اصل الحكاية ..من النهاية للبداية......!!

بقلم: توفيق الحاج

وانا اشاهد بعد تردد فيديو حرق الكساسبة حيا.... باغتتني دبابير السؤال .. فيم فكر والنار مقبلة عليه؟!! بم شعر والنار تلتهم ساقيه..؟!! متى غاب عن الوعي ووجنتيه تذوبان اشتعالاعلى صدره وفخذيه..؟!! وكيف قضى في قفص الحديد متفحما والرب ملتفت اليه..؟!!
يارب ..هل هي مصادفة ان يموت ابن المقفع والحلاج والبوعزيزي والروهينجا وابو خضيروالكساسبة حرقا ؟!!
يارب..الا يخجل الجبناء اصحاب موقف(هز الوسط )السياسي اللا اخلاقي الذين يتغنجون ويبررون وياسفون.؟!
رجعت بذهني المذهول متسلسلا من الوراء الى الوراء متتبعا سدرة الشوك من فرع الى فرع ومن فرع الى جذع...حتى وصلت الى عتبة مولانا ..!!
في الستينات وما ادراك ما الستينات... تصفحت اول اوراق الوعي ما لفت نظري في لامبالاة واستهزاء جار لنا من فرحتنا باحتفالات 7 مارس 56 يوم اندحار الاسرائيليين من قطاع غزة.. سألت وكان الجواب:هذا اخواني..!! عرفت فيما بعد ان لهذا اشباه قلة.. منطوو ن في تقية..منبوذون..متشككون..تراقبهم المباحث كما تراقب الشيوعيين والبعثيين واللصوص...وكان مدرس العربية احدهم وسمعت عن خوض كتائبهم الحرب في فلسطين وان احدى مدارس المخيم سميت باسم بطل اخواني شهيد هو احمد عبد العزيز و سمعت ايضا عن محاولاتهم الناجحة والفاشلة في الاربعينات لقتل معارضيهم حتى طمعوا بالثورة وتآمرالهضيبي مع الانجليز فانفضح المستور ليصطدموا بعبد الناصر بعد محاولة فاشلة لاغتياله..!! وتذكرت مطاردتهم للشاعر الشهيد اليساري الراحل معين بسيسو ناظرمدرسة خان يونس وكيف نجا باعجوبة من محاولة لقتله ..!! وفيما بعد..اتاني بأخبار اعدام سيد قطب من لم تزود.. مع قطار اخبار اليوم في المساء بعد محاولة انقلابية فاشلة..!!
كانت هزيمة 67 بمثابة انكسارللوعي القومي وعودة الروح للاخوان ولا انسى نظرات التشفي الفاقع في عيونهم وكانهم ليسو منا ولسنا منهم... وبرحيل عبد الناصر وقدوم السادات .. كان الاستنهاض الاخواني تنظيما واقتصادا بهدف مواجهة الارث الناصري..!! ولما ادرك الساحر خطر الثعبان متاخرا حاول اعادته الى مكانه الا ان الثعبان لدغه في المنصة فقتله..!!
منذ ذلك الوقت.. بدات رحلة البحث الموضوعي عن جذور جماعة الاخوان بكتاب للدكتور رفعت السعيد عن الامام حسن البنا.. عرفت منه مالا يختلف عليه اثنان وتحفظت على مايحمل شبهة التجني من كاتب يساري !! ثم لجأت الى مراجع مساندة ومعارضة على السواء ومن مذكرات قادتهم.. وتوصلت الى التالي:
ان فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في وجوب الخروج على الحاكم الظالم وتكفيره كانت المعين الذي غرف منه محمد بن عبد الوهاب المتشدد وخرج باحابيش ابن سعود على حكام نجد والحجاز.. في الوقت نفسه كانت صحوة الافعاني ومحمد عبده.. تاثر البنا بهما وبتلميذهما المتشدد.....في ظروف احتلال وانحلال اخلاقي!! وقام بزيارة الحجاز وتاثر اكثر باخوان من اطاع الله واخذ عنهم الاسم والشعار وانتهج بيعة قريبة الشبه لقسم الولاء الماسوني في غرفة مطلمة بوجود الكتاب والمسدس..!! واخذ عن البنا ابو الاعلى المودودي في الهند فانشأ جماعة في باكستان وانتشر ابناء البنا ليكونوا فروعا نشطة في الاقطار العربية!!
كانت الاغتيالات التى نفذها الاخوان في حينه تعبر عن فكر متطرف ادى لاغتيال الامام نفسه لكن هذا الفكر زاد تطرفا بافكار سيد قطب التكفيرية الواضحةعن (الحاكمية وجاهلية المجتمع) في كتابه (في ظلال القران) وانبثقت
خلايا وحركات من الجماعة الام اشد تطرفا.. اعطاها السادات زخما وغطاء في مواجهة الناصرين كما اسلفنا.
كان يتنازع الجماعة طوال الوقت تياران قطبي متشدد وتلمساني معتدل من عام 1970 وحتى وفاه كامل التلمساني لترجح كفة القطبيين في النهاية وتعود موجة الاغتيالات والتفجيرات في التسعينات..وفي نفس الوقت تعاملوا مع نظام مبارك ببراجماتية سياسية فائقة وخاصة في انتخابات 2005
ويؤكد كتاب (لعبة الشيطان )للاستخباري الامريكي روبرت درايفوس ان الاخوان على مدار تاريخهم كانت لهم حاضنة شعبية متدينة بالفطرة ..اضافة الى حاضنة سياسية ثلاثية تدعمهم ماديا وهي بريطانيا فامريكا والسعودية مقابل مواجهة وتنفيذ مخططات لتخريب الطموح الوطني بدءا من حزب الوفد فالثورة فحرب الجلاء والعدوان الثلاثي وحرب اليمن وهزيمة 67. وفي فلسطين كان دورهم بارزا ومشتبها به في مواجهة منظمة التحريرفي ايلول الاسود وروابط القرى وحرق الهلال الاحمروالسبت الدامي في الجامعة الاسلامية وحرب لبنان والمجمع الاسلامي ثم حماس.!!ولن انسى انهم افتوا بان الفلسطينيين الذين قتلوا في لبنان82(ليسواشهداء وانما جيف) !!
في السياق التاريخي..يظهر المد الاخواني الموجه في افغانستان..والدامي في الجزائر فتظهر طالبان والقاعدة بفظائعهما بعد غزوة الابراج ثم غزو امريكا لافغانستان والعراق ليظهر الزرقاوي قاطع الرؤوس..!! وما ان يختفي حتى يظهر الربيع العربي الملعوب اقليميا خذ وهات بين امريكا والاخوان.. فنسمع با لعرعور والجيش الحر واحرار الشام والنصرة وانصارالشريعة وفجر ليبيا وبوكو حرام..و...و.. وكلها مناديل ورقية دامية من جراب حاو واحد... الى ان ظهرت داعش على الساحة واتسعت وتوسعت وفعلت مافعلت ...!! وهي في الحقيقة لم تات بجديد وانما جددت تاريخ الذبح القبيح !! ولن يتوقف الامر عن هذا الحد فلسوف تظهر جماعات وجماعات واسماء واسماء اشد فظاعة وبشاعة..اذا لم يواجه العالم محنة التطرف بشجاعة..!!
من الطبيعي ان يختلف معي غلاة الاخوان في التفاصيل والرؤي وربما يحتجون ويستنكرون ويتهمون وهذا حقهم ولكن لا يستطيع احد مهما فعل ان يفصل تاريخا على مقاسه وكما يريد..!! ويكفى في هذا المقام قولة الامام الشهيرة (ليسوا اخوانا..وليسوا مسلمين)..
الى هنا لم يدرك شهرياربعد .. الصباح ...ولم يسكت عن الكلام المباح..!!
اللهم اني لا اخشى احدا سواك ولا الجأ الى احد الاك.... فانا عبدك لا املك لنفسي ضرا اونفعا في حماك..!!