتجهم ...واحد من العوامل المشجعة لها لشن الحرب،فهي باتت تعتقد بأن حزب الله المنخرط في الحرب الى جانب سوريا ...قد ضعفت قوته وجاهزيته وغير قادر ومستعد وجاهز للحرب على اكثر من جبهة وبشن امريكا وحلفائها حربهم على الدولة السورية تحت حجج وذرائع محاربة "داعش"...ستتوفر لها الفرصة لفرض اجندتها وحربها على حزب الله...وكذلك بقرارها شن الحرب،هي ترى بأن الساحة اللبنانية ووضعها الداخلي من فوضى وحالة فلتان وإنقسام وتجاذبات وخصومات سياسية ومذهبية وطائفية،توفر لها هذا الغطاء،بحيث لا يمكن ان يكون لبنان بهذه الصورة بيئة حاضنه للمقاومة،بل الفرصة مهيئة لإصطفاف ضد حزب الله من قبل اكثر من قوة لبنانية.
المقدمات للحرب الإسرائيلية ليست فقط مرتبطة بتقارير صحفية ومعلومات إستخبارية ترد من هذه العاصمة الغربية او هذا المصدر او ذاك،بل اسرائيل مهدت لذلك بخطوات عملية من خلال إحتضانها لما يسمى بالمعارضة السورية (جبهة النصرة) و(داعش)،حيث سمحت لها بالسيطرة على منطقة القنيطرة،بعد ان أقدمت بالتعاون مع تلك المليشيات على طرد قوات الأمم المتحدة "القوات الدولية" من المنطقة السورية،وطردتها بإتجاه الأراضي السورية المحتلة،فهي تريد إخراجها من الأراضي السورية لكي تكون خارج إطار أي وضع قانوني دولي يمكنها من تشكيل حزام امني يمتد من القنيطرة الى كفر شوبا فمزارع شبعا اللبنانية،وهذا الحزام تكون موجودة فيه القوى السورية المتعاملة معها من "داعش" و"نصرة" و"جيش حر"،فهذه المليشيات خاضعة للسيطرة الإسرائيلية،تقوم بمعالجة جرحاها في مشافيها وتدريب جنودها وإعداد قياداتها،وما يسرع في تنفيذ الخطة الإسرائيلية،هو ما حققه الحزب من إنتصار ساحق في منطقة جبال قلمون وجرود عرسال على تلك المليشيات،والتي فشلت في فك العزلة والتقدم نحو طرابلس،وبالتالي تطويق حزب الله ومحاصرته تمهيداً لشن الحرب عليه.
ولذلك كان خيار إيجاد منطقه وحزام عازل من ريف القنيطرة وحتى مزارع شبعا اللبنانية،تقوم اسرائيل خلاله بضخ المليشيات والمرتزقة من عصابات" داعش" و"النصرة" من القنيطرة تجاه شبعا لكي تتمكن من تطويق حزب الله وشن حرب عليه.
حزب الله استشعر خطر ذلك من خلال قيام القوات الإسرائيلية بالإعتداء على نقطة المراقبة الدولية رقم (3) في الأراضي اللبنانية،حيث عمدت القوات الإسرائيلية في منطقة السدانة الى إقتحام نقطة المراقبة تلك،وجرحت جنديا لبنانياً بعد الإشتباك معها،وهي تريد بذلك أن تخلي تلك المنطقة من القوات الدولية لكي تستخدمها كنقطة تجميع وإنطلاق لتلك العصابات،من اجل شن هجومها على مزارع شبعا وتطويق حزب الله،ولذلك كان قرار حزب الله بالرد على ذلك المخطط الإسرائيلي بتفجير العبوات في الدورية الإسرائيلية في مزارع شبعا،وتبني العملية بشكل واضح وصريح،في رسالة واضحة لإسرائيل بأن حزب الله جاهز ومستعد للحرب،وانخراطه في الحرب الى جانب سوريا،لم يضعف من قدراته وجهوزيته،وهو يعتبر بأن ذلك ليس فقط عدوان عليه،بل عدوان على كامل حلف المقاومة.
واضح بأن قرار الحرب قد اتخذ سواء من قبل اسرائيل وحلفائها،او من قبل حزب الله وحلفائه،ايران وسوريا،واسرائيل دائما وأبداً تردد بأن حزب الله لديه عشرات الاف الصواريخ التي تطال كل بقعة في دولة الإحتلال،وبان حزب الله يحفر الأنفاق تجاه الشمال الفلسطيني المحتل،وانه في أي حرب قادمة لن يكتفي بإطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية،بل ستعمد قواته الى إحتلال أراض في الشمال الفلسطيني،وبما يهدد سكان متسعمراته هناك.
عمليات جس نبض متبادلة بين الطرفين،والضغط على الزناد بإنتظار ساعة الصفر،والتي باتت قريبة،فالمنطقة حبلى بالكثير من التطورات،وامريكا تريد من العرب ان ينتحروا بالتقسيط،وان تفرض مشروعها الجديد على المنطقة،سايكس- بيكو جديد،سايكس- بيكو الأول جاء على أثر سقوط الإمبراطورية العثمانية،من اجل نشاة اسرائيل،وسايكس –بيكو الجديد يجيء بعد سقوط النظام الرسمي العربي،من اجل بقاء اسرائيل قوية في محيط من الدويلات المذهبية والطائفية الخاضعة لها،فهل أصبحت الطريق سالكة ومعبدة لتنفيذ هذا المشروع،ام ان حلف المقاومة وأصدقاءه سيقبرون هذا المشروع..؟ التطورات القادمة والمتسارعة ستجيب على هذا السؤال؟؟؟.

القدس المحتلة – فلسطين
8/10/2014
524533879
[email protected]