وعد بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وهنا ان كان وعدكم بلفور فهو زائل اولا واخيراً، اما وعد الله فهو الباقي، فانتظروا ما وعدنا الله.
و بعودة اليهود الأخيرة لفلسطين فقد اقتربت فصول الصراع من النهاية، فقد عاد اليهود بالفعل للقدس مرة أخرى بعد وعد بلفور و هم يعيثون فيها فساداً، و لعل القادم، هو عصر امتحان للعباد الصالحين الذين سيثبتون على الحق و يتبعون منهج النبي محمد، و ما هو كائن الآن في زماننا فهو وعد الآخرة الذي وعده الله لبني إسرائيل، الوعد الإلهي بتدمير اليهود، قال تعالى ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَــابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7 ) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8 ) ).
فالوعد واضح في سورة الإسراء تنطق بالحق، وتظهر الماضي والحاضر والمستقبل لكل متأمل بصير.
وهي إشارات يراها كل اعمى وكل بصير، (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ).
وبذكرى الوعد المشؤوم، وما تمر به القدس اليوم، كتبت قصيدة بقلمي بعنوان هي القدس:
هِيَ القُدسُ
لَا اَنتُم مِنهَا وَلَا هِيَ مِنكُم
تَعَالُوا عَلَيهَا وَعَلَى كُلِ مَن فِيهَا
فِي القُدسِ رِجَالٌ مُرَابِطُونَ تَكفِيهَا
وَلِلأَقصَى ربٌ سَيَكفِيهِم وَيَكفِيهَا
هِي عَرَبِيّةٌ كَلِسَانِ حَالِ أَهلِيهَا
وَلَنَا فِيهَا حَرَائِرُ هُم أَعَزُ مَن فِيهَا
هِيَ القُدسُ
اِن سَقُمَت بِكُم فَاللّهُ شَافِيهَا
وَاِن عَجِزَت فَرَبِيعُ عًُمرِنَا نَهدِيهَا
واِن سَقَطَت عَلَى أَجسَادِنَا نُعلِيهَا
وَاِن اِعتَرَاهَا الزَمَانُ لُحُومُنَا نَكسِيهَا
وَاِن صَابَهَا جَزَعٌ تَبَاكَينَا بِأَروَاحِنَا نُلَبِيهَا
وَاِن تَقطّعَ بِهَا رَحمُ العُرُوبَةِ مَن كُلِّ صَوبٍ نَأتِيهَا
وَاِن جِرتُم عَلَيهَا تَذَكَرُوا اَنّ اللّه بَارِيهَا
هِيَ القُدسُ تَهُونُ لِأَجلِهَا الأَروَاحُ والنَفسُ
فِي كُلِ وَقتٍ نُنَاجِيهَا بِالجَهرِ وَ الهَمسِ
هِيَ قِبلَةُ الأنَبِيَاءِ وَالأَقرَبُ لِلسَمَاءِ وَالشَمسِ
حَقِيقَةٌ مِنَ اللَهِ أَدرِكُوهَا بِلَا لُبسِ
اِدخُلُوهَا كَمَا دَخَلتُمُوهَا بِالأَمسِ
سلام لكم وعليكم
كاتب المقال محمد جهاد حمدان