نفتالي بينيت مستوطن إرهابي ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

عيب على أمريكا أن لا تقوم بإعتقال الإرهابي نفتالي بينيت زعيم حزب المستوطنين (البيت اليهودي) ووزير الإقتصاد في حكومة نتنياهو وتحاكمه بعد محاضرته المثيرة للقرف وتهجمه على الولايات المتحدة وسياساتها، وتصريحاته المثيرة حول ضم القدس والضفة الغربية والجولان، وإعتباره أن حل القضية الفلسطينية يكمن في عدم حلها ...!

إن هذه التصريحات التي عبر عنها صراحة في المؤتمر السنوي لمنتدى صبان الإسرائيلي الأمريكي الحادي عشر والذي عقد في واشنطن والذي تحدث فيه عدد من المسؤولين الأمريكيين من جوبايدن وهلاري كلينتون وجون كيري وكبيرة مستشاري الرئيس أوباما والقائمة تطول ...الخ.

إن سكوت الولايات المتحدة على مثل هذه التصريحات هو مشاركة وتغطية لفكر الإستيطان الصهيوني الإرهابي ما لم تقم بإدانة هذه التصريحات والمواقف المعبر عنها علانية داخل أمريكا نفسها.

إن تأكيد المسؤولين الأمريكيين على العلاقة الإستراتيجية التي تربط بلادهم بالكيان الصهيوني والحفاظ على أمنه وسلامته وكأنه يقع تحت التهديد، يؤكد مشاركة الولايات المتحدة للجرائم التي يرتكبها هذا الكيان الغاشم في حق الشعب الفلسطيني أولاً، وبقية شعوب المنطقة، والتغطية على إرهابه وجرائمه من القتل والإعتقال والتوسع والضم وفق سياسة صهيونية ثابتة ومعلنة من جانب ساسة هذا الكيان ويعتبر تحدٍ صارخ للشرعية الدولية وللقانون الدولي، تفرض على الولايات المتحدة أن تحدد موقفها من هذه الجرائم التي توصف بجرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني والدولي.

إن أمثال الوزير الصهيوني نفتالي بينيت الذي يقف على يمين اليمين الصهيوني، يمثل صورة واضحة من صور قادة الإرهاب والإستيطان الصهيوني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني دون رادع، فماذا تمثل مثل هذه التصريحات والمواقف المعلنة أليست هي الإرهاب بعينه ؟! الذي تدعي الولايات المتحدة أنها في حرب ضده منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، إن سياسات الكيان الصهيوني وجرائمه في المنطقة تعتبر أهم موئل ومصدر من موائل ومصادر الإرهاب في الشرق الأوسط، إن مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط تقتضي القضاء على موئله ومصادره الفكرية والمادية قبل مواجهته العسكرية، وفي مقدمتها هذه الثقافة الإستعمارية التي يمثلها الكيان الصهيوني وغلاة الصهيونية من الإرهابيين المستوطنين أمثال نفتالي بينيت، لكن الإزدواجية الأمريكية في التعاطي مع ظاهرة الإرهاب تخرج هذا الصنف من الإرهاب الصهيوني الإستيطاني من دائرة المواجهة، بل يحظى بالرعاية المستترة والظاهرة أحيانا عندما يستضاف أمثال نفتالي بينيت ويتاح لهم مخاطبة الجمهور الأمريكي من البيت الأمريكي مباشرة، وعندها تسقط أوراق التوت التي تتستر بها الولايات المتحدة، كما يسقط إدعاؤها في البحث عن السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية على أساس مبدأ الدولتين، من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين وتحت رعايتها، والتي ثبت فشلها على مدى عشرون عاماً خلت.