أطفال غزة وسوريا ضحايا الحصار والإنقسام والكاز العربي

بقلم: راسم عبيدات

عمر وخالد الهابيل اطفال بعمر الورود قضوا نحبهم حرقاً على مذبح الحصار والإنقسام،قضوا نحبهم بسبب إنقطاع الكهرباء،والتي جزء من أزمتها مفتعلة على مذبح المناكفات والصراعات بين طرفي الإنقسام،قضوا نحبهم بسبب الحصار الظالم المفروض على شعبنا واهلنا في قطاع غزة،حصار منبعه وأساسه عربي قبل ان يكون أجنبيا،وهنا يحضرني قول وزير خارجية فرنسا فيدرين إبان الحصار الأطلسي على بغداد قبل إحتلالها وإغتصابها، عندما سأله أحد الصحافيين،لماذا تحاصرون العراق وانتم لديكم علاقات ومصالح مع العراق..؟ فكان جوابه: من يحاصر العراق هم العرب والمسلمون،فليفتحوا حدودهم مع العراق وسيسقط الحصار، ولكن لا إرادة ولا مالكين للقرار برفع الحصار لا عن غزة ولا عن بغداد من قبلها، فالقرار للمعلم الأمريكي، وهو لم يعط الأوامر برفع الحصار،لأن مثل هذا الحصار لا "يدمر العلاقات بين الناس"،بل ما يدمرها على رأي "جيف ريتكي" الناطق باسم الخارجية الأمريكية هو توجه السلطة الفلسطينية للإنضمام لمحكمة الجنايات الدولية، لمقاضاة ومحاكمة قادة الإحتلال الصهيوني على ما إرتكبوه من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني..؟؟،يموت أطفال غزة ويحرقون،وكذلك أطفال سوريا والعراق،وحرقهم أو موتهم لا يعني ل"جيف" شيئا،ولا يعذبه ضميره لا هو ولا كل أركان حكومته من القتلة والمجرمين، فهم في نظره ونظر حكومته وكل الغرب المتوحش،كم زائد ولا قيمة لحياتهم،المهم أن لا يصاب طفل اسرائيلي، فهنا الكارثة وهنا قمة الوحشية؟،وهنا تستنفر كل دول الغرب ومؤسسات المجتمع الدولي،من اجل إدانة "الإرهاب" الفلسطيني،وربما يدعى مجلس الأمن للإنعقاد تحت الفصل السابع،وإستخدام القوة العسكرية.

كم أنت منافق ومخادع ومضلل ومستأسد في زمن تعز فيه الرجال والأسود؟ في زمن "التنعج"والإنهيار وثقافة الإنهزام والإستسلام..ولو كان هناك عرب أقحاح لما كان هناك أمّيّ لا يعرف أن يفك الخط شخصية العالم العربي الثقافية لعام 2014،ويتمسح به تجار وسفلة ومرتزقة من عالمنا العربي على انه خادم للحرمين الشريفين، ولما تجرأ مشايخ مساطيل ومهابيل على تبديد ثروة الأمة على "الطقيع" في احتفالات رأس السنة الميلادية...أطفال غزة وسوريا انتم أكاليل عز وغار فوق رؤوس كل الشرفاء من هذه الأمة..

أطفال سوريا تموتون من البرد والجوع في مخيمات اللجوء القسرية في الدول المجاورة، وتغتصب طفولتكم بالنفط والكاز العربي،ذلك الكاز الذي يدفع ثمن ذبحكم وقتلكم وتشريدكم،وتدمير بلدكم مليارات الدولارات...باسم الوهابية التكفيرية وإقامة ما يسمى بدولة الخلافة تذبحون وتسبى وتباع أمّهاتكم وأخواتكم جواري في سوق النخاسة لقوادي أمراء النفط الخليجي.

باسم النفط يذبح أطفال سوريا والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين، وما أعظم ما صنع النفط فينا!...النفط يذبحنا والنفط يدمرنا والنفط يقسمنا ويجزئنا،النفط يغتال طفولتنا على طول وطننا العربي..

النفط يدمر سوريا ويفتتها، النفط يعمق إنقسام فلسطين وحصار شعبها في قطاع غزة..ملعون هذا النفط الذي لا يضيء بيوت غزة، ملعون هذا النفط الذي يذبح أطفالنا،ملعون هذا النفط المخفضة أسعاره بأوامر امريكية لمعاقبة كل من يقول لا للمشاريع الأمريكية في المنطقة من عرب وعجم وروس....خسائر تخفيض أسعار النفط العربي تكفي لتحقيق تنمية شاملة في كل المنطقة العربية،مليارات الدولارات تهدر بسبب مشايخ وامراء يورثون الدول لعائلاتهم وقبائلهم، ويتصرفون بها كإقطاعيات واملاك خاصة بهم،مليارات تدفع للأمريكان والغرب الإستعماري مقابل حماية عروشهم.

ما زال أطفال غزة بعد حرب عدوانية استمرت 51 يوماً،يلتحف من دمر العدوان بيوتهم وشردوا منها السماء ويفترشون الأرض،واموال الإعمار العربية والدولية،لم تصل ولن تصل، ما زال هناك من يختلفون عمّن هو مسؤول عن هذه الأموال،فالخلاف بين طرفي الإنقسام على ذلك ،جعل العدو يفرض شروطه على إعادة الإعمار،ب حيث أصبح هو صاحب اليد الطولى في المنفعة والإستفادة من إلإعمار، وفي التحكم في شروطه،وما هو مسموح بدخوله من المواد الخام وما هو غير مسموح، وبشروط يحددها هو لا نحن،وبموافقة دولية وعربية.

نحن دفعنا ثمناً باهظة في الحرب العدوانية الأخيرة على شعبنا ومقاومتنا في القطاع،وحققنا صموداً ونصراً نسبياً،لا لكي يبقى العدو متحكماً في كل مداخل ومخارج حياتنا هناك، ولا من أجل ان يموت شعبنا ويحرق اطفالنا على مذبح الصراعات والخلافات بين طرفي الإنقسام،ولا على مذبح الأجندات والمحاور العربية والإقليمية.

إرحموا شعبنا من كل خلافاتكم ومؤامراتكم وأجنداتكم،فالشعب ضاق ذرعاً بكم، ضاق ذرعاً بان يكون الوقود والحطب لأجنداتكم ومخططاتكم.

إتركوا أطفال سوريا يعودون لبلدهم...سوريا تعرف كيف تصون اطفالها...سوريا ترضعهم عزة وكرامة وعروبة...لا خسة ونذالة وعمالة كما تريدون لهم في مخيمات القهر والذل.

إتركوا غزة تعود لحضن الشام،فأنتم من ضللتم وخدعتم البعض منا، لكي يخرج من حضن الشام،وبخروجه تاه وأصبح حاله كالغراب الذي حاول ان يقلد مشية الحجل، لا هو مشى ولا إستطاع العودة للطيران.

لن تبرأون من خطايا أطفالنا ،لا في غزة ولا في الشام ولا في بغداد،وستبقى دماؤهم ولعناتهم تطاردكم وتدق مضاجعكم،قائلة لكم بأنكم أخس انواع البشر،قتلة،مجرمون،تجار دم وأوطان لن تغفر لكم صلوات وعبادات التمسح بالدين،فتحت عباءاتكم وبين شعيرات لحاكم يسكن مليون شيطان وعفريت،ولن تعرف أجسادكم طريقها للجنة فهي مجبولة بدم الضحايا من أطفال العراق وليبيا وسوريا وفلسطين.

القدس المحتلة – فلسطين