في ظل المتغيرات المتسارعة في اوروبا وخاصة على الاراضي الفرنسية كونها الدولة الاولى التي وقفت في الواجهة الأوروبية امام الصلف والتعنت الاسرائيلي والضياع المتشعبة اهدافة في عالمنا العربي وضياع سياسة الأمّة الواحدة وانحلال التماسك الاخلاقي بين الامم العربية والاسلامية على ارض الواقع العربي .. اليوم وبعد كل تلك الرحلة المراتونية وتشعبات المصالح الغربية في بلادنا نجد عملاق تتكسّر صخور الارض تحت اقدامه تتسارع خطواته وتتنامى في الافق معالم الصمود والتحدي لدى رجالاته وتظهر جليّة في الافق ملامح الوحدة رغم بعض التجاذبات هنا أو هناك ولكن البشائر التي تلوح في الأفق تؤكد ان تونس عصيّة عن الكسر وتونس رائدة التقدم والتوحد في منطقتنا العربيية ...
اليوم تونس تعيش عرسها الرابع في ظل توافق سياسي منقطع النظير في ظل تلاحم وطني واعي يدرك جيّدا تحديات المرحلة وتناغمات السياسة وتوافقات الواقع .. تونس اليوم اصبحت قادرة على رفع راية التحدي والصمود ضد أعتى الهجمات مهما كانت اسبابها أو مسبباتها .. تونس اليوم تتصدى بحكمة الشيخ وحنكة المناضل وتكاتف اطياف الشعب تتصدى لكافة المؤامرات التي حيكت ومازالت تحاك ضدها اليوم تونس ترفع راية الإستقلال من جديد اليوم تصنع العزة بصمود من حديد اليوم تونس كما عهدناها مستقلة صامدة تبني نفسها بسواعد رجالها وقوة مؤسساتها رغم ضعف امكاناتها....
اليوم الرابع عشر من شهر ياناير تنتشر في الافق بوادر عزّة واصرار على المضي بالمسيرة الى الأمام .. اليوم تونس حاضرة بين جنبات صراعات الامّة العربية والإسلامية راعية الكرامة بتوافقات محلية وتوازن سياسي خارجي منقطع النظير .. اليوم تونس بحنكة رجالها واصرار شعبها على المسير في الإتجاه الصحيح والمرسوم بدقة اليوم تسير يتأني الى الامام المشرق الى الانطلاق الى التميّز .. اليوم تونس تنادينا وتنادي الامّة اجمع الى دراسة الواقع والسير جديّاً بنفس المسير والتوحد بين اطياف الامة العربية ...
ولا ننسى ان حكمة الشيوخ تعي جيّداً ان فلسطين تبقى دائماً وأبداً علامة الاستقرار في المنطقة وشعار الأمان والطمأنينة التي تسكن بواطن قلوب الحكماء معالمها .. اليوم فلسطين كانت حاضرة وكما هي عادة ابناء هذا البلد الحبيب في كلمة الرئيس الباجي قايد السبسي بمعناها وعمق اصالتها وانتمائها اليوم عادت تونس كما عهدناها راية خفّاقة تظل علينا خيمتها داعمة لنا بسياستها صامدة صمود شجرة الزيتون متلاحمة جذورها بين كلا البلدين فلسطين وتونس راية واحدة وانتماء واحد ومصير مشترك كان هذا واضحا وجليّا في كلمة السيد الرئيس ....
حقيقة استبشرنا خيراً منال رسائل تونس الواضحة والجليّة الى العالم رغم تعدد ثقافاته وتنوع اختياراته .. تونس كما عهدناها تواجه التحديّات بعناد واصرار والتحديات كثر ومتنوعة اهدافها خارجية كانت ام داخلية والخارجيّة أكثر خطورة على التحديات الداخلية فالتحديات الخارجيّة تنخر عميقاً في اوصال تلك الدولة العنيدة صاحبة الثورة الفتيّة والصامدة في وجه اعتى الازمات واخص هنا معالم التطرف القادمة على عجل من شتّى الإتجاهات من ليبيا من الجزائر من العراق من سوريا من الغرب من الشرق من تحت الأرض .. تحديات لها ثقلها على ارض الواقع ولها تأثيرها في مجتمع مثقّف مسالم يعي جيّداً ما يدور حوله ويعي أيضا سبل وكيفيّة مواجهته ...
اما التحديات الداخلية فهي كثيرة تتطلب الكثير من الجهد والكثير من العطاء والكثير من الحنكة .. اليوم تونس ترفع راية التحدي اليوم تونس ترسم لنفسها خطوط الطريق باتزان وتأني ... يعلم قادة تونس ان التحديات عظام ويعلم شعبها ان الواقع أليم ويعلم ان الخطر الداهم اشد فتكاً من انظمة ديكتاتورية أو صراعات حزبية فالبطالة وضياع الشباب بين الواقع والسياسة مفتاح الحل وتوازن الحياة المجتمعيّة غلاء المعيشة المستفحل والمتسارعة خطواته يكان يقتل المواطن ولابد للقيادة التونسية بحكمتها تدارك هذا الخطر القادم على عجل ...
التجارة الموازية واخطارها على الاقتصاد التونسي اشد فتكاً من حروب الاقنعة والأسلحة المستوردة .. فالاقتصاد لا يبنى بغير السواعد ولايبنى بغير تضحيات فالتضحيات مفتاح الحل والقرارات الجريئة أمل الأمة وعماد نجاحها .. اما رجال الامن بمختلف مشاربهم ورغم قلّة الإمكانات لديهم كانت تنتشر منهم ولهم بصمة الطمأنينة وعنوان النجاح .. رجال تعلم منهم الكثير في دول الجوار سبل الصمود والتحدي .. رغم الامكانات القليلة كان لرجال الامن البصمة الواضحة في استقرار هذه الامة ورفعة شأنها كان لرجال الامن رسائل واضحة لكل من يريد الخوض في زمام التدخل في شؤون تونس ...
واخيرا اقول ان تونس بسياساتها الحديثة وإصرار رجالها وحكمة الشيوخ فيها لن تضل أبدا وستبقى رايتها خفّاقة عالية حامية للوطن وللأمة وستبقى تونس رافعة راية الحماية لفلسطين وأهلها وستبقى تونس السند الأول والاخير فتونس هي الوطن الساكن في قلوب ابناء شعبها فلينصر الله تونس ويحمها من أعداء هذه الأمّة وكما قيل ستبقى تونس أبد الدهر صامدة .. ستبقى تونس خضراء بقلوب رجالها وخصوبة أرضها .. ستبقى تونس ارض الأمن والأمان .... ستبقى تونس مفتاح الإزدهار ستبقى تونس وفلسطين عنوان واحد لقضيّة واحدة ....
الكاتب عطيّة ابوسعده / ابوحمدي