سلام الله أبدا ما بقيت ياسر عرفات منا سلاما
أنت أقسمت أن لن تناما فبكيناك دمًا ودمعاً حجاما
سلام من الله عليك سيدي وقائدي ومعلمي أبا عمار ورحمة من الله تجللك بفيضها وتضللك بفيء خيرها ورحمة منه وبركات زاكيات عطرات من ريح الجنان عبقها ومن سلسبيل لذة للشاربين روائها.
وعليك السلام إبني رامي ومن خلالك أبُلغ اطيب السلام والشوق والحنين والامنيات الدائمات الناميات بالخير العميم لكل أبنائي وأحبابي وشعبي الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية ولكل أحرار وشرفاء وإنساني يتحرك لخدمة فلسطين وخير البشرية في كل مكان.
سيدي أيها الشهيد السعيد ابا عمار وسلام على روحك الطاهرة, فانت يا من علمتنا أن نمضي على وحدة الصف والكلمة وأمرتنا أن ندافع عن الحق وثرى هذا الوطن, ولم تكن أبدا لفئة من الشعب وإن حق لهم أن يفتخروا إنهم قلدوك إنما أنت كأحبتك عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وأحمد ياسين والوزير وخلف والشقاقي وابو على مصطفى وابو العباس وعطايا ابو سمهدانه والنجاب, فأنت كنت لكل حرٍّ شريف وطني أبيٌ, سيدي أبو عمار تقبل مني هذه الكلمات البسيطة فوالله لم تستغ روحي الصمت وذكراك ستمر علينا خلال سويعات معدودات.
سيدي وقائدي أبا عمار ونحن في شوق إليك, عشقنا لك لما ينضب بعد, كلما يمضي الزمان يتجدد وعهداً مني إليك إنني ومن أحبك سنمضي فداءاً لدربك وسنبقى جندك الأوفياء الناهلين من مدرسة وطنيتك وجهادك وروحك الطاهرة أصول الثورة والمقاومة والإباء والوفاء والنضال.
إبني رامي بودي أن أسالك عن أحوال شعبي وأحبتي وأبنائي ووطني الحبيب فلسطين! وهل هم يحافظون على العهود وباقون على الوعود؟
صحيح سيدي أبا عمار وكأني بك لا تريد الحديث عنك وعن أحوالك والدواهي التي مرت بك!!! سأجيبك سيدي أبا عمار على سؤالك الهام عن أحوال شعبك ووطنك وما جرى عليهم بعدك, وأعلم سيدي أبا عمار إننا بعدك أمسينا منقسمين ما بين ضفة وغزة, حكومة هنا وحكومة هناك وقرارات هنا وفرامانات هناك, وبرامج هنا ودساتير هناك, وأصبحنا شمال وجنوب, فرق هنا وتكتلات هناك, أصبحنا حركات هنا وأحزاب هناك, وتفرقت تلك الحركات والأحزاب والتكتلات إلى فرق مشتتين ومبعثرين, ولا يمضي علينا يوم إلا وسمعنا عن حركة حديثة أو حزب جديد بما ينبري معلنا عن فحواه كل بما لديهم فرحون, وكلهم يتغنون بك وبحبك وعشقك وبجهادك ومدرستك جمعتهم حيا, وكانوا خلفك رجل واحدا.
فارقتنا سيدي وفاضت روحك النقية الى جوار بارئها حتى أصبحنا في شتات وفراق وتناحر وتخوين وتسقيط وإتهامات وكل يدعي الوصل بك وبجهادك وسيرتك وأقولها لك سيدي وأشكوا الأمر لله ولك, ان اسمك وفكرك امسى لعق على ألسنتنا ندور به مادارت معايشنا ومصالحنا وغاياتنا, قريبين منك خطابة, بعيدين عنك قولا وعملا، الأمر الذي جعل النصر والتمكين بعيدا عنا, نلته بصدق تقواك وإيمانك ومعتقداتك ودينك وزهدك وعفتك ووطنيتك وإخراج حب الدنيا من قلبك وإبتعد عنا لأن كل تلك الموبقات فينا، إتبعنا شهوات الدنيا والرياء وحب الظهور وطلب السمعة فأمسينا بعد العز والشموخ, بؤساء نحكم ولا نحكم ندعوا الله فلا يستجيب لنا!!!
سيدي أبا عمار لن أطيل فالحال يطول شرحه وأعلم أن المواجع وتقليبها في حضرتك يؤلمك, وإن تناولها وأنت المعول علينا في الشدائد ولم نكن بمستوى طموحك يؤرقك, ويسبب لك الحزن الشديد, ولكنني سيدي لابد أن أكون أمينا معك لعلمي بقوة صبرك وجلدك وحكمتك وهنا سيدي أتوجه بالسؤال لك, هل يرضيك ما جرى منا وعلينا من حال لخصته لك بموجز خلاصته إننا إبتعدنا عما أراده الله وأردته وتمنيته أنت لنا وفق أسس الإيمان الحق والجهاد الصادق وتقوى الله المفضية إلى النصر الناجز والمخرجة من الشدة الى الرخاء؟؟
إبني رامي بلغ شعبي العظيم عني السلام, وقل لهم ان الخلاف والإنقسام هو النقمة وسبق لي ان وجهت خطابي أورثته لكم خلاصة علمي وما إستخلصته بجهودي المتواضعة الفقيرة لله وكان خطابي المحب لكم جميعا يدعوكم إلى وحدة الصف والكلمة سواء أكنت حيا بينكم أو نلت الشهادة, وأذكركم أحبتي وأبنائي وأعزتي بما قلته لكم في رسائلي الموجهة لكم قلت فيها " يا أخوتي ويا أبنائي من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية والرملة والناصرة والقدس ويافا ورفح وبيسان, من ابناء طولكرم ورام الله والخليل, من ابناء فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والألوية والكتائب, من أبناء وطني فلسطين في كل مكان, إني اعاهدكم بأني لكم جميعاً, ومن أجلكم جميعاً, وأنكم جميعاً أحبتي في الحاضر والمستقبل, فلتتوحد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم من أجل فلسطين وبناء وطن كريم حر وقوي, يغمره النظام والعدل والمساواه, وتسوده كرامة الإنسان, ويشعر فيه الشعب جميعاً على اختلاف ألوانهم الوطنية ومذاهبهم بأنهم اخوة, يساهمون جميعاً في قيادة وبناء وطنهم فلسطين, وتحقيق أهدافهم الوطنية المستمدة من رسالتنا الإسلامية والوطنية وفجر تاريخنا الفلسطيني العظيم, فعليكم بالوحدة والوحدة والوحدة ففيها قوتكم ونجاتكم.
سيدي وقائدي أبا عمار الحديث معك وفيك ممتع, وفيه شجون وشجون, ولا ينتهي ويطول, ولي معك إنشاء الله في كل ذكرى حوار وحديث, سأتركك سيدي بعين الله وفي رحاب جنانه سعيدا شاهدا وشهيدا, وقبل هذا وذاك بودي سيدي أن أسمع منك رسالة إلى أمتك وشعبك وأحبتك وأبنائك ومن هم اليوم في حكم الوطن الفلسطيني، وبودي أن تكون الرسالة مختصرة للغاية وواسعة المعاني بليغة في فحواها ومفضية إلى النصر في مؤداها فما هي رسالتك لشعبك في ذكراك العطرة العاشرة.
إبني رامي ومن خلالك لهذا الشعب العظيم أقول لكم وأوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم وتمتين جبهتكم وتقوية بيتكم الوطني الفلسطيني الداخلي, وإزالة الخلافات والإنقسامات فيما بينكم, وبلغ شعبي وأحبتي في كافة الفصائل الوطنية والإسلامية, مني السلام وقول لهم إن عيني وأنا في الجنان عليكم تدمع وقلبي من فرط الحزن على مآسيكم يجزع عليكم.
سلام الله عليك سيدي وقائدي أبا عمار, ولن ننساك وشهدائنا الأبرار الأطهار أبدا, طابت بكم أحياءاً فوق ثرها أحييتم, فينا روح الثورة والعطاء وشهداءاً تحت ثراها عملاقان, أنحني وشعبي ولكل من عرفكم لكم إجلالا وإكراما وإحتراما, فداك وفلسطين روحي ودمي وما أملك سيدي ونور عيني أبا عمار.
*رئيس تحرير وكالة وعد