حرصت قدر استطاعتي ان اربي اولادي على خلق اسلامي معتدل و بحس ديمقراطي سليم .. مع حرية ابداء الرأي باتزان واحترام للاخر دون اسفاف...بتشجيع روح الالتزام و الانتماء للبيت بالمبادرة والايجابية التي تخدم المجموع ..واعترف اني لم انجح تماما ولا حتى 50% في ترسيخ هذا النهج في بيت من الاف البيوت الفلسطينية المسحوقة التي تكاد تجرفها امواج متلاطمة ومتسارعة من المتغيرات والتنافرات والصراعات والتطورات المتلاحقة والانعكاسات .. !! وفي ظل وجود ظواهر فكرية وسياسية ومجتمعية شاذه....كالتكفير والهجرة والشعوذة والفساد والتحرش والانحلال ...!!
وبصورة اوضح... فقد حدث ويحدث احيانا بعض الانتهاكات لهذه الديمقراطية المظلومة من استهتار ولامبالاة وتسيب وانتكاس للثقة.. ويشوب حرية ابداء الراي بعض فوضى وزعيق باسم الجرأه يصل احيانا الى درجة الوقاحة !!
وهذا هو نفسه (الانجازالمتواضع) الذي حققته في المدارس التي شرفت بالتربية والادارة فيها على مدار اكثر من اربعين سنة... ومع ذلك فقد كنت اباهي الزملاء الصارمين ممن ينتقدون مدرستي الانسانية اللينة ..بهذا القليل القليل.. وهو في رأيي على قلته كثير ...!! فعشرة تربوا على نهج سليم افضل من الف عشوائي...قد يتحولون الى مليون عاهة اجتماعية ونفسية..!!
في بيتي ... عرف اولادي الاختلاف والتنافر والتناحر للاسف على الطريقة العربية في الاتجاه المعاكس رغم اني لم اكن يوما محرضا لاحد على احد كفيصل القاسم...!! فالاكبر مغترب منذ سنوات ومن يليه يعاني من ميول اخوانية بعد خيبة امل في الدوافع الوطنية ..!! والثالث موسيقي عالمه دو ري مي والرابع لا ميول له والخامس مشروع فنان مخربش والسادس رياضي معتزل للاصابة و السابع سواح محب للطشات والمشاوي اما الثامن فكان في البدء مؤدبا محبوبا ومؤد للفروض في وقتها ...قلت في نفسي الحمد لله قد يكون هذا راضيا مرضيا في زمن النذالة و البطالة!!مع العلم ان سته من الثمانية يعتاشون على كوبونات تحت بند حالات مستعصية في وزارة الشئون الاجتماعية خاصتي.
زمن ...الله يعين الشباب عليه من ال سي دي وواتس اب وفيزون وفيس بوك وهوت شورت وفيديو تيوب حيث تحصل على كل ما تريد من احدث غنجات هيفا الى عضوية تنظيم جهادي متطرف بلمسة أي فون أو ضربة حظ على جوجل..!!
هذا الثامن..اخذ بالانطواء فجأة وربى لحيته ولبس جلابية سوداء قصيرة بعد تجربة عاطفية فاشلة ..!!
وبدت عصبيته واضحة لاي سبب.. وكان في الحرب الاخيرة متحمسا ومندفعا بشكل مبالغ فيه الى التحرير من النهر الى البحر حتى اخر فلسطيني... مكفرا ومخونا كل من يعارضه!!
ادركت ان الولد اصبح خارج التغطية... وتفيرس مخه ب(ايبولا) التطرف بمجرد ملامسة امير او سماع نفير... ويؤكد ذلك الاعراض من تعرق وسخونة وعصبية وهلوسة وزفير...!!
فتشت في كتبه القليلة المتناثرة..فوجدت امامي اشباح كل الاباء الروحيين للجماعات اياها وبناتها ابن تيمية وسيد قطب ومحمد بن عبد الوهاب.وصالح سرية وشكري مصطفى...ومحمد عبد السلام فرج وعمر عبد الرحمن وعبود الزمر وابن لادن....والظواهري...والزرقاوي ......!!..
حاولت بكل ما اوتيت من سعة صدر وتفهم وقدرة على الاقناع ان انقذه مما هو فيه دون جدوى...بل كفرني واحل سفك دمي في الاشهر الحرم.. وكفر كل من في البيت والحارة... وبدات الاعراض في الاستفحال اكثر .فقد ادركته في اللحظة الاخيرة وهو يكاد يذبح اخاه بسكين المطبخ الحافية لمجرد انه ذكر اسم الرئيس عباس !! وهدد اخته بالموت ان لم تلبس النقاب الافغاني.!! ونهر امه لانها تشاهد فيلما وثائقيا عن عبد الناصر..!!
لكن الاخطر من ذلك كله عندما وجدته يترنم باناشيد الانتحاريين وياخذ صورة سلفي وهو يتمنطق بحزامي الضاغط ويضع عدة شواحيط كعبوات ناسفة!! متاملا محاسن صورة الخليفة الجديد ومن خلفه الراية السوداء !!
صرخت بلا وعي: الله يجنك اكثر ما انت مجنون يا ابن الاهبل والهبلة ..؟!! وسددت له لكمة نوك اوت على كم خمساوي..وفدغت في بطنه....!! احسست انه لابد للديمقراطية من عين حمرا... وان لابد من الردع وقد تاخر في حالتي كثيرا ..!!
يا الله.................... وقعت الواقعة.. التي ليس لوقعتها كاذبة ... يا ليلة سودا ..يا خراب البيت ... داعش ..تتسلل في عملية نوعية الى وسط بيتي قبل ان تقلع (عين العرب )....!!
يا الهي ... قد يقوم هذا الدعشوش بتفخيخ البيت بمن فيه..وينجح فيما لم تنجح به طائرات الجرف الصامد..!!
يا الهي ..اي تحالف في الكون سينقذ ابني وبيتي.. وانا ارى تحالف امريكا المهلهل يعمل عجين الفلاحة امام الهجوم الدعاشيش الكاسح في سوريا والعراق..!!
انه زمن التطرف... التي استنسخت فيروساته في المختبرات الامريكية لتشويه الاسلام السياسي اكثر مما هو مشوه.. لكن الدعششة خرجت عن حدود السيطرة...!! ويحاربها الامريكان الان بنفير عالمي ملوث بفيروس متطرف اخر هو الصلبنة..!! اضافة الى وجود تطرف يهودي سافر ومستفز في القدس والمستوطنات وتطرف اخواني وحوثي وقاعدة في اليمن وميلشيات شريعة في ليبيا.....!!
انه زمن التطرف ... لقيط ربيع المتأمرين الذي وجد حاضنة خصبة في وجود القهر وغياب العدل.. وفي فساد الحكام واستبداد الظلام وفتاوى دعاه السلاطين من اولاد الحرام ..!!
انه زمن داعش.... كما كان من قبل زمن المغول و التتار .. ولعل المشهد تكرر في بغداد بني العباس وشام بني امية والانبار..
يا رب يا ستار.... ارحم عبادك ودينك من غول يجدف برايتك ...واستحق لعنتك....
يا رب يا ستار..... ارنا فيمن قتل وذبح وحرق ونهب باسمك..عجائب قدرتك..