ورشة العمل التي عقدت في محافظة طولكرم وعنوانها الخطة التنموية ألاستراتجيه لصياغة الرؤيا والتوجهات التنموية لمحافظة طولكرم بمشاركة خبراء ومختصين في التخطيط وحضور ممثلين عن المؤسسات الرسميه والامنيه والاهليه والقطاع الخاص ، تعد ورشة العمل ضمن اطار صحيح لتوجهات يبنى عليها لكيفية تعريف ومفهوم التنمية المستدامة وهي عمليه ديناميكيه يجب ان تتسم بالشمولية والاستمرارية وتؤدي الى رفع مستوى معيشة افراد المجتمع من خلال مشاركتهم الايجابية وتعبئة جهودهم ومواردهم الذاتيه لإحداث تغييرات ايجابيه في النواحي ألاقتصاديه والاجتماعية وتنتقل بالمجتمع الى مرحله جديدة من التطور والنمو الدائم والمستمر ، وذلك ضمن عمل متكامل يقود الى خطة استراتجيه شامله ومتكاملة تشمل كافة المؤسسات الرسميه والاهليه ، وهذه تقودنا الى تعريف ومفهوم ألاستراتجيه والتي تتطلب خطط او طرق لتحقيق هدف معين على المدى الاني والمتوسط والبعيد اعتمادا على التكتيكات ، ان مفهوم ألاستراتجيه المقصود لصياغة الرؤيا والتوجهات التنموية لمحافظة طولكرم هو الخطه التي يبنى عليها للسير قدما بعملية التطوير والتنمية وذلك من خلال توظيف الافكار لترجمه عمليه حقيقيه يكون بمقدور الجهات المسؤوله من تنفيذها ضمن عملية التعاون والتكامل لبناء تعاون فاعل يقود لإنجاح عملية التطوير في الاداء والنهوض بالمشاريع ألاقتصاديه والاجتماعية والثقافية ، تحت هذا المفهوم يتم تصوير ألاستراتجيه على انها خطة عمل كبيره وضخمه وشامله ومتكاملة وموحده وغيرها من الخصائص التي تحاول ابراز اهمية ألاستراتجيه ، ولكن وبشكل عام تظل ألاستراتجيه مجرد خطة او عمل ذهني لمواجهة تغيرات مرتقبة ولإحداث تغيرات مطلوبة ، في ورشة العمل التي عقدت في طولكرم ألاستراتجيه كان هدفها تحديد الاهداف والغايات طويلة المدى لكيفية النهوض بمستوى محافظة طولكرم في اطار عمل تنموي شامل ومتكامل وبتعاون مختلف الفعاليات الرسميه وغير الرسميه ضمن خطه عمل موحده وشامله ومتكاملة لتحقيق الاهداف المرسومه وفق الخطه التي تمت مناقشتها والتي يبنى عليها مستقبلا لعملية البناء والتطوير وتحقيق التكامل والشراكة بين الجميع ، بدراسة متانته وواقعيه لمجريات ورشة العمل في طولكرم نجد اننا امام خطه كبيره للنهوض بكل المستويات الخدماتيه والاقتصادية والاجتماعية في محافظة طولكرم ضمن استراتجيه تقوم على عملية التفاعل وتحديد وتوزيع الادوار لإنجاح ألاستراتجيه لخطة التنمية المنوي اعدادها وبلورتها ومن ثم الشروع في تنفيذها وإحداثها في محافظة طولكرم والتي تعد عملا متميزا وقد يكون عمل غير مسبوق في كل محافظات الوطن الفلسطيني ، لا بد من توفر مقومات النجاح للنهوض بالخطة التنموية الشامله لمحافظة طولكرم والتي وفق مفهوم تعريف ألاستراتجيه ومفهومها ان تكون هناك مجموعه من القرارات المهمة المتدفقة والتي نتجت عنها مناقشات ورشة العمل التي عقدت في طولكرم وتوظيفها نحو هدفها الاستراتيجي الذي يجمعها اطار واحد وهدف واحد وأسلوب واحد وتعمل الجهة المشرفه والمنفذة على تحقيق الموائمه المستمرة بين الفرص والمخاطر التي قد تعترض تنفيذ الخطه التنموية ، ان الوصول للأهداف والأغراض المنشودة وفق الخطه ألاستراتجيه لصياغة رؤيا تنموية مستدامة في محافظة طولكرم هو تحقيق التكامل بين الاهداف الرئيسيه والسياسات العامه والتصرفات وربطها بشكل جيد في اطار عام ، التخطيط الاستراتيجي عمل مهم يقود للوصول الى الاهداف وعلينا ان نميز في هذا الصدد بين التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي ، فالأول يعني التخطيط طويل المدى(أكثر من خمس سنوات) أما الثاني فيمكن أن يطلق عليه التخطيط قصير المدى أو المرحلـي(من سنة إلى ثلاث سنوات عادة) ويكون في خدمة واتجاه التخطيط الاستراتيجي ومكوناً مـن مكوناته. ويتميز التخطيط الاستراتيجي بأنه ترجمة واقعية لرؤية مستقبليه ، التخطيط التكتيكي آليات تحقيق الأهداف الاستراتيجية والأنشطة والجداول الزمنيـة اللازمـة لذلك.هذا وقد أصبح التخطيط الاستراتيجي علماً واضح المعالم والمرتكزات ، ومهارة لا بـد منهـا ، وبات معلوماً أن الاستراتيجية توضع على ثلاثة مستويات وهي المستوى الكلي أو الشـمولي
ومستوى الإدارات العامة والمستوى الخدماتي. واعتماد التخطيط الاستراتيجي وإقراره علـى ،المستوى الكلي أو الشمولي إنما يوضح التوجه العام لكيفية الرؤيا بكافـة إداراتهـا وفروعها وخدماتها ، والنقطة التي يجب أن ينظر إليها الجميع ، ويتجه نحوها التخطيط الاستراتيجي في المستويات الأقل. كما أن التخطيط الاستراتيجي يجب أن يضمن النجاح في تحقيـق وتطوير محاور أساسية ، وذلك كما يلي:
1. جودة ونوعية الخدمة التي تؤديها المؤسسة
2. زيادة الانتاجية وتنوع النشاطات
3. تفعيل دور المؤسسات الداخلية والفرعية في المؤسسة الأم
4. توجيه الاعلام لخدمة الاستراتيجية
5. التنسيق والتعاون مع أطراف أخرى لتحقيق الاستراتيجية
6. توفير الدعم اللازم للقيام بالأنشطة المختلفة
7. تنمية الكادر البشري في النواحي المختلفة وتوفير بيئة مريحة للعمل. اعتماد آليات وطرق قياس الأداء المناسبة والفعالة
عملية التخطيط الاستراتيجي
تتضمن عملية التخطيط الاستراتيجي سلسلة من الخطوات المنطقيـة والمنظمـة والهادفـة ،
وبمشاركة كافة المؤسسات القيادية في المؤسسة. وللـدخول إلـى جـوهر عمليـة التخطـيط
الاستراتيجي لا بد من إدراج بعض الأسئلة الهامة التي تساعد في عملية التخطيط ، وذلك كما
يلي:
1. أين تقف المؤسسة اليوم؟
2. أين ترغب المؤسسة أن تكون في المستقبل؟
3. كيف نحقق الانتقال إلى المستقبل؟
4. كيف نقيس التقدم في عملية الانتقال؟
5. كيف نصحح المسار ونعدل الطريق إن لزم؟
كما تتضمن عملية إعداد الخطة الاستراتيجية تشكيل فريق عمل مسئول عن انجاز المطلوب ،
على أن يتسم الفريق المذكور بالقدرات والمهارات القيادية النوعية ، وأن يكـون مـن أعلـى
المراتب القيادية في المؤسسة. ومن مهمات الفريق المذكور القيام بالخطوات التالية:
1. تكليف من يلزم من الفرق التقنية بجمع البيانات والمعلومات الضرورية عـن وضـع
المؤسسة في كافة الجوانب مع تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التـي
تواجه المؤسسة ، تمهيداً لتقييم الوضع ولتحليـل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة في وضعيتها الحالية.
2. الاستعانة بمن يلزم من الخبراء لتحليل الواقع الحالي والوضع المسـتهدف ومـن ثـم
اقتراح العناصر الأساسية للخطة الاستراتيجية.
3. إعداد مسودة الخطة الاستراتيجية وتعميمها على الادارات العليا لدراستها
وابداء الملاحظات والتوصيات بخصوصها.
4. صياغة الخطة الاستراتيجية بشكلها النهائي وتعميمها على المستويات الادارية المختلفة للاطلاع عليها وإعداد الخطط الفرعية الخاصة بكل إدارة وبما ينسجم مع
الخطة الاستراتيجية العامة. وهي تعني .متابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية والخطط المصـاحبة والمسـاندة لهـا فـي الادارات
المختلفة واتخاذ الاجراءات التصحيحية إن لزم .
لا شك ان ورشة العمل التي عقدت في طولكرم تحت رعاية وتوجيهات محافظ محافظة طولكرم وبمشاركة مختلف الاجهزه والمؤسسات وذوي الخبرات تجعلنا امام واقع جديد اخذ يفرض نفسه في كيفية احداث تنميه شامله مستدامة تنهض بمستوى الاداء المؤسساتي والخدماتي والاقتصادي ويؤسس لتنمية مستدامة وبناء المؤسسات للدولة الفلسطينيه ، وهذا يتطلب ايجاد بيئة وحاضنه لكيفية البناء على ما تمخض من افكار ورؤى وترجمتها الى خطة استراتجيه تفي بالغرض المطلوب ووضع خطة زمنيه لعملية التنفيذ للمشاريع التنموية المستدامة التي يكون بمقدورها خدمة المجتمع والنهوض بالواقع الاقتصادي والمعيشي والعمل على كيفية توفير الموارد الماليه للبدء بعملية التنفيذ لهذه الخطط والبرامج التنموية وان لا يقتصر العمل على مجرد عقد ورشه دون ترجمة ذلك الى واقع نظري يقود لعمل فعلي يخدم الجميع ضمن ألاستراتجيه للرؤيا التي يتم البناء عليها لإحداث التنمية المستدامه والشامله التي تخدم المجتمع الفلسطيني