سيدي الرئيس... اوجعتني...!!

بقلم: توفيق الحاج


كما هو متوقع رفض المشروع الفلسطيني المبندق في مجلس امن امريكا الملاكي!!وكاننا رضينا بالهم والهم مارضي بينا.....!!وقفت معنا فرنسا الكافرة وخذلتنا نيجيريا نصف المسلمة ..!! وهذا ليس نهاية العالم... وليس فشلا كما يدعي البعض.. والا لما حذرت امريكا وتوعد نتنياهو وهدد.. وارغى ليبرمان وازبد!!

محاولة..واجتهاد..رب ضارة نافعة...!!رغم ان قشة محكمة الجنايات الدولية قد لا تنقذ غريقا لان المحكمة لا تتعامل الا مع دول كاملة العضوية معترف بها ونحن لانزال دون السن..!! وان تعاملت فلن تدين اسرائيل لانها ليست عضو فيها وان ادانت فقد تدين بالمقابل فلسطينيين..!!
طبعا ..المني الفيتو ..والم شعبي كله.... لكن ما المني اكثر تلك الترسانة الجهنمية من الشماته والتشكيك والتخوين والحقد المحلي التي اظهرها البعض الساقط وطنيا وعروبيا..وحتى اسلاميا.. وكآنهم استبدلوا نتنياهو بعباس.. ويعلون بصائب عريقات!!ولم نعد نستطيع التفريق بين مواقفهم ومواقف امريكا واسرائيل ..!!
اعرف ان حقد البعض مبعثه خيبة الامل من ضمان رواتب الرعية وهي حق ...!! والبعض الاخر من طرد ومطاردة الثائر المقامر...!! والبعض الثالث كما ذيل الفرس من باب معاهم معاهم عليهم عليهم !!
ولا اعرف متى سيتعلم العلماءالفقهاء...مما يدور حولهم ومن جيرانهم بالذات ...فرغم وجود معارضة دينية سرشة ومعارضة يسارية مريضة في اسرائيل لم نسمع يوما عن من لعن بيجن في كامب ديفيد أو خون رابين في سلام الشجعان!! او شكك في بيرس التعبان .. صحيح ان رابين قتل على يد متطرف في سابقة لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد لان اسرائيل لديها نظام برلماني غربي راسخ وديمقراطية اثنية تحترم اليهودي فقط..!!
بينما عندنا هنا وهناك فحدث ولاحرج ..ديمقراطية الغلبة والبيعة..!! من الحاكم الامر وعلينا السمع والطاعة والا فالخروج على الجماعة.. لم يمر زعيم اوقائد عربي اختلفنا معه وخالفناه الا وخوناه ولعنا امه واباه.هذا ان لم نكن قد اغتلناه ،حتى ابو عمار قلنا فيه ماقال مالك في الخمروبعد ان تخوزقنا اكثرمن بعده..بكيناه ..!! وانا على ثقة اننا بعد ان نتخوزق بمن يخلف ابا مازن سنبكي اكثر واكثر ولن يكون صباحنا كما يتهيأ للبعض.. سكر !!
لقد جربنا اعواما ربيعية ربانية..فربتنا... ورأينا بام العين خيبات من الوالي اصابتنا...جعلتنا ننشد نادمين لشاعر معذب حزين..(بكيت من عمر فمات فسرني.. فعاشرت اخوانا بكيت على عمر)..!!

عشنا في عهد الاحتلال مع الليخم والشمينت ذلا وقتلا وقهرا وخوفا ... وصبرنا
وعشنا في عهد السلطة مع الحلم والعلم ..صدمة وظلما وفسادا وخذلانا.......وصبرنا
وعشنا ولا نزال في عهد الانقسام مع الهم والغم..خيبة ورعبا وحصارا وحربا....وصبرنا ونصبر
مرت الاعوام ..تنازلنا قليلا ومؤقتا عن احلامنا في العودة والتحرير من اجل مصالحة بين ذئبين على فنجان محبة ولم تنجح...!! لان فينا من يرى في نفسه خالقنا فسوانا ومن يرى في نفسه انه المبعوث..سيدنا ومولانا!!
والان ....
ماذا فعل الرئيس ابو مازن ...لكي ينال من المارقين الحاقدين ما نال..؟
رئيس مقيد عاجز..صارحكم بعلتكم ..حاول واجتهد ...بينما انتم حاولتم في الخفاء وبعتم انفسكم لمن يدفع اكثر وزايدتم ثم غامرتم وغامرتم وغامرتم ..بدمنا وبيوتنا ومستقبلنا..ولم نجن منكم الا ماهو اسوأ واشد..!!
قالت امي رحمها الله: (اريد من بكاني وبكى عليا ...لا من ضحكني وضحك عليا)
قد ينخدع البعض الساذج بشعارات التحرير من النهر الى البحر.. وبخطب الانتصار في ساحة او فندق.. وبخطط الاعمار للمدمرة بيوتهم في غزة وربما عن قريب في تل ابيب...!! شعارات عذبة ..نحبها..نتمناها ..هتفنا بها يوما في مهرجان حافل..!! ولكنها للاسف في واقع نعيشه اليوم لاتساوى بشيكل فلافل .!!
لا اطلب من احد ان ينهزم بقدر ما اطلب منه ان يهبط من عليائه ويلامس الشوك في عيوننا...
نحن وحدنا..نشكو ضعفنا وقله حيلتنا وهواننا الى الله ولن يقوينا ويحقق احلامنا وشعاراتنا الا بتوحد قلوبناوعقولنا على هم الوطن فقط ومن يظن غير ذلك واهم ومش فاهم ..ومن يكفر بالوطن كمن يكفر بالله..يكفر بكل شيء..!!
سيدي الرئيس...لم يغرني فيك او في غيرك يوما جاه او منصب او لون وعندي صباح وطني الحزين بكل الكون
لم اكن يوما محسوبا عليك ... لم اسع يوما لغيرك او اليك ... اما اليوم ..فافخر اني اول المؤمنين بالله ثم بك..وحجتي وشعبي بين يديك.... يكفيني انك مخلص تحاول ما استطعت.. فاقول فيك ما قال الحكيم لابي عمار يوما ( قد نختلف معك ، ولكن لا نختلف عليك..)
سيدي الرئيس...اوجعتني العبارة (خذلنا مجلس الامن..وين نروح..؟!!)
لا تيأس ..لا تحزن... لا تقنط من رحمة السماء..سر على بركة الله... لا تلق بالا للغربان الناعقة ....فكل الشرفاء الاوفياء تحس بك وتسمعك
الله معك......................................