قيم العقيدة الاسلاميه تقتضي من المسلمين الدفاع عن المسجد الاقصى والمقدسات والقدس

بقلم: علي ابوحبله

لم يعد هناك مبرر للنظام العربي والمسلمين في العالم اجمع السكوت والتخاذل عن ما تقوم به حكومة اسرائيل من استهداف متعمد ومقصود يستهدف التقسيم المكاني للمسجد الاقصى ، اذ يعتزم الكنيست الاسرائيلي طرح مشروع قانون تقاسم المسجد الاقصى المبارك زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود ويطرح مشروع القانون للتصويت الشهر المقبل ، وان مشروع القانون في حال اقراره وصدوره يسمح لليهود في الصلاة في المسجد الاقصى عبر ما تسميه لجنة صياغة مقترح القانون المساواة في الحق في العباده لليهود والمسلمين في المسجد الاقصى وتحديد مكان ومواعيد محدده لصلوات اليهود واداء شعائرهم وطقوسهم التلموديه ، ويحظر مشروع القانون تنظيم المظاهرات والاحتجاجات المضادة تحت طائلة العقوبات ضد الفلسطينيين ، مشروع القرار الاسرائيلي الهادف لتهويد القدس والأقصى خرق للعهدة العمريه واعتداء صارخ على حق المسلمين في الاقصى وخرق فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدوليه ، المشروع الصهيوني اعتداء على حق المسلمين لذا اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن تكون هناك سنة للتدافع فى الأرض بين ألناس بين الخير والشر بين المؤمنين والكافرين يقوم بمقتضاها الكافرون بفتنة المؤمنين عن دينهم بنشر الشبهات والأراجيف والاستهزاء بالمسلمين وشرعهم ونبيهم، وطلب الله من المؤمنين أن يدافعوا عن أنفسهم ودينهم وعقيدتهم؛ ليميز الله الخبيث من الطيب ويبرز التضاد بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا َلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج40]، وقال أيضًا: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة251]لذا؛ يجب علينا أن نعلم حقيقة كونية اقتضتها حكمة الله تبارك وتعالى وهى أن الله تبارك تعالى ترك الدفاع عن دينه ونبيه وشريعته وقرآنه للمسلمين يدافعون وينافحون عن دينهم وعقيدتهم، دون تدخل من ألسماء لتفعيل سنة التدافع بين الخير والشر، وليتخذ الله من المؤمنين أولياء وشهداء هذا بعد بعثة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فالأمر يختلف تمامًا.

وَلْنَنْظُرْ إلى ما حدث قبل بعثته صلى الله عليه وسلم؛ فعندما جاء أبرهة الحبشي ليهدم ألكعبة قال عبد المطلب جد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الذى كان يعبد الأصنام من دون الله: (للبيت رب يحميه) هذا الرجل مع كونه يشرك فى عبادة الله آلهة أخرى بيد أن عنده أثارة من علم بأن لهذا البيت ربًّا يدافع عنه، ولهذا الكون ربًّا يرعى شئونه ويحميه من المعتدين ألظالمين فأراد الله تبارك وتعالى وقد خلت الدنيا من الموحدين وأتباع الرسل أن يبين لهؤلاء المشركين أنه -حقًا- للبيت رب يحميه، وأن يثَّبت هذه الحقيقة فى قلوبهم، فأرسل دفاعه الرباني عن بيته المكي بالطير الأبابيل التى تحمل حجارة من سجيل للقضاء على المعتدى الظالم، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [الفيل بتمامها]فكانت هذه الأزمان –قبل بعثة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم- تتدخل العناية الإلهية؛ للذود عن البيت وعن البقية الباقية من العقيدة فى قلوب هؤلاء الذين أشركوا فى عبادته الأنداد!.بعد بعثة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ووجود الموحدين وأتباع الرسل، فقد ألقى الله على عاتقهم عبء حماية الدين والعقيدة والذود عن الأنبياء والرسل وحمايتهم من تجنى ألجناة وكيد الكائدين واستهزاء ألمستهزئين ليكون هناك دفع ويتخذ الله من المؤمنين المدافعين عن شريعته ودينه شهداء وتتحقق سنة الله فى الأرض {لِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} [آل عمران140] ، { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران 142] {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} [التوبة16 ان اسرائيل تهزأ بالمسلمين وتعيث في الارض فسادا وان امريكا تساعد الكيان الاسرائيلي وتدعم توجهاته للاعتداء على حرمات المسجد الاقصى ، ومع كفرهم وظلمهم وبغيهم فى الأرض لم ينزل الله عليهم صاعقة من السماء، أو يرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، لأن الله تبارك وتعالى اقتضت حكمته أن يترك تصريف مثل هذه الأمور لخلفائه فى الأرض من المسلمين الموحدين الذين أعدوا لهم ما استطاعوا من قوة وبأس.أما أصحاب ثقافة (للبيت رب يحميه) فهؤلاء كُثر فى هذه الأمة التى أصبحت غثاءً كغثاء السيل بفعل هذه الشائعات التى أسكنتهم وأخملتهم فلم تعد لهم شوكة ولا يخشاهم عدوهم. ايها الملوك والرؤساء العرب والمسلمين افيقوا مما انتم فيه من خذلان وهوان واعلموا ان التمسك بنمط للبيت رب يحميه يتعارض والعقيدة الاسلاميه والله تبارك وتعالى يكره هذا الخنوع والخضوع للأعداء بل قال: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال60] فالمسلم الحقيقي من يجاهد أعداء الله باليد إِنِ استطاع وباللسان إِنِ استطاع، وبالقلب إِنْ لَمْ يستطع. لتدفعوا عن انفسكم أيها المسلمون الذل والهوان ! واعملوا بجد واجتهاد وادفعوا عنكم الخنوع والذل؛ وانصروا المسجد الاقصى وحرروا القدس من براثن الاحتلال واعملوا دون تمرير اسرائيل واليهود لمبتغاهم بهدم المسجد الاقصى والعمل على اقتسامه وتقسيمه.