بسم الله الرحمن الرحيم
حكايات ألم وصمود ، وجرح وتحدي ، لا تجدها إلا هنا في أرض فلسطين العشق للحرية والاستقلال ،
المناضلة الأسيرة زكية شموط ، حكاية عاشقة الحرية ، تم اعتقالها وهي حامل علي يد الاحتلال الصهيوني وتعرضت لشتي أنواع العذاب والاضطهاد ، وبعد رحلة عذاب لعدة أشهر وضعت المناضلة شموط طفلتها نادية ، فرافقت الطفلة أمها في زنزانة مظلمة كظلمة قلب الاحتلال ، وكبرت الطفلة وكبر الجرح معها ، فلم يرق للسجان أن يري طفلة فلسطينية تكبر وتنمو داخل السجن وهي تتساءل عن سر اعتقالها وأمها ، فأغاظت ابتسامة الطفلة سجانيها وهي تبتسم لامها وهي تستمع لحكايات وطن وثورة ، وقصص الصمود والتحدي ،
بلغت الطفلة نادية من العمر عام ونصف وبدأت تدرك الأشياء من حولها ، وبعفوية وبراءة الطفولة تشتم السجانات والاحتلال ، فتم اتخاذ قرار من إدارة السجن بعزل الطفلة عن أمها ، وإرسالها إلي ملجأ ،
ومن لحظتها انقطعت أخبار الطفلة عن الأم المعتقلة ولم تعرف في أي ملجأ وضعت طفلتها ، واستمرت أسوار وجدران السجن تفرق بين الأم وطفلتها ، واستمرت المناضلة زكية شموط صامدة محتسبة صابرة في زنزانتها ، واثقة أن شمس الحرية حتما ستشرق من جديد ، وستزول عتمة ليل الزنزانة ويشرق فجر الحرية ، ويلتقي الأحبة وتتعانق الأرواح ،
وبعد عشرة سنوات وبعد أن قضت أربعة عشر عام في المعتقل عادت بسمة اللقاء لتلتقي الطفلة مع أمها خارج أسوار السجن الظالم ، وتلتقي الأسيرة المحررة زكية شموط بابنتها نادية وبأسرتها ، لتكمل معهم حكاية وطن وثورة ، وتروي للعاشقين قصة الألم والمعاناة والصمود ،
إنهم حرائر فلسطين وماجدات الوطن ، فوطن خرجت منه المناضلة الأسيرة زكية شموط حتما له موعد مع الحرية ، وسنوضع ذاكرة الأجيال حكايات النضال لماجدات فلسطين زكية شموط ، ودلال المغربي ووفاء إدريس و شاديه أبو غـزاله وحيـاة بـلـبـيسـي ومنتهى حـوراني ونـدى يـشـرطـي وليـلى خـالـد وفاطمة بـرنـاوي ،
وألـف أخـريــات فـدائيـات ، يتعانق عشقهم للوطن والحرية مع أسطورة النضال الثائرة الجزائرية جميلة بوحريد ، ليرسموا للحرية الحمراء طريقا ،
خرجت الأسيرة المناضلة زكية شموط من زنزانتها شامخة ،
وقام الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بإرسال برقية يرحب من خلالها بها وعائلتها في الجزائر ومن هنا بدأت زكية شموط حياة جديدة وسط عائلتها التي كادت أن تفقدها ، أما نادية التي عاشت أول سنوات عمرها في السجن مع والدتها فقد استرجعتها بعد أن كادت أن تفقدها وهي الآن متزوجة ومستقرة بالأردن ،
المناضلة زكية شموط ، أبعدها الاحتلال عن وطنها وعن مدينتها القدس ، ولم تتمكن من زيارة وطنها بسبب رفض الاحتلال ، فعاشت مناضلة شامخة ورحلت وارتقت روحها إلي بارئها وهي تحلم بعودة ومعانقة تراب وطنها الحبيب ، رحلت وما زالت عيونها تنظر إلي قبة الصخرة تحلم بصلاة في باحات الأقصى ،
ولم تنتهي الحكاية بعد ، فحكايات الوطن تبقي في الذاكرة ، ولن تنتهي ، تحيا مع الأحرار والثوار عشقا للوطن ودربا للمناضلين ، وتاريخ كتبته دماء ودموع الأطهار سننقشه في قلوب العاشقين حرية وانتصار ،
لكم المجد يا حرائر الوطن وماجدات فلسطين ،
رحم الله المناضلة الشامخة بشموخ الوطن فلسطين ، الماجدة زكية شموط ، باقون علي العهد ،
والله الموفق والمستعان
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "