تصريحات الرئيس المصري وافتراض حسن النوايا لإسرائيل تتعارض وواقع المشروع الصهيوني

بقلم: علي ابوحبله

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حديث لصحيفة لا فيغارو الفرنسيه اعرب عن اعتقاده بان اسرائيل مستعدة لإعادة الضفة الغربيه الى الفلسطينيين ، لا بد وان هذا التصريح يستوقف جميع الفلسطينيين لانه بالحقيقة منافي للواقع ، ويبدوا ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي شغل مناصب قياديه عليا في الجيش المصري ، وشغل منصب التنسيق مع اسرائيل بعد كامب ديفيد يجهل حقيقة المشروع الصهيوني الذي يهدف لتهويد كامل فلسطين ويتطلع لامتداد اسرائيل لتصبح من النيل الى الفرات ، وان اسرائيل في مشروعها الصهيوني للشرق الاوسط الجديد ما زالت عيونها صوب سيناء وان اسرائيل تعرف دقائق وتفاصل ما يجري في سيناء وان الارهاب الممارس في سيناء يتم بالغطاء الاسرائيلي ، وان السيسي اذا كان يجهل حقيقة ما يجري في سيناء فاننا نتسائل عن تهريب الافارقه لاسرائيل وعن حقيقة تجنيد عملاء لاسرائيل في سيناء ونسأل عن اهداف اسرائيل في سيناء ، وعن التدخلات الاسرائيليه في مصر وعن حقيقة سد النهضه ومن يدعم اثيوبيا في بناء سد النهضه وعن امتدادات اسرائيل في افريقيا وعن قواعدها وتدخلاتها في جنوب السودان ، ونعود للاعتقاد الخاطئ للرئيس عبد الفتاح السيسي عن نية اسرائيل في اعادة الضفة الغربيه للفلسطينيين وهي تتوسع يوميا في بناء الوحدات السكنيه واقامة مشاريع استيطانيه لتشمل كافة الاراضي الفلسطينيه وهي تسارع الخطى في تهويد القدس والمسجد الاقصى ، اذا كان الرئيس السيسي يجهل تلك الحقائق عليه ان يطلب من مستشاريه خارطة الاستيطان في الضفة الغربيه وعن قرارات الاستيلاء على الاراضي الفلسطينيه ووضع اليد عليها لصالح الاستيطان وان يطلب كشف مفصل عن سياسة هدم البيوت في الاراضي الفلسطينيه لحماية الاستيطان والمستوطنين ، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عليه ان يراجع تصريحاته ليتعرف حقيقة على النوايا الاسرائيليه ومشروعها التوسعي ليس في فلسطين وانما ليشمل العالم العربي ، وان حقيقة تصريح الرئيس المصري يذهل الفلسطينيين والعالم العربي والاسلامي ويضعهم امام سؤال وهو ان اكبر زعيم دوله عربيه يدلي بتصريح لا يتوافق والواقع الذي عليه المشروع الصهيوني مفترضا حسن النيه بكيان اسرائيلي عنصري يسعى لفرض وجود دوله عنصريه قوميه لليهود ضمن محاولات دفع العالم للاعتراف بيهودية الدوله ، وعلى الرئيس المصري ان يعلم ان اسرائيل دوله عنصريه ودينيه متطرفه مزروعه في قلب العالم العربي ، وقد اقرت حكومة الكيان الاسرائيلي ، مشروع قانون القومية اليهودي، ابانتظار التصويت عليه في الكنيست الإسرائيلي. ويهدف مشروع القرار الى تعريف دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وترسيخ قيم دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية بروح مبادئ إعلان الاستقلال.ومن المبادئ الاساسيه لمشروع القرار اعتبار فلسطين أرض إسرائيل وبحسب مشروع القانون هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ومكان إقامة دولة إسرائيل. ومن خلال القانون العنصري المتطرف يعرف دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي الذي يحقق فيه الشعب اليهودي حقه في تقرير المصير وفقا لتراثه الثقافي والتاريخي.والحق في تحقيق تقرير المصير الوطني في دولة إسرائيل هو حق أصيل للشعب اليهودي.وان القانون يشرع الى كل اليهود مؤهلون للهجرة إلى البلاد والحصول على جنسية الدولة وفقاً للقانون. ووفق القانون سيتم على جميع المنفيين من الشعب اليهودي وتعزيز الروابط بين إسرائيل والجاليات اليهودية في الشتات.وان الشريعة اليهوديه بمثابة مصدر الهام التشريع للكنيست الاسرائيلي ، القانون الاسرائيلي يسلب الحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني ويسقط حق العوده للمهجرين الفلسطينيين قسرا وبالقوه عن ارض وطنهم فلسطين ، ان زرع كيان اصولي ديني يهودي في فلسطين يعد خطرا على الشرق الاوسط ويعد الكيان اليهودي الاصولي امتداد للحرب الصليبيه ضد المسلمين في كل انحاء العالم ، مشروع القانون الاسرائيلي يخالف قوانين ومواثيق الامم المتحده وهو يتعارض مع القانون الدولي الانساني ، ان الصمت الدولي ضد مشروع قانون اصولية الدوله اليهوديه خطر يتهدد الامن والسلم العالمي ويدفع بالمنطقه برمتها لاتون الحرب الدينيه ، وهذا بواقعه وحقيقته يتعارض مع تصريحات الرئيس المصري مما يتطلب من الرئيس المصري التحقق من حقيقة وواقع المشروع الصهيوني الذي يتهدد الامن القومي المصري قبل ان يدلي بتصريحاته التي تعبر عن حسن النوايا الاسرائيليه .