يكثر الجدل بين المتنطعين حول 25يناير.. هل هي ثورة ام صحن كشري..؟!!
أنا اعتقد شخصيا بعيدا عن ادبيات القطيع و ثقافة السمع والطاعة وبمنطق عقلاني محايد وموضوعي انها لم تكن ثورة كما لم يكن الربيع العربي ربيعا ..!!
ان مفهوم الثورة يعني تحركا عفويا عارما من الشعب كله تحت وطأة الظلم لا ان يكون محركا بريموت كنترول وعلى هذا فان 25يناير و30يونيه وتواريخ الربيع العربي كلها ..حتى 23يوليو وما يسمى الثورة العربية الكبرى وكل تواريخ التغيرات السياسية العربية منذ الاربعينيات وطالع لا ينطبق عليها منطقيا مفهوم الثورة ..!!
فأي ربيع او ثورة لابد من ان تتوفر لقيامهما عدة مقومات:
اولها: وجود قهر وظلم... وهذا والحمد لله متوفر في الصحراء العربية في كل زمان ومكان بكل الاشكال والاحجام كمعلبات الصلصة في السوبرماركتات..!!
وثانيها : وجود زخم شعبي كبير في كل مكان يحمل شعارا انسانيا كريما... وهذا ايضا توفر في ميدان التحرير وميادين كثيرة اخرى وراء شعارحق وعظيم ( عيش ..حرية ..كرامة ..وعدالة اجتماعية)..سرعان ما تحول بفعل فاعل الى شعار اكثر طموحا (الشعب يريد اسقاط النظام )..!!
وثالثها: وجود جسم قيادى موحد الانتماء والهدف... وهذا للاسف لم يكن وانما كان مجرد قيادات مختلفة الاهواء جمعتها الانتهازية والرغبة في التغييروشهوة الحكم وخدمة الاجندات على هدف اسقاط النظام والحلول محله... وعدم وجود هذا المقوم بالذات هو الذي نفي عن 25يناير مفهوم الثورة العفوية واعطاها مفهوم اقرب الى العصيان الموجه ونفس الامر ينطبق على كافة حالات الربيع العربي المنفلشة ..وكانت المائدة مزينة بالدم وبابهاراعلامي اخوانيكي مزيف ..وبصحون الكشري البايت والحرف لا يفي بالوصف..!!
كان اول صحن (مجدرة) في المطبخ الفلسطيني قبل 8سنوات بنكهة دينية خالصة وبكاتشوب الدم ورعب الشطة في مواجهة فساد وعبث السلطة ..!! باطل خبيث طموح ركب حقا لخدمة اجندة مريبة وانجب مخلوقا خرافيا قبيحا اطلق عليه الانقسام ولايختلف اثنان حتى من بين المنقسمين انفسهم ان الثريد كان مسموما وملعونا وما كان يجب ان يكون بل انهم وبعد ماجرى ويجري من نكبات وويلات يعترفون فيما بينهم بكل الخزي ويندمون..!!
اما فيلم (يناير25) فقد بدأ الكلاكيت الاول في امريكا عام 2008 وليس كما يظن البعض بعد شرارة البوعزيزي بل بعد قناعة الادارة الامريكية بان الحصان مبارك اصبح عاجزا ولم يعد يفيد في حل مشكلة الازعاج الفلسطيني على الطريقة الاسرائيلية ولابد من تنفيذ الحكم فيه كما كان ينفذ في خيل الانجليز!! واستبداله بحصان براجماتي فتي يبيع امه قبل ابيه ويمتلك تنظيما محكما وقاعدة شعبية ويعرض خدماته باقل الاسعار !!
لقد انفق الامريكيون عشرات الملايين في رعاية وتدريب مجموعات مختارة من الناشطين المصريين في معاهد امركة متخصصةعلى خلق حراك شعبي مسيس وموجه تحت باب المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان واستغلال حالة القهر من ظلم وعسف حكم مبارك!! وكانت هذه المجموعات واكبرها حركة 6 ابريل اول من نزل الى الشارع ..!!
كان الكلاكيت الثاني ركوب الاخوان المشهد بعد تردد المرشد اسبوعا.. وتاججت النار كما هو مخطط بزيادة جراة المتظاهرين وقمع الشرطة وارتفاع عدد الشهداء.. وتحول سلمية البداية شيئا فشيئا الى انياب واظافر لا يمتلكها شعب وانما تنظيم محكم اعد نفسه جيدا ومنذ زمن لهذه اللحظة.. لكن ما افشل المخطط جزئيا ولوقت هو انسحاب الشرطة و دخول الجيش الذي انتصر للشعب.. والقى مبارك خطابه الاعتذاري الشهير واستمال قسما كبيرا لتكون قمة الدراما في موقعة الجمل المحبوكة جيدا والتي اعادت قطارالاخوان الى القضبان...!!
اما الكلاكيت الثالث فقد فاز فيه الحصان الاسود بانتخابات تشريعية ورئاسية في جو مضطرب انتهز فيه انشغال فيه الشباب الغرالهائج بمقاومة العسكر الذين غادروا المسرح مخذولين !! لتبدا سنة اخوانية خالصة لم تخل من هرطقات وفضائح كان فيها شهاب الدين اضرط من اخيه..وفشل الاخوان في كل شيء واستعدواعليهم بافعالهم ونكتة الشرعية كل من شاركهم فقد كان كل همهم واكبر خطاياهم اخونة مصر بسرعة..!!
وننهي بالكلاكيت الرابع الذي بدأ بهبة (تمرد)جماهيرية غير مسبوقة وموجهة اسمها 30يونيه لم يابه لها الجماعة المغترة ولم تكن تلك لتنجح لولا دعم متبادل بين الشعب والجيش والدولة العميقة!! وهي ليست ثورة كما يدعي انصارها..ولا انقلابا كما يدعي اعداؤها فهذه المحركات رغم انها التقت على الطرد المستحق من الملعب للاخوان الا انها افتقدت ايضا وبسرعة وحدة الموقف والهدف بين شركائها فيما بعد .. بدليل اعتقال بعض نشطائها.كاحمد ماهر مؤسس حركة 6ابريل ومحمد عادل واحمد دومة ومغادرة البعض الاخرالمتامرك كالبرادعي ووائل غنيم..!!ومع ذلك فان 30 يونيه رغم اختبار التفكيك الدامي لاعتصام امارة رابعة المسلح انقذت مصر من سيناريو اكثر دموية مما يدور الان في سوريا والعراق واليمن..!!
وبالعودة الى مايجرى الان في ذكرى 25يناير..يلاحظ من يتابع الجزيرة والشرق التركية وتوابعهما المحلية يدرك حجم التغول والحقد الذي يفوق حقد اليهودعلى مصر والمصريين بداعي انهم افشلوا مشروع قيام امبراطورية اخوان العظمى !!واعتقد ان نقمة الخاسرين في غزوة المحروسة ستزداد وقد تؤلم كما حدث في العريش كلما حقق السيسي انجازا في تركة صعبة نخرتها على مدى عقود والفرعنة والفساد والقهر مع الاخونة الناعمة وتزويرالتاريخ و الدين..!!
ما يحزنني فعلا هو سقوط الضحايا من الابرياء والمغرر بهم والمدفوع لهم. والتخريب الجبان من باب ( نحن هنا)..!!ومع ذلك فان محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء في ذكرى 25 و28يناير بالتهديدات والتظاهرات اللاسلمية و التفجيرات المتزامنة في توقيت خبيث لمذبحة الانشغال بمشاهدة بمباراة الاهلي والزمالك يذكرنا بتوقيت مذبحة الانشغال باعداد افطارمعبر رفح في رمضان..!! تؤكد اننا امام ارهاب عالمي اخبث واشرس مما نتصور وربما يكون التخلص السريع منه اكبر من قدرات مصرحاليا..تماما كما نرى في العراق والشام ..ولكنه رغم ذلك ليس الا تخريب عدمي يائس..يقبح اكثر صورة المنبوذ الهارب في استانبول والدوحة ويعمق من معقولية اقصاء ضبع سياسي جريح وفاشل.. بات يعترف علنا بتحوله الى عصابة ارهابية في اخر بياناته يوم 27 بتوقيع (فارس الثورة ) ويتباهى بعمالة ثلاثية وهو الذي لم ينتم يوما لمصر وتقوده اجندات مريبة وطموحاتها وخططها في احياء حلم السقيفة ..واختيار اردوغان او بديع اوتميم ال فاني خليفة..!!
اللهم ...يارب السماء...انك اعلم بما يبطن الادعياء..... واقدر على نكث بيوت الدهاة الاشقياء... قنا من شرورهم .. واحمنا من فتنهم ... فلمن نلجأ طلبا للسند والمدد و ليس لنا غيرك يا ربنا رجاء..!!